ليس أمَّر من أن يقضي الجهال على كل الحكمة بالموت، ويمشوا في النور لكي يطفئوا النور الإلهي.
يا للعجب لقد تركهم يمارسون شهوة قلوبهم، لكي بصليبه تهتز أساسات الأرض، وتتشقق الصخور، وتعلن الخليقة استياءها، فلا تعطي الشمس ولا القمر نورهما. بهذا إذ تتزعزع أسس الأرض، يصير هو أساس المبنى السماوي فينا، وإذ تحل الظلمة الخارجية، نطلب نوره الإلهي في أعماقنا، يشرق علينا نحن الجالسين في الظلمة بكونه شمس البرّ والشفاء في أجنحتها.
يقيم منا نحن الذين متنا بالخطايا مثل أبينا آدم، أبناء للعلي؛ وعوض السقوط نقوم لنتحدى الموت. ليس للجحيم سلطان علينا، ولا لأبواب الجحيم أن تحبسنا، بل وتنفتح أمامنا الأبواب الدهرية لندخل مختفين في البكر القائم من الأموات.