نختبر إيماننا بنقاوة القلب
ولماذا ؟ لأن الذي يؤمن أن الله كائن أمامه، وأن الله قدوس يكره الخطية، وأنه عادل يجازى كل إنسان حسب أعماله، هذا يخاف أن يخطئ أمام الله، ويستحى أن يخطئ، كما يستحى أن يجرح قلب الله المحب، إن كان يؤمن بمحبة الله. هوذا الرسول يقول "كل من يخطئ، لم يبصره ولا عرفه" (1 يو 3: 6). يقينًا إن الذي يخطئ، لا يكون في فكره أثناء الخطية أن الله يرى ويسمع ويسجل.. ويقينًا أن الذي يظلم، لا يكون مؤمنًا تمامًا أن هناك إلهًا موجودًا "يحكم للمظلومين" (مز 146: 7).
ولذلك إذا قيل لظالم "ربنا موجود" يخاف ويرتعش. ويقينًا إن المتكبر، أو المنتفخ بالمديح، لا يشعر مطلقًا أنه قائم أمام الله. إن هيرودس لما خاطب الشعب ومدحوه قائلين "هذا صوت إله، لا صوت إنسان" فابتهج بهذا المديح، لم يكن عنده إيمان أن الله أمامه، ذلك "ضربه ملاك الرب، لأنه لم يعط مجدًا لله. فصار يأكله الدود ومات" (أع 12: 21-23). المؤمن الحقيقي يمكن اختباره أيضًا بالزهد وعدم اشتهاء الأمور التي في العالم، فالمؤمنون مكتفون بما هم فيه ( فى 4: 11).
وبالنسبة لاحتياجاتهم، لا يحتجون على شيء، ولا يحتاجون إلى شيء.