أمامنا مثل آخر في ميلاد المسيح يدل علي اهتمام الله بالصغار:
لقد ولد في مزود بقر، وليس في قصر ضخم. وولد في قرية صغيرة هي بيت لحم، وليس في المدينة العظمي أورشليم.
واستطاع أن يحاول المزود إلي مزار عالمي ومقدس من المقدسات الكبرى. أما بيت لحم فقال لها: من الآن فصاعدًا "لست الصغرى بين رؤساء يهوذا" (متى 2: 6). رفعها فوق بلاد كثيرة، ومنحها قيمة بميلاده فيها. ولعل هذا يذكرنا بدعوة الرب لجدعون، الذي شعر بصغر نفس، لضآلة أصله وبلده فقال:
ها عشيرتي هي الذلى في منسي، وأنا الأصغر في بيت أبي (قض 6: 15).
ولكن الرب كان يبحث عن هذا الأصغر، ليظهر مجد الله فيه.
لذلك لا تفقد رجاءك إن كنت صغيرًا. إن كنت مزودًا، أو قرية صغيرة، أو كنت الأصغر في بيت أبيك، أو إن كانت عشيرتك هي الذلّى بين باقي العشائر..! إن الله قادر أن يعمل فيك، ويرفع شأنك فتصير شيئًا آخر ما كنت تفكر فيه..
إنه موقف يشجع الضعفاء والمساكين، الصغار والأذلاء..
البابا شنودة الثالث