|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ما أعجب التلاقي في معجزة القيامة بقلم: البابا شنودة الثالث أهنئكم يا إخوتي وأبنائي بعيد القيامة المجيد, راجيا لكم فيه ولبلادنا العزيزة كل خير وبركة, ومصليا أن يعم السلام والحب في أرجاء العالم, وأن ينجيه الله من الحروب والأوبئة, وبعد: أود أن أقول عن القيامة إنه سيحدث فيها أعجب وأشمل لقاء عرفه العالم والتاريخ.. سيكون للأبرار لقاءكله فرح في دار النعيم, كما سيكون للأشرار لقاء آخر في الظلمة الخارجية, خارج مجمع القديسين. ولكننا سنتكلم اليوم عن لقاءات الأبرار. أول لقاء هو لقاء الأرواح مع أجسادها. سيقوم كل جسد سليما معافي, لا عيب فيه, ولا ضعف ولا مرض ولا تشويه, ولا إعاقة. يقوم جسدا روحانيا لا تتسلط عليه الغرائز أو الشهوات, ولا يقاوم الروح في شيء مثلما كان يفعل أحيانا في ذلك الزمان! إنه الآن جسد سماوي يتفق مع الحياة في السماء. لا علاقة له بالمادة ولا بالجاذبية الأرضية. لأنه لو كان ماديا وتحت سلطان الجاذبية الأرضية, لسقط من السماء الي الأرض. والروح تتعرف علي الجسد, وتتحد به في شوق شديد, بعد غربة انفصلت فيه عنه منذ موته. ومرت علي تلك الغربة أجيال, ثم عادا الي اللقاء أخيرا, وما أعجبه لقاء... اللقاء الثاني, هو لقاء الأقارب والأصدقاء والأحباء إنه لقاء فرح, بعد حزن الفراق الذي كان الموت قد سببه لهم.. ففي القيامة سوف يلتقي الأزواج معا, ويلتقي الأبناء مع الآباء, والأحفاد مع الأجداد, وكل الأقارب معا. وتجتمع الأسرة الكبيرة بكل فروعها, وتتعرف علي بعضها البعض, علي الرغم من مرور أجيال بين صغارها وكبارها, ربما صار فيها الأطفال شيوخا..! كما يلتقي أيضا الأصدقاء الذين تفرقوا. وفي القيامة أيضا تلتقي عصور مع عصور: يلتقي عصر أبينا آدم وابنه هابيل البار, مع عصر أبينا نوح وأولاده الذي نجوا في الفلك من الطوفان, مع عصر آبائنا ابراهيم واسحق ويعقوب, مع عصر موسي النبي وأخيه هارون رئيس الكهنة واختهما مريم النبيه, مع عصر داود النبي والملك وابنه سليمان الحكيم. مع عصور أخري طويلة قد توالت وتتابعت. كل عصر له بيئته وطابعه وشخصياته. ورؤساء الآباء يلتقون معا, وكل منهم له هيبته ووقاره وتاريخه. ويتعارفون ويتبادلون الذكريات, مع احترام بعضهم لبعض.. إنها شخصيات من آلاف السنين, تلتقي عن طريق القيامة معا. وكانت قد عاشت من قبل في ظروف وعصور متباينة. وفي القيامة أيضا يلتقي جميع الشهداء والأبرار والنساك الصالحين شهداء الحق, وشهداء الدين, وشهداء الفضيلة. كل الشهداء من الأمراء والبسطاء والفرسان, ومن رجال الدين, ومن النساء والأطفال. وكل منهم له قصته وجهاده, وشهادته وشجاعته... كلهم من عصر نيرون وديوقلديانوس وغيرهما.. كل الشهداء الذين قاوموا الوثنية, والشيوعية, والإلحاد, والبدع والهرطقات..مع أبطال الإيمان الذين دافعوا عنه واحتملوا من أجله الظلم والتعذيب..ما أعجب لقاء كل أولئك معا, يعزون بعضهم بعضا بما وصلوا اليه من مجد في القيامة. يلتقي كل أولئك مع الأبرار في كل جيل, الذين كانوا أمثلة في الفضيلة وفي النسك والزهد, وفي الشجاعة والفداء, وفي عفة اليد والجسد. تلتقي أيضا في القيامة شعوب وأجناس وقبائل من كل لغة ولون: الأجناس البيضاء والصفراء والسمراء والسوداء. يلتقي الجنس الآري مع الجنس الزنجي, ويلتقي الامريكان مع الهنود الحمر. كل الألوان ستلتقي معا. ولا أظن ان ألوان الناس ستتغير في الأبدية! سيلتقي الذين كانوا سادة مع الذين كانوا عبيدا, ولكنهم نالوا حريتهم في الأبدية ولكن أوضاع الكل ستختلف في العالم الآخر. الكل سيلتقون, ولكن لا يكون الكل في درجة واحدة: سيعيد العدل الالهي تعنيف الناس, ليصبحوا في درجات تختلف عما كانوا عليه في حياتهم الأرضية. سيعاد ترتيب الكل حسب أعمالهم ونقاوة قلوبهم. وكما قيل عن الناس في الأبدية أن نجما يمتاز عن نجم في الرفعة. ولكن ـ علي الرغم من تفاوت الدرجات ـ سيكون الكل سعداء. ولعل أعجب ما في كل تلك اللقاءات, اللقاء مع الملائكة ملكوت الله في السماء سيشمل البشر والملائكة وهكذا سوف يلتقي البشر مع رئيسي الملائكة ميخائيل وجبرائيل, وباقي رؤساء الملائكة, ومع الكاروبيم والسارافيم, وكل الجمع غير المحصي الذي للقوات السمائية. أي سعادة وأي مجد تكون في هذا اللقاء, وأية إيحاءات روحية؟! هنا وأصمت عن الشرح, لأن المشهد أسمي من أن يوصف..! تشمل لقاءات القيامة, حفلة تعارف كبري في السماء: هل ستقوم مجموعة من الملائكة بتعريف الذين قاموا, بكل من سبقوهم؟ أم سيمنح الله للناس حاسة روحية يدركون بها بعضهم بعضا؟ أم سيكون لكل قديس مثلا في شكله ومنظره ما يميزه ويدل عليه؟ أم ستكون هناك وسيلة أخري للتعارف؟ لست أدري. المهم أنه ستقوم حفلة تعارف كبري في السماء, بين أهل الماضي ومن قاموا حديثا. لعلها تستغرق وقتا طويلا ليس من السهل إحصاؤه. المهم في هذا اللقاء: كيف سيتفاهم الكل في السماء؟ هل بالروح؟ أم بلغة ما؟ وماذا تكون تلك اللغة؟ هل بلغة السماء؟ أم بلغة الملائكة إن كان للملائكة لغة؟ أم سوف يدركون ما يريد كل منهم أن يقوله للآخر, دون أن يتكلم؟ وماذا تراها الموضوعات التي يتكلم عنها أهل السماء؟ وهل يردد الجميع أغنية واحدة وتسبيحا واحدا؟ وماذا يكون ذلك؟ ومن الذي يقود هذا التسبيح؟ ومن يصوغ ألفاظه؟ ومن يلحنه؟ ومن يضع موسيقاه؟ ومن يضبط إيقاعه؟ اعذروني يا اخوتي إن كنت مضطرا أن أهبط من الحديث عن السماء, لكي نتحدث عن حياتنا علي الأرض, ونطلب لبلادنا سلاما واستقرارا تحت قيادة الرئيس مبارك وكل جنود مصر المخلصين. وكل عام وجميعكم بخير. |
24 - 08 - 2016, 11:36 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: ما أعجب التلاقي في معجزة القيامة
العظة مفيدة جداً
ربنا يبارك خدمتك |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
لا توجد معجزة أكبر من معجزة القيامة |
القيامة معجزة مفرحة |
القيامة معجزة |
معجزة فى عيد القيامة |
ماأعجب التلاقى فى معجزة القيامة-البابا شنودة الثالث |