|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أ. حلمي القمص يعقوب
الأدلة التاريخية والأثرية والطبية على صلب المسيح وموته ما هي أهم الأدلة التاريخية التي تحدّثنا عن صلب المسيح؟ الآثار لا يمكن أن يتطرّق إليها الشك، فهل هناك أدلة من هذه الآثار تشهد لصلب المسيح وموته؟ ما هي الأدلة الطبية التي تؤكد لنا موت المسيح؟ أولًا: الأدلة التاريخية على صلب المسيح وموته: ما هي أهم الأدلة التاريخية التي تحدّثنا عن صلب المسيح؟ ج: ما أكثر الأدلة التاريخية الصادقة القاطعة والموثوق بها، والتي تحدّثنا عن صلب المسيح وموته وقيامته، وعلى رأس هذه الأدلة شهادة رجال العهد الجديد، وشهادتهم لم تكن شهادة عابرة. إنما شهدوا لحقيقة صلب المسيح وموته وقيامته شهادة تفصيلية وجاءت شهادتهم طبيعية في سياق الكلام، فهي تمثّل خيوطًا من ذات النسيج، وليست رقعة ارتقت بالثوب. بل أنه لم ينل موضوع اهتمام هؤلاء مثلما نال هذا الموضوع، فمثلًا نلاحظ أن مرقس الإنجيلي ويوحنا الحبيب قد أغفلا قصة ميلاد السيد المسيح، وأغفل معلمنا متى ولوقا الإنجيلي قصة صعوده إلى السماء، وأغفل الأربعة مئات المعجزات التي صنعها رب المجد، وأيضًا أغفلوا عظاته على مدار ثلاث سنوات، ولكن واحدًا منهم لم يغفل قط قصة صلب المسيح وقيامته. إنما ذكروا كل شيء بالتفصيل، حتى استغرقت شهادتهم هذه أصحاحات كاملة، فآخِر ثلاثة أصحاحات من إنجيل متى البشير، وآخِر إصحاحين من إنجيل مرقس الإنجيلي، وآخِر ثلاثة أصحاحات من إنجيل معلمنا لوقا، ونحو نصف بشارة يوحنا، كل هذا يحدّثنا عن هذا الموضوع بالإضافة إلى ما جاء في الرسائل وسفر الرؤيا. وبالرغم من أن الصليب كان حينذاك عار وفضيحة ولعنة، وبالرغم من محبة التلاميذ الشديدة لمعلمهم، فبالتأكيد لم يقصد أحد منهم الإساءة إليه أو التشهير به إلاَّ أنهم جميعًا أصرُّوا على ذكر أحداث الصلب بالتفصيل بالرغم من كراهية وحقد اليهود، وبالرغم من ازدراء الأمـم بالصليب.. فلماذا أصرَّ الرسل على هذا؟.. لأن الصليب هو إعلان محبة اللَّه للبشرية، ولذلك أصرَّ التلاميذ على أن يجعلوا الصليب هو محور كرازتهم، ولم تقوَ كل القيادات اليهودية، ولا الدولة الرومانية على تكذيب أقوال الرسل، ولا على تكميم أفواههم، وذلك بالرغم من أنهم نادوا بموت المسيح وقيامته في أورشليم مركز القيادات الدينية واليهودية، وهي المدينة التي شهدت تلك الأحداث العجيبة، وهذا يقضي بلا شك على أي شك في صدق شهادة التلاميذ، وقد تمسّك هؤلاء بشهادتهم حتى الدم، وضحّوا بحياتهم على مذبح الحب الإلهي دون أن يتخلوا عن الشهادة للمصلوب الذي حطّم جبروت الموت. ولو اعتبرنا يا صديقي أن الإنجيليين الأربعة هم أول أربعة شهود للقيامة، فدعنا نستكمل شهادة التاريخ: بطرس الرسول من شهود القيامة بولس الرسول من شهود القيامة اسطفانوس رئيس الشمامسة من شهود القيامة بيلاطس البنطي من شهود القيامة يوسيفوس المؤرخ اليهودي من شهود القيامة تاسيتوس المؤرخ الروماني من شهود القيامة لارنر المؤرخ الروماني من شهود القيامة التلمود من شهود القيامة الحاخام يوحنا بن زكاي من شهود القيامة ديونيسيوس الأريوباغي من شهود القيامة اكليمنضس الروماني من شهود القيامة أغناطيوس الأنطاكي من شهود القيامة بوليكاربوس من شهود القيامة رسالة برنابا من شهود القيامة بليني الأصغر من شهود القيامة يوستين الشهيد من شهود القيامة بابياس من شهود القيامة لوسيان اليوناني من شهود القيامة كَلسوس من شهود القيامة إيريناؤس من شهود القيامة العلامة ترتليان من شهود القيامة يوليوس أفريكانوس من شهود القيامة الأنبا أنطونيوس من شهود القيامة أثناسيوس الرسولي من شهود القيامة كيرلس الأورشليمي من شهود القيامة غريغوريوس أسقف نيصص من شهود القيامة أمبروسيوس من شهود القيامة الشهيد كبريانوس من شهود القيامة إيرونيموس من شهود القيامة باسيليوس الكبير من شهود القيامة القديس مكاريوس الكبير من شهود القيامة مار أفرام السرياني من شهود القيامة يوحنا الذهبي الفم من شهود القيامة أُغسطينوس من شهود القيامة يوحنا من كرونستادت من شهود القيامة مارا ابن سيرابيون من شهود القيامة هانز رودي وبر من شهود القيامة دال فورمان من شهود القيامة سير لسلي هيرسون من شهود القيامة هربرت كاستيل من شهود القيامة أحداث تاريخية مرتبطة بالصليب تشهد للقيامة |
04 - 12 - 2021, 02:18 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: الأدلة التاريخية والأثرية والطبية على صلب المسيح وموته
بطرس الرسول:
الذي خاف وأنكر المسيح أمام جارية، عندما سرت فيه قوة القيامة وقف أمام كل اليهود قائلًا: "أيها الرِّجَال الإسرائيليُّون اسمعوا هذه الأقوال: يسوع الناصري.. هذا أخَذتُموه مُسلَّمًا بمشورة اللَّه المحتومة وعِلْمِهِ السَّابق، وبأيدي أثمَةٍ صلَبتُمُوه وقتلتموه. الذي أقامَه اللَّه ناقضًا أوجاع الموت، إذ لم يكـن ممكنًا أن يُمسَك منه" (أع 2: 22 ـ 24) وعقب شفاء الأعرج قال لليهود: "يسوع الذي أسلمتُمُوه أنتم وأنكرتُمُوه أمام وجْهِ بيلاطس، وهو حَاكِمٌ بإطلاقِهِ. ولكن أنتم أنكرتُم القُدُّوس البارّ، وطلبتُم أن يوُهَب لكم رَجُل قاتلٌ. ورئيس الحَياة قَتَلتمُوه، الذي أقامه اللَّه من الأموات، ونحن شهودٌ لذلك" (أع 3: 13 ـ 15)، ووقف أمام رؤساء الكهنة وقد امتلأ من الروح القدس قائلًا: "فليَكُن معلومًا عند جميعكُم وجميع شعب إسرائيل، أنه بِاسم يسوع المسيح النَّاصري، الذي صَلَبتُموه أنتم، الذي أقامَهُ اللَّه من الأموات" (أع 4: 10). ولم يكفّ بطرس ومَن معه عن إعلان هذه الحقيقية حتى ضجر الرؤساء، فقال له رئيس الكهنة: "وها أنتم قد ملأتُم أورشليم بتعليمِكُم وتُريدُون أن تَجْلبوا علينا دم هذا الإنسان. فأجاب بطرس والرُّسـل وقالوا: ينبغي أن يُطاع اللَّه أكثر من الناس. إلـه آبائنا أقام يسوع الذي أنتم قتَلتُموه مُعلّقين إياه على خشبة" (أع 5: 28 ـ 30)، وشهد بطرس بهذه الحقيقة أمام الأمم، فقال في بيت كرنيليوس: "الذي أيضًا قتلـوه مُعلِّقين إياه على خشبةٍ. هذا أقامَهُ اللَّه في اليوم الثالث" (أع 10: 39، 40). وفي رسالته الأولى تحدَّث مُعلمنا بطرس الرسول عن دم المسيح قائلًا: "عالِمِين أنكُم افتُديتُم لا بأشياء تفنى، بفضّةٍ أو ذَهبٍ.. بل بدَمٍ كَريم، كما من حَمَل بلا عَيبٍ ولا دَنَس، دَم المسيح" (1بط 1: 18، 19)، وذَكَر آلام وصلب المسيح قائلًا: "الذي إذ شُتِم لم يكن يَشتِمُ عوضًا، وإذ تألّم لم يَكُن يُهدّد بل كان يُسلّم لِمَن يقضي بعدل. الذي حَمَل هو نفسُهُ خطايانا في جَسَدِه على الخشبة، لكي نَموت عن الخطايا فنحيا للبرّ. الذي بجَلْدَتِهِ شُفيتم" (1بط 2: 23، 24).. "فإن المسيح أيضًا تألَّم مَرّة واحدة من أجل الخطايا، البارُّ من أجل الأثمة، لكي يُقرّبنا إلى اللَّه مُمَاتًا في الجسد ولكن مُحيي في الروح" (1بط 3: 18). |
||||
04 - 12 - 2021, 02:19 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: الأدلة التاريخية والأثرية والطبية على صلب المسيح وموته
بولس الرسول:
الذي اضطهد الكنيسة بإفراط، وكان من ألد أعداء المسيحية عندما ظهر له السيد المسيح الذي صُلِب وقام شهد لهذه الحقيقة وجعلها محور حياته وكرازته، ففي مجمع أنطاكية بيسيدية قال: "لأن السَّاكنين في أورشليم ورؤساءهم لم يعرفوا هذا. وأقوال الأنبياء التي تُقرأ كل سَبت تمَّموها، إذ حكموا عليه. ومع أنهم لم يَجِدوا عِلَّةً واحدةً للموت طَلَبوا من بيلاطس أن يُقْتَل. ولمَّا تمَّموا كل ما كُتِب عنه، أنزلوه عن الخَشَبَةِ ووضَعُوه في قَبر. ولكن اللَّه أقامَهُ من الأموات" (أع 13: 27 ـ 30)، وقال للملك أغريباس: "أنا لا أقول شيئًا غير ما تكلَّم به الأنبياء وموسى أنه عتِيدٌ أن يكون: أن يُؤلَّم المسيح، يَكُن هو أوّل قيَامَةِ الأموات" (أع 26: 22، 23). وقال لأهل رومية: "متبرِّرين مجَّانًا بنعمتِهِ بالفِدَاء الذي بيسوع المسيح، الذي قدَّمه اللَّه كفَّارة بالإيمان بدَمِهِ" (رو 3: 24، 25). "ولكن اللَّه بيَّن محبته لنا، لأنه ونحن بعد خطاةٌ. مات المسيح لأجلنا" (رو 5: 8). "لأن الموت الذي ماتَه قد ماتَهُ للخطية مرَّةً واحدة" (رو 6: 10). وقال لأهل كورنثوس: "فإن كَلمة الصَّليب عند الهَالكين جَهَالَةٌ، وأمَّا عندنا نحن المخلَّصين فهي قوَّة اللَّه.. نحن نُكْرز بالمسيح مصلوبًا: لليهود عثرةً، ولليونانيّين جهالة! وأمَّا للمدعُوّين: يهودًا ويونانيّين، فبالمسيح قوَّة اللَّه وحِكمَة اللَّه" (1كو 1: 18 ـ 24). "لأنـي لـم أعْـزم أن أعْرف شيئًا بينَكُـم إلاَّ يسوع المسيح وإيَّاه مصلوبًا"(1كو 2: 2). "لأن لو عرفوا لَمَا صَلَبوا رب المجد" (1كو 2: 8). "لأن فِصْحنا أيضًا المسيح قد ذُبِح لأجلنا" (1كو 5: 7). "أن المسيح مات من أجل خطايانا حَسَبَ الكُتُب، وأنه دُفِن، وأنه قام في اليوم الثالث حَسَب الكُتُب" (1كو 15: 3، 4). "وهو مات لأجل الجَميع كي يَعيش الأحياء فيما بَعد لا لأنفُسِهم، بل للذي مات لأجلِهم وقام" (2كو 5: 15). وقال لأهل غلاطية: "أيها الغلاطيُّون الأغبيَاء، من رقَاكُم حتى لا تُذعِنوا للحقّ؟ أنتم الذين أمام عُيونكم قد رُسِمَ يسوع المسيح بينكُم مصلوبًا" (غل 3: 1). "وأمَّا من جِهتي، فحَاشا لي أن أفتَخِر إلاَّ بصليب ربنا يسوع المسيح، الذي به قَد صُلِب العالم لي وأنا للعالم" (غل 6: 14). وقـال لأهل أفسس: "الذي فيـه لنا الفداء بدَمِـهِ، غُفران الخَطايا، حَسب غِنى نعمته" (أف 1: 7). "ويُصالـح الاثنين فـي جَسـدٍ واحـدٍ مـع اللَّه بالصَّليب، قاتـلًا العدَاوة به" (أف 2: 16). "كمـا أحبَّنـا المسيح أيضًا وأسلَم نفسَهُ لأجلنا، قُربانًا وذبيحَةً للَّه رائحة طيّبة" (أف 5: 2). "أيها الرَّجَال، أحبُّوا نساءَكُم كما أحبَّ المَسِيح أيضًا الكنيسة وأسلَم نفسَهُ لأجلِها" (أف 5: 25). وقال لأهل فيلبي: "وإذ وُجِد في الهيئَة كإنسان، وضَعَ نفسَهُ وأطاع حتى الموت موت الصّليب. لذلك رفَّعه اللَّه أيضًا، وأعطاهُ اسمًا فوق كل اسم" (في 2: 8، 9). "لأعْرفَهُ، وقوَّة قيامته، وشركة آلامِهِ متشبهًا بموته" (في 3: 10). وقال لأهل كولوسي: "لأنه فيه سُرَّ أن يَحِلّ كل المِلء، وأن يُصَالح بهِ الكُلّ لنفسِهِ، عامِلًا الصُّلح بدَم صلِيبه.. قد صالحكم الآن. في جسم بشريَّته بالمَوت" (كو 1: 19 ـ 22). "إذ مَحَا الصَّكّ الذي عَلينا في الفرائض، الذي كان ضدًّا لنا، وقد رَفَعَهُ من الوَسَط مُسمّرًا إيَّاه بالصليب" (كو 2: 14). وقال لأهل تسالونيكي عن اليهود: "الذين قتلوا الرب يسوع وأنبياءهم واضطهدونا نحن" (1تس 2: 15). وقال لتلميذه تيموثاوس: "الذي بَذَل نفسَهُ فديَةً لأجل الجَميع" (1تي 2: 6). "أوصِيكَ أمام اللَّه الذي يُحيي الكل، والمسيح يسوع الذي شَهد لدى بيلاطس البُنطِيّ بالاعتراف الحَسَن" (1تي 6: 13). وقال لتلميذه تيطس: "منتظرين الرَّجاء المُبارَك وظهور مَجد اللَّه العظيم ومُخلِّصِنا يسوع المسيح، الذي بَذَل نفسَه لأجلنا، لكي يَفْدينا من كل إثمٍ، ويُطهِّر لنفسه شعبًا خاصًّا غَيورًا في أعمالٍ حسنةٍ" (تي 2: 13، 14). وقال في الرسالة إلى العبرانيين: "أنه قد أُظهِر مرَّة عند انقضاء الدُّهور ليُبطِلَ الخطيَّة بذبيحَة نفسه" (عب 9: 26). "ناظرين إلى رئيس الإيمان ومُكمِّلِهِ يسوع، الذي من أَجل السُّرور الموضوع أمَامه، احتَمَل الصَّليب مُستهينًا بالخِزْي، فجَلَس في يَمين عَرش اللَّه" (عب 12: 2). "لذلك يَسـوع أيضًا، لكي يُقدِّس الشَّعب بـدَم نفسِـهِ تألَّـم خـارجَ البـاب" (عب 13: 12). |
||||
04 - 12 - 2021, 02:20 AM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: الأدلة التاريخية والأثرية والطبية على صلب المسيح وموته
اسطفانوس رئيس الشمامسة:
قال لليهود أثناء محاكمته: "أي الأنبيَاء لم يضْطَهده آباؤكم؟ وقد قَتَلوا الذين سَبَقوا فأنبأوا بمَجيء البَارّ، الذي أنتم الآن صِرتُم مُسَلِّميه وقاتليه" (أع 7: 52). بيلاطس البنطي: وهـو الذي كـان واليًا على اليهودية خلال الفترة 26 ـ 36م، وهو الذي حكم على السيد المسيح بالصلب، وقد دُعيَ بالبنطي نسبة إلى بلاد بنطس مسقط رأسه، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. وهو يعتبر الوالي الخامس على اليهودية، وقيل أنه نُفيَ إلى فيينا في بلاد الغال سنة 36م وانتحر هناك، وأن هناك نصبًا تذكاريًا ارتفاعه 52 قدمًا يدل على قبره (راجع "هذا إيماني" ص 80 ـ مطرانية البحيرة ومطروح والخمس المدن الغربية). وقد أرسل بيلاطس البنطي خطابًا إلى طيباريوس قيصر، وقد اكتشفه أحد العلماء الألمان سنة 136م، ومـا زال محفوظًا للآن في مكتبة الفاتيكان، وجاء فيه "ألقى الأوباش الهائجون القبض على يسوع، ولمَّا انسوا عدم الخوف من الحكومة إذ ظنوا مع زعمائهم إني جزع فزع من ثورتهم تمادوا في الصياح اصلبه اصلبه.. ثم طلبت وغسلت يدي أمام الجمهور مشيرًا بذلك إلى استهجان عملهم، ولكن لم يأتِ ذلك بثمرة، فإن نفوس هؤلاء الأشقياء ظمآنة لقتله.. فقلت له (أي ليوسف الرامي) قد أجبت طلبك وفي الحال أمرتُ ماتليوس أن يأخذ بعض عساكر معه ليلاحظ ويباشر دفنه لئلا يتعرّض له أحد.. وبعد ذلك بأيام قليلة وُجِد القبر فارغًا وأذاع تلاميذ يسوع في أطراف البلاد وأكنافها أن يسوع قام من الموت كما كان قد تنبأ"(47). وقد أشار لهذا الخطاب الشهيد الفيلسوف يوستين سنة 139م في دفاعه الذي كتبه للإمبراطور أنطونيوس بيوس فقال: ".. ثقبوا يديَّ ورجليَّ. وصف للمسامير التي تثبتت في يديه ورجليه على الصليب، وبعد صلبه اقترع صالبوه على ثيابه وقسموها بينهم. أما صدق هذا كله يمكن أن تجدها في (الأعمال) التي سجلها بيلاطس البنطي"(48). كما قال يوستين أيضًا: "إن موت المسيح كان له تأثير عظيم في نفوس الذين صلبوه، حتى أن بيلاطس الوالي أشار إلى طيباريوس قيصر بحفظ قضية المسيح في سجلات روما"(49). وفي سنة 196م أشار العلامة ترتليان في دفاعه عن الإنسان المسيحي أمام الحاكم الروماني في أفريقيا إلى خطاب بيلاطس هذا (برهان يتطلب قرارًا ص 160) وكذلك القديس يوحنا الذهبي الفم (الكتاب المقدَّس والآثار ص 8) كما جاء نص الخطاب في مجموعة آباء قبل نيقية مجلد 8 ص 462 ـ 463) وفي فبراير 1892م نشرت هذا الخطاب باللغة الإنجليزية مجلـةZion s Watch Tower. أما في رسائل بيلاطس البنطي إلى سنيكا Seneca الفيلسوف الروماني فقد أفاض الوالي في الحديث عن يسوع ونهاية حياته بالصلب ففي الرسالة الحادية والعشرين التي حرَّرها بيلاطس يوم الجمعة أثناء المحاكمات، ولم يكن قد تحدَّد بعد موقف يسوع كتب يقول: "وفي الليلة الفائتة تم القبض على يسوع بمعرفة مندوبين عن السنهدريم تعززهم فرقة من جنودنا، واليوم انتشرت الأخبار بأنه قد تم الاتفاق بين الحاكم وبين مجلس السنهدريم ـ على حد قولهم ـ على أنه من الأفضل التخلُّص من يسوع، ولهذا الاتفاق وزنه وأثره حتى إذا كان اليهود الغيورون يكرهون السنهدريم. ومرت حادثة القبض عليه بغير مضايقات، ويسوع نفسه لم يبد أقل مقاومة، أما أتباعه فقد هربوا. واعتقد أن معظمهم قد كرّوا عائدين إلى منازلهم. بعد هذا مضوا بالسجين إلى بيت رئيس الكهنة حيث قام قيافا مع بعض كبار الكهنة بفحصه حتى الصباح.. لهذا تجدهم (الكهنة) يمضون في اتهامه بالعمل ضد الناموس بقصد ضمان تأييد الجماهير لهم في الوقوف ضده مستغلين مهاجمته لهم علنًا في الهيكل وعلى رؤوس الأشهاد، وأعتقد أنهم سيتهمونه بأنه قال أنه هو المسيا المنتظر مع أنهم لا يملكون الدليل على صدق ما يقولون ولكنهم لم يعجزوا عن الإتيان بالأدلة اللازمة.. أمرت بإرسال أنتيباس (هيرودس) باعتباره واحدًا من رعايا الجليل ليتصرّف معه كمخلّ بالأمن، بدأ نشاطه في ولايته، لكنه أعاده إليَّ بالتالي برد مهذّب يطلب مني أن أتصرّف في الأمر بمعرفتي لأن الرجل قد قُبِضَ عليه في أورشليم. لا زال "كريتو" ينتظر أن أفرغ من كتابة هذه الرسالة لكي يحملها إليك.. "(50). وفي الرسالة الثانية والعشرين كتب بيلاطس البنطي لسينيكا يقول: "أرى لزامًا عليَّ أن أكمل الرسالة التي بدأت في كتابتها إليك هذا الصباح. بعد أن مضى من عندي "كريتو" رسولك حاملًا ردي ومُحمَّلًا بتحياتي إليك تفاهمت مع ماركيوس على جميع الترتيبات العسكرية اللازمة الخاصة باحتفالات عيد الفصح والتي ستبدأ في الغد.. بعد أن تمّت محاكمة يسوع ومواجهته بالاتهام حَكَمت عليه بالموت صلبًا، وتم بالفعل تنفيذ الحكم فيه هو واثنين آخرين سَبَقت محاكمتهما والحُكم عليهما، وكانا في انتظار دورهما في التنفيذ، وأعتقد أن هذا درس لازم خصوصًا في الفصح ليكون عبرة لكل واحد من هذا الجمع المحتشد هنا. وكالمعتاد تم دفن جسد يسوع في نفس اليوم وقبل حلول السبت الذي يبدأ بعد الغروب، وقد طلب السنهدريم الترخيص بدفنه بعد الظهر. وها هو الجو قد خلا لهم فليفعلوا ما يريدون، وكل شيء انتهى قبل أن يبدأوا احتفالهم بعيد الفصح، ومن جانبي اتخذت كل الإجراءات اللازمة لقمع أي حركة قد تحدث. وعندما قال أحد الكهنة أنه يتهجم على ديانتهم بادرت بإسكاته، لأنه كما أنهم لا يسمحون لنا بالتدخُّل في أمور ديانتهم، هكذا يجب ألا نسمح لهم بإقحام ديانتهم في إجراءات اتخذتها الدولة، فيسوع متهم سياسي لأنه يعلن نفسه ملكًا وهو بهذا يقاوم قيصر، ويستوي إن كانت هذه المقاومة بصورة مباشرة أو غير مباشرة، وهذا أمر يخصّنا نحن ولا شأن لهم به. فليتخاصموا معًا على يهوه كما يشاؤون، وليفعلوا في هيكلهم ما يفعله المصريون في معبد إيزيس ، فكل هذا لا شأن لنا به، ولكن إن حدث في الهيكل أي شغب فعندئذٍ يصبح الأمر من اختصاصنا وعلينا أن نتحرّك. لم يستطع يسوع أن ينكر اتهامنا له بالإخلال بالأمن، ولما سألته ـعن طريق ألكساندرـ عما إذا كان فعلًا يدَّعي أنه المسيا المعيّن لخلاص الأمة أجاب "هم يقولون إني أنا" مشيرًا إلى رئيس الكهنة والذين معه، وعندما سألته عما إذا كان يعتبر نفسه ملك اليهود قالي لي: "أنت تقول". وهذه اتهامات خطيرة وأخطر من الاتهام الذي اتخذه أنتيباس ذريعة لإعدام يوحنا المعمدان، لأنه كون المسيا يعني زوال سلطاننا نحن الرومان، وزوال سلطان الكهنة أيضًا، ولهذا فقد استندوا إلى ما كان ينادي به عن الملكوت الجديد وعن أشياء أخرى خاصة به لإثبات التهمة عليه، وقد تكفّل حنان وبعض من جلبهم لهذا الغرض بإبراز هذه الأقوال كما وعد من قبل. وكانت إجابات يسوع المقتضبة تفيد أنه يعلم أننا راغبون في إلصاق التهمة به، وكان يتكلّم في جرأة بالغة ودون أدنى خوف أو اضطراب.. ورغم أنه كان يرى نفسه مُحاطًا بأعداء قد أعدّوا العدة لقتله، رغم هذا كان يقف صامدًا جامدًا كالصخر لا يلين.. في النهاية حكمت عليه بالموت، ولم يكن في استطاعتي أن أفعل غير هذا، فكل الطرق التي كانت أمامي كانت تؤدي إلى هذه النهاية برغم أن ألكساندر كان قد أخبرني أن يسوع منع الشعب من تنصيبه ملكًا عليهم مُستخدمًا في هذا كل قوته، كما أخبرني بأنهم اتهموه كذبًا لأنه لم يكن ينادي بأنه هو المسيا أو المُخلّص الذي ينتظرونه.. كما إن ألكساندر عرف من بعض أتباع يسوع أنه أوصاهم ألا يتحدثوا عنه باعتباره المخلص المنتظر الذي يتوقعه شعب اليهود.. ثم هنا شيء آخَر فاتني أن أذكره عن موضوع صَلب يسوع، لقد عُلِّقت على صليبه لافتة تحمل لقب: "ملك اليهود" وقد أثار هذا مشاعر الفريسيين الذين تمتلئ صدورهم برغبة جياشة في أن يوجد فعلًا ملك لليهود، إنه لمن دواعي سرورهم أن يروا حكم الرومان وقد إنزاح عن كواهلهم ليحل محله ملك اليهود، ملك من طراز آخر غير طراز هيرودس نصف اليهودي، ملك من دم يهودي خالص يحكم الولاية عن طريقهم ويسحق الصدوقيين. لقد قابل هؤلاء الفريسيون اللافتة التي وضعتها على الصليب بغضب بالغ واستياء شديد، لأنها كانت تتضمن الإعلان بأننا أصحاب السلطان عليهم، كما أنهم اعتبروه تحقيرًا لهم وتصغيرًا من شأنهم أن يحمل مثل هذا المُجرم لقب "ملك اليهود" وعندما أعربوا عن اعتراضهم قابلت اعتراضهم بحزم وقلت لهم أن ما كتبتُ قد كتبتُ وأمرتهم بالانصراف. وأنا متأكد أنهم بدأوا يعدون العدة للقضاء على يسوع منذ بدأ هو في مهاجمتهم وانتقاد تصرفاتهم. تبًا لهم هؤلاء الكهنة المستبدين، أنهم لا يطيقون أن يخدشهم أحد، وإن قام من يطالبهم بالحرص على المقدسات تحسسوا سكاكينهم، ولن يتورعوا عن قطع رقبته إذا ما تمادى في غيه وراح ينبئ الناس بسوء تصرفاتهم. لقد مضى بي الاستطراد بعيدًا أيها العزيز سينيكا، ولهذا تجدني آسفًا وأكرر الاعتذار لك خشية أن أكون قد جلبت لك الملل بكل هذه التفاصيل التي ذكرتها لك عن يسـوع هـذا الشخص وهو ليس إلاَّ واحدًا من هؤلاء اليهود، لا أكثر ولا أقل"(51). |
||||
04 - 12 - 2021, 02:20 AM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: الأدلة التاريخية والأثرية والطبية على صلب المسيح وموته
يوسيفوس المؤرخ اليهودي:
الذي وُلِد سنة 37م، وفي سن التاسعة عشر من عمره صار فريسيًّا، وفي سن التاسعة والعشرين أي سنة 66م تولى قيادة القوات اليهودية في الجليل، وقُبض عليه، فالتحق بالقيادة الرومانية حتى أنه صار قريبًا من الإمبراطور الروماني، وكرّس النصف الثاني من حياته لكتابة تاريخ الأمة اليهودية حتى فترة حكم نيرون في عشرين مجلدًا، فقال يوسيفوس: "عند إتهام مواطنينا (اليهود) الشرفاء (للسيد المسيح) حكم بيلاطس البنطي عليه بالموت صلبًا، وقد ظلت محبة الذين كرّسوا أنفسهم له دون نقصان". وقال أيضًا في كتابه: "العاديات" أي الآثار: "كان نحو ذلك الوقت (أي في زمن هيرودس أنتيباس) رجل حكيم يدعى يسوع ـ إن جاز تسميته إنسانًا ـ لأنه قام بأعمال مدهشة جذب إليه عددًا كبيرًا من اليهود والأمم. وحكم عليه بيلاطس البنطي بالصلب بنـاء على إلحاح رؤساء شعبنا. أما الذين أحبوا المسيح فلم يتركوه، وها هم باقـون إلى الآن يُدعَون مسيحيين نسبة إليه" (كتاب 18: 3) (راجع جوش مكدويل ـ برهان يتطلب قرارًا ـ ص 108، 233، وروث كلفورد ـ محاكمة الإيمان المسيحي ـ ترجمة رأفت زكي ص 103، والقس حنا جرجس الخضري ـ تاريخ الفكر جـ 1 ص 149). وقد استشهد بهذا النص كل من أوريجانوس ويوسابيوس في القرن الثالث والرابـع الميلادي، وأيضًا الأستاذ عباس محمود العقاد أشار لهذا النص في كتابه: "عبقرية المسيح". وقال البعض أن هذا النص مدسوس على كلام يوسيفوس بأيدي مسيحية، لأن يوسيفوس لم يذكر شيئًا آخَر عن السيد المسيح رغم غزارة كتاباته ورغم عِظم شأن شخصية المسيح، ولكن الحقيقة أن يوسيفوس كان مؤرخًا مشهورًا، وأيضًا سياسيًا محنكًا، حتى أنه صار مستشارًا للإمبراطور الروماني بشأن الأمور السياسية الخاصة باليهود، ولذلك صَمَت عن عمد، فلم يود أن يذكر قصة السيد المسيح، حتى لا يثير غضب الكهنة ورؤسائهم، وأيضًا لا يغضب الرومان الذين عانوا من الحركات المسيانية في فلسطين من سنة 5 ق. م إلى سنة 70 ب. م. وقد ردَّ على هذا الادعاء القس "هورون" في كتابه: "مقدمة الدراسة النقدية والتعريف بالكتب المقدَّسة" سنة 1836م، وقال أن هذه الفقرة مدوَّنة في جميع النسخ المخطوطة والمطبوعة المحفوظة في مكتبة الفاتيكان من الترجمة العبرية، وموجودة أيضًا في النسخة العربية المحفوظة لدى الطائفة المارونية بلبنان، وأن كتَّاب القرن الرابع والخامس من السريان والإغريق والمصريين قد اطلعوا على هـذه الفقـرة واستشهدوا بهـا (راجـع د. فريز صموئيل ـ موت أم إغماء ص 112، 113) وعلاوة على هذا فإن يوسيفوس ذكر قصة استشهاد يعقوب أخو الرب فقال: "تسلّم حنان الصغير رئاسة الكهنة، وكان شجاعًا جدًا، واتبع طائفة الصدوقيين الذين كانوا سيفًا مسلّطًا على اليهود، كما سبق أن أشرنا، وقد انتهز حنان فرصة موت فستوس، وفرصة أن الحاكم الجديد ألينوس لم يكن قد وصل بعد، وجمع مجلس قضاة، جاء أمامه بيعقوب أخي يسوع الذي يُدعى المسيح، ومعه آخرين، ووجّه لهم تهمة كسر الناموس وسلمهم للرجم"(52). |
||||
04 - 12 - 2021, 02:20 AM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: الأدلة التاريخية والأثرية والطبية على صلب المسيح وموته
تاسيتوس المؤرخ الروماني (56 – 120م):
وُلِد تاسيتوس ما بين 52 ـ 55م، وصار حاكمًا لأسيا سنة 112 م. ووصل إلى رتبة قاضي القضاة، وكتب تاريخ الإمبراطورية الرومانية فكتب "الحوليات" منذ موت أغسطس قيصر سنة 14م إلى موت نيرون سنة 68 م.، وكتاب "التواريخ" من موت نيرون إلى موت دوميديان سنة 69 م. في ستة عشر مجلدًا، وقال أن نيرون لكيما يُبعد عنه شبهة حريق روما سنة 64م اتهم المسيحيين وأذاقهم عذابات وحشية "إن كل العون الذي يمكن أن يجيء لإنسان، ولا كل الهبات التي يمنحها أمير، ولا كل الكفارات التي تمنحها الآلهة، يمكن أن تعفي نيرون من جريمة إحراق روما، ولكن لكي يقضي على كل هذه الإشاعة اتهم الذين يُدعَـون مسيحيين ظلمًا، بأنهم أحرقوا روما، وأوقع عليهم أشد العقوبات، وكان الأغلبية يكرهون المسيحيين. أما المسيح -مصدر هذا الاسم- فكان قد قُتِل في عهد الوالي بيلاطس البنطي حاكم اليهودية أثناء سلطنة طيباريوس قيصر، وقد أمكن السيطرة على خرافته، لكنها عادت وانتشرت، لا في اليهودية فقط، حيث نشاهد الشر، ولكن في كل روما أيضًا" (tacettus Annals X V: 44)(53). وقال البعض أن تاسيتوس قد استقى هذه المعلومات من الإشاعات المنتشرة حينئذٍ، والحقيقة لو أخذنا بهذا المبدأ فإننا سنطعن في التاريخ كله، ونشك في كل حادثة سجّلها المؤرخون ونقول أنها قد تكون إشاعة، وقال البعض ربما تكون هذه العبارات قد أُضيفت بأيدي أحد المسيحيين، وهذا إتهام مردود عليه أيضًا، لأنها لو أُضيفت بيد أحد المسيحيين ما كان يدعو المسيحية بالخرافة، ويقول د. فريز صموئيل "إن هذه الشهادة تحوي في طياتها ما يؤكد صدقها، فهي تحتوي على إتهام نيرون للمسيحيين بحرق روما، وهذا ما تؤكده كل كتب التاريخ"(54). |
||||
04 - 12 - 2021, 02:21 AM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: الأدلة التاريخية والأثرية والطبية على صلب المسيح وموته
لارنر المؤرخ الروماني:
يقول: "إن المسيح مُنشئ المسيحيين حُكِم عليه بالموت في مُلك طيباريوس والوالي بيلاطس البنطي، فهذه الخرافة المُهلكة بعد أن انطفأت مدة عادت فهاجمت اليهودية"(55). لتلمود: جاء في طبعة التلمود المطبوعة في أمستردام سنة 1640م وفي الصفحة رقم 43 "وفي ليلة الفصح علَّقوا يسوع الناصري، وسار المنادي لمدة أربعين يومًا، يعلن كل يوم أنه سيُرجَم لأنه مارَس السحر وضلل إسرائيل، ودعا كل من يعرف دفاعًا عن أن يهب للدفاع، ولكنهم لم يجدوا مَن يدافع عنه، فعلَّقوه ليموت ليلة عيد الفصح"(56). الحاخام يوحنا بن زكاي: وهو تلميذ المعلّم اليهودي "هلل" (القرن الأول الميلادي) قال في كتابه: (سيرة المسيح): "إن الملك وحاخامات اليهود حكموا على يسوع بالموت، لأنه جدّف بقوله عن نفسه أنه ابن اللَّه"، ثم قال: "ولمّا كان المسيح في طريقه إلى الموت، كان اليهود يصرخون أمامه قائلين: فلتهلك كل أعدائك يارب"(57). ديونيسيوس الأريوباغي: وكان عالمًا في الفلك يعيش في أثينا، وعاين ظاهرة ظلمة الشمس يوم الجمعة العظيمة من الساعة الثانية عشر ظهرًا وحتى الساعة الثالثة بعد الظهر، فقال: "إما أن يكون خالق الطبيعة متألمًا، أو إن العالم أخذ في التمزّق"، وعندما كرز بولس الرسول في أثينا حدث أن "أُناسًا التصَقُوا به وآمنوا. منهم ديُونيسِيوس الأريُوباغيُّ" (أع 17: 34). |
||||
04 - 12 - 2021, 02:22 AM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: الأدلة التاريخية والأثرية والطبية على صلب المسيح وموته
اكليمنضس الروماني (30 – 100م):
يقول في رسالته: "لنركّز أنظارنا على دم المسيح متحققين كم هو ثمين لدى أبيه، إذ سفكه لأجل خلاصنا، وقدّم نعمة التوبة للعالم كله"، كما قال: "لنكرم الرب يسوع الذي قدّم دمه لأجلنا"، وأيضًا قال: "وقد صار الرب يسوع باكورة القائمين من الموت" (راجع القس عبد المسيح بسيط ـ هل صُلِب المسيح حقًا وقام؟ ص 83). وقال القديس اكليمنضس أيضًا: "لنتأمل دم المسيح، ولنعرف قيمته التي تفوق كل قيمة، فإنه ليس مثل دم الشهداء الذين يموتون من أجل الدفاع عن الحق (وإن كان دم هؤلاء غاليًا وثمينًا في أعيننا) بل أنه دم المحبة الإلهية المعروفة قبل إنشاء العالم للتكفير عن خطايانا"(58). أغناطيوس الأنطاكي (50 ـ 115م): وهو تلميذ بطرس الرسول عندما قبض عليه الإمبراطور تراجان وطلب منه أن ينكر المسيح، فرفض متمسكًا بإيمانه بالمسيح فقال له تراجان: "هل تُعني ذلك الذي صُلِب بأمر بيلاطس؟" فهذه شهادة غير مقصودة من الإمبراطور تراجان عما كان متعارف عليه حينذاك على مستوى العالم كله. وفي رسائله التي أرسلها وهو في طريقه إلى روما قال: "لو لم يمت المسيح فعـلًا، لما كنت أحتمل القيود، وأُسلم نفسي للموت لأجل اسمه" (راجع د. فريز صموئيل ـ موت أم إغماء ص 107، 121). وأيضًا جاء في رسائله وهو في طريقه إلى روما للاستشهاد: "صُلِب المسيح في حكم بيلاطس البنطي، ومات فعلًا تحت بصر السماء والأرض وما تحت الأرض، وقـام في اليوم الثالث. حُكِم عليه في الساعة الثالثة (أي 9 صباحًا) من يوم الاستعداد، ونُفّذ الحكم في الساعة السادسة (12 ظ) وفي الساعة التاسعة (3 ب. ظ) أسلم الروح، ودُفِن قبل غروب الشمس، وبقيَ يوم السبت في قبر يوسف الرامي.. ومع أنه الديان أدانه اليهود زورًا وحكم عليه بيلاطس ظلمًا، وجُلِد وضُرِب على خده، وتُفِل عليه، ولبس تاجًا من شوك وثوبًا أرجوانيًا، وصُلِب فعلًا، لا بالخيال ولا بالمظهر ولا بالخداع. لقد مات حقًا ودُفِن، وقام من بين الأموات"(59). وقال في رسالته إلى أفسس: "إن روحي هي ضحية الصليب، والصليب هو عثرة لغير المؤمنين، أمّا لنا نحـن فهو خلاص وحياة أبدية" (18: 1)(60). وفي رسالته إلى سميرنا قال: "أنا أؤمن أنه بعد القيامة كان ما يزال له جسد، وأؤمن أنه هكذا الآن"(61). وقال القديس أغناطيوس أيضًا: "نحن نؤمن أن المسيح مـات عوضًا عنا من جهة الناسوت، لكنه لم يمت من جهة اللاهوت، لأن اللاهوت غير قابل للموت"(62).. "يوم الرب هو الذي نهضت فيه حياتنا بواسطة قيامة المسيح من بين الأموات"(63).. "إن المسيح تألم لأجل خطايانا، وقام في اليوم الثالث لأجل تبريرنا"(64). |
||||
04 - 12 - 2021, 02:22 AM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: الأدلة التاريخية والأثرية والطبية على صلب المسيح وموته
بوليكاربوس (65 – 155م):
وهو تلميذ يوحنا الحبيب، قال في رسالته إلى فيلبي: "يسوع المسيح سيدنا الذي تحمّل الموت من أجلنا وأقامه اللَّه، حالًا رباطات الجحيم" (1: 2).. "آمنوا بمن أقام سيدنا يسوع المسيح من بين الأموات وأعطاه مجدًا" (21: 1).. "فلنلتصق دائمًا برجائنا وعريس عدالتنا يسوع المسيح الذي حَمَل خطايانا في جسده على الخشبة" (7: 1) (راجع القس عبد المسيح بسيط ـ هل صُلِب المسيح حقًا وقام؟ ص 84) كما قال في نفس الرسالة: "احتمل حتـى الموت لأجل خطايانا، ولكن اللَّه أقامه ناقِضًا أوجاع الموت"(65). وقال أيضًا إن الذي "أقامه من الأموات سيُقيمنا نحن أيضًا إن كنا نفعل مشيئته ونسلك في وصاياه"(66). وقال القديس بوليكاربوس: "مَن ينكر قيامة المسيح، فهو من أتباع الشيطان". رسالة برنابا (100م): جاء فيها "يا إخوتي إذا كان السيد المسيح قد احتمل أن يتألّم من أجل نفوسنا وهو رب المسكونة.. فكيف قَبِل أن يتألم على أيدي الناس" (5: 5).. " أنه هو الذي أراد أن يتألّم هكذا، وكان عليه أن يتألّم على الصليب" (5: 12).. "قد تألم ليحيينا بجراحه، فلتؤمن أن ابن اللَّه لم يتألم إلاَّ لأجلنا، وقد سُقيَ الخل والمرارة عندما صُلِب" (7: 2، 3) (راجع القس عبد المسيح بسيط ـ هل صُلِب المسيح حقًا وقام؟ ص84). بليني الأصغر Pliny the Younger: وهو الحاكم الروماني الذي أُرسِل إلى مقاطعة بثينيا ليعيد ضبط الأمور سنة 110م، وأُرسِل خطابًا إلى الإمبراطور تراجان يقول عن المسيحية: "إن هذا المذهب انتشر في كل مدينة وفي كل قرية، فقد هُجّرت هياكل آلهتنا مع مذابحها، ولهذا فقد ألقيتُ الشماسات في السجون لتعذيبهنَّ، وكان رد الفعل هو صلواتهن الحارّة.. وعادة يجتمع المسيحيون قبيل الفجر في يوم مُحدَّد لإكرام المسيح إلههم بالترانيم" (انظر كتاب الآب بولس إلياس اليسوعي ـ يسوع المسيح شخصيته، تعاليمه، ص 12، 13)(67). يوستين الشهيد (100 – 165م): في دفاعه دافع عن القيامة لأن المعاصرين له كانوا يرفضون فكرة القيامة بشدة باعتبار أن الجسد شر والقيامة مستحيلة، وقال أن اليونانيين يتهمون المسيحيين بالجنون "وهم يقولون أن جنون المسيحيين مصدره هو أنهم يضعون إنسانًا مصلوبًا في المقام التالي بعد اللَّه الأبدي وغير المتغير وخالق الكون" (الدفاع الأول فصل 13: 4)(68). وفي حواره مـع تريفو يقـول "لأنه حقًا بقي المسيح على الشجرة (الصليب) حتى المساء تقريبًا ودفنوه في المساء وفي اليوم الثالث قام ثانية" (69) وفي كتابه عن القيامة قال: "لماذا قام (المسيح) في الجسد الذي تألم به إلاَّ لكي يبيّن قيامة الجسد؟ وتأكيدًا لهذا، فعندما لم يعرف تلاميذه إن كان قد قام بالجسد حقًا.. وكانوا ينظرون إليه بشك قال لهم: أليس لكم إيمان حتى الآن؟ انظروا إني أنا، وسمح لهم أن يجسُّوه ويروا آثار المسامير في يديه، وعندما اقتنعوا تمامًا أنه هو نفسه وفي الجسد، سألوه أن يأكل معهم كي ما يكونوا أكثر يقينًا، أنه قام في جسده الحقيقي، فأكل شهد عسل وسمك"(70). كما قال أيضًا: "في يوم الأحد يجتمع الذين يعيشون في المُدن والمقاطعات سويًا في مكان واحد، لقراءة مذكرات الرسل وكتابات الأنبياء، لأنه اليوم الأول من الأسبوع الذي قام فيه مُخلصنا من الأموات"(71). |
||||
04 - 12 - 2021, 02:23 AM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: الأدلة التاريخية والأثرية والطبية على صلب المسيح وموته
بابياس:
قال "إننا نحفظ الأحد بدلًا من السبت، لأنه يوم القيامة"(72).. "إن اللوغوس الذي خلقنا لم يتركنا وشأننا عندما أخطأنا، بل أتى إلى عالمنا وخلّصنا من خطايانا"(73). لوسيان اليوناني: وُلِد لوسيان سنة 100م وكان من مذهب الأبيقوريين، ومن أكثر فلاسفة اليونان البارزين الذين يؤمنون بحرية الرأي، وأسفاره العديدة منحته إطلاعًا واسعًا على الأخبار العالمية، وسخَر من إيمان المسيحيين بخلود النفس، وتقديم أنفسهم للاستشهاد، وقد سجّل لوسيان كتاباته على شكل محاورات باللغة اليونانية الفصحى، وقال في كتابه (موت بيريجرنيوس) "إن المسيحيين لا يزالون يعبدون ذلك الرجل العظيم الذي صُلِب في فلسطين، لأنه أدخل إلى العالم هذه الديانة الجديدة.. وأن هؤلاء المفتونين (يقصد المسيحيين) قد أقنعوا أنفسهم بأنهم لن يموتوا بل يخلدوا إلى الأبد، ولهذا السبب تراهم يستخفون بالموت، وكثيرون منهم يسلمون أنفسهم طواعية واختيارًا، وكذلك فإن مُشرِّعهم الأول قد علَّمهم بأنهم جميعًا إخوة الواحد للآخَر، طالما ينبذون آلهة اليونان ويعبدون ذلك الصوفي المصلوب ويعيشون حسب الشريعة"(74). كَلسوس: وُلِد سنة 140م وكان فيلسوفًا أبيقوريًا هاجم العقائد المسيحية، فذكر تجسّد المسيح من عذراء، وذهاب المجوس إليه، ومجيئه إلى مصر، وقتل هيرودس لأطفال بيت لحم، واعتماد المسيح بيد يوحنا، وحلول الروح القدس عليه في شبه حمامة، وشهادة السماء له بأنه ابن اللَّه، وذكر أيضًا صَلب المسيح وموته ودفنه وقيامته وصعوده إلى السموات، وإن التلاميذ حسبوه شخصًا إلهيًا (راجع القس يؤانس كمال ـ هل حقًا صُلِب المسيح؟ ص 28). وقال كَلسوس في كتابه "البحث عن الحقيقة" مستهزءًا بالمسيح "إذا أحد أتباع المسيح أنكره، وآخَر خانه، وفي النهاية حُكِم عليه بالموت صلبًا "كما قال أيضًا" فليرجع المسيحيون إلى طرقهم القديمة، فيكفُّوا عن إتباع هذه السخافة، التي اُخترعت حديثًا، وهي عبادة اليهودي الذي صُلِب حديثًا في ظروف مشينة. ليرجعوا إلى العبادة القديمة، عبادة الآلهة الكثيرة، إلى عادات آبائهم، فالمسيحية بدعـة خطـرة حديثـة، وإن لـم توقف صارت نكبة على الإمبراطورية الرومانية"(75). واستهزأ كَلسوس بقول السيد المسيح: "يا أبتاه إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس"، فيقـول ساخرًا: "أولئك الذين صلبوا إلهكم"، كما هزأ بقول بولس الرسول: "صُلِب العالم لي وأنا للعالم" (راجع نيافة الأنبا يؤانس المتنيح ـ المسيحية والألم ص 27). وقد ردّ العلاّمة أوريجانوس على كَلسوس في مؤلف ضخم، حيث فنَّد كل افتراءاته وادعاءاته. إيريناؤس (120 – 220م): أسقف ليون وقد كتب فصولًا طويلة في شرح آلام المسيح وصلبه وموته ودفنه وقيامته، وقال: "كما قام المسيح بجوهر الجسد، وكشف لتلاميذه آثار المسامير والفتحة في جنبه.. فقد قام بقوّته هو" (Against Her B 5. 7)(77) وقال أيضًا: "غاية الكفارة هي إيفاء مطالب العدل الإلهي نيابة عنا، والمسيح بموته على الصليب، وفىَ هذه المطالب، ومن ثمَّ كفَّر عن خطايانا إلى الأبد"(78) كما قـال عـن الاحتفال بقيامة المسيح: "إن سر قيامـة المسيح لا يمكن أن نحتفل به في أي يوم غير يوم الرب، الذي هو يوم الأحد"(79). |
||||
|