02 - 10 - 2013, 12:03 PM
|
|
|
❈ Administrators ❈
|
|
|
|
|
|
كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحي
لقداسة البابا شنودة الثالث
لا شك أن الخدّام يحتاجون باستمرار إلى محاضرات عن روحانية الخدمة, لئلا يظنوا أن الخدمة هي مجرد تدريس ومعلومات..
والكتاب الذي بين يديك هو بعض محاضرات ألقيت في الكاتدرائية الكبرى بدير الأنبا رويس بالقاهرة في اجتماعات حضرها الألوف من الخدام وفصول إعداد الخدمة منذ بدأنا هذه الفصول من حوالى 16 سنة تقريبًا.
ونحدثك في هذا الجزء عن الخدمة الروحية ومميزاتها المتعددة, ومركز الله في الخدمة, والمقاييس الروحية السليمة لنجاح الخدمة, مع ما يقابلها من مقاييس خاطئة.
كما نحدثك عن الخادم الروحى القدوة والبركة, وما يتميز به من صفات, وكيف أنه دائمًا يخدم, بل أن حياته كلها خدمة, ويشعر أن الخدمة ضرورة موضوعة عليه.
وهذا الكتاب هو الكتاب السادس من الكتب التي قدمناها لخدام التربية الكنسية ولفصول إعداد الخدام, سواء ما يخصهم أو ما يتعلق بأطفالهم.
أما الكتب الخمسة السابقة فهى: الغيرة المقدسة, والتلمذة, وكيف نعامل الأطفال, وآيات للحفظ بالأبجدية, ومسابقات في الكتاب المقدس.
ونرجو بمعونة الرب أن نتابع نشر هذه السلسلة من كتب الخدمة, مصلين من أجل نجاح الخدمة في كل مكان.
ونود أن نشكر أصدقاء الموقع الذين قاموا بنسخ هذا الكتاب على الكمبيوتر typing، وذلك من خلال ركن الخدمة على الإنترنت.
1 ما هي الخدمة روحيًا
2 الخدمة محبة
3 الخدمة عطاء للكل
4 الخدمة هي غذاء روحي
5 الخدمة هي غيرة مقدسة
6 الخدمة هي جسر بين الله والناس
7 فالخدمة هي عمل الملائكة والرسل
8 الخدمة هي دين علينا
9 الخدمة واجب
10 الخدمة أمانة ووزنة ومسئولية
11 الخدمة هي قدوة وتسليم
12 الخدمة هي امتلاء وفيض
13 إذن الخدمة هي امتلاء وفيض
14 الخدمة حياة تنتقل من إنسان إلى آخر
15 الخدمة هي قوة فعالة
16 الخدمة روح وليس رسميات
17 الخدمة واسطة روحية للنمو
18 مركز الله في الخدمة
19 إن الخدمة هي تواضع من الله
20 الله هو الذي يدعو إلى الخدمة
21 الله هو المتكلم في الخدمة
22 الله هو الذي يعطي القوة والتأثير
23 إعداد الخدام
24 مثال المنائر والكواكب
25 أمثلة في التعليم من الكتاب المقدس
26 التواضع في الخدمة
27 إنه خادم
28 التلمذة
29 التواضع في التعليم
30 التواضع والذات
31 مقاييس الخدمة ونجاحها
32 مقدار المسئولية
33 عظمة المكان
34 طول مدة الخدمة
35 كثرة المخدومين
36 كثرة الإنتاج
37 عناصر القوة في الخدمة
38 الكلمة المؤثرة
39 قوة البذل
40 عنصر العمق
41 الخدمة في الخفاء
42 العمل الفردي
43 الخدمة الصامتة
44 خدمة البركة
45 الخادم الروحي
46 صفات الخادم الروحي
47 جهاد الخادم
48 الخدام وعلاقتهم مع الله
49 الخادم الروحي قدوة وبركة وحياته كلها خدمة
50 الخادم الروحي الذي يعمل الله به
51 الخادم الروحي دائمًا يعمل والخدمة ضرورة موضوعة عليه
52 العمل الجواني
|
02 - 10 - 2013, 12:04 PM
|
رقم المشاركة : ( 2 )
|
❈ Administrators ❈
|
رد: كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحي
1- ما هي الخدمة روحيًا
ليست الخدمة مجرد تدريس أو تعليم, وإلا كانت عملًا عقليًا بحتًا والخادم ليس هو مجرد مدرس, ولا مجرد حامل معلومات ينقلها إلى آذان وأذهان تلاميذه.. فما هي الخدمة إذن.
الخدمة محبة
الخدمة عطاء للكل
الخدمة هي غذاء روحي
الخدمة هي غيرة مقدسة
الخدمة هي جسر بين الله والناس
فالخدمة هي عمل الملائكة والرسل
الخدمة هي دين علينا
الخدمة واجب
الخدمة أمانة ووزنة ومسئولية
الخدمة هي قدوة وتسليم
الخدمة هي امتلاء وفيض
إذن الخدمة هي امتلاء وفيض
الخدمة حياة تنتقل من إنسان إلى آخر
الخدمة هي قوة فعالة
الخدمة روح وليس رسميات
الخدمة واسطة روحية للنمو
|
|
|
|
02 - 10 - 2013, 12:05 PM
|
رقم المشاركة : ( 3 )
|
❈ Administrators ❈
|
رد: كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحي
2- الخدمة محبة
1. الخدمة محبة إنها محبة تملأ قلب الخادم نحو الله وملكوته, ونحو الناس وبخاصة الصغار منهم. هو يحب الله, ويريد أن الجميع يحبونه. وهو يحب الناس, ويريد أن يوصلهم إلى الله. وتعبيره عن هذه المحبة التي في قلبه, هو الخدمة.
فالخدمة هي نتيجة طبيعية لشيء أعظم من الخدمة, هو المحبة.
إذن الخدمة هي حب في القلب, فاض على هيئة خدمة.. هي شهوة في قلب الخادم, أن يوصل الناس إلى الله على قدر ما يستطيع, وبخاصة الذين اؤتمن على خدمتهم.
وإذا خلت الخدمة من الحب, تصبح خدمة جافة, وعملًا روتينيًا, أو عملًا آليًا خاليًا من الروح, وتتحول إلى مجرد تدريس معلومات, أو إلى مجرد نشاط علمي أو نشاط اجتماعى..
أما عندما نحب المخدومين كما يحبهم الله, وعندما نحبهم كما يحبنا الله.. فحينئذ نصل إلى مثالية الخدمة..
وما دمنا لا نستطيع أن نصل إلى هذه الدرجة من الحب.. فلنحاول أن تمتلئ قلوبنا بالحب نحو المخدومين, على قدر ما تتسع قلوبنا للحب.. وإذا تأملنا خدمة السيد المسيح, نجد دعامتها المحبة. فقد قيل عنه أنه "أحب خاصته الذين في العالم, أحبهم حتى المنتهى" (يو 13: 1). وحتى عمل الفداء, قيل عنه أيضًا "هكذا أحب الله العالم, حتى بذل ابنه الوحيد, لكي لا يهلك كل من يؤمن به, بل تكون له الحياة الأبدية" (يو 3: 16).
وأنت: لا تستطيع أن تكون ذا تأثير روحي في إنسان, إلا إذا كانت هناك محبة بينك وبينه.
وبهذه المحبة, يثق بك, ويقبل كلامك, ويفتح لك قلبه, فتعرف احتياجاته الروحية. وبكل ذلك يمكنك أن توصله إلى الله وملكوته..
الخادم إذن في مدارس الأحد, هو إنسان محب ومحبوب. يحب تلاميذه, وتلاميذه يحبونه, ويحب الخدمة, وتسرى محبتها في قلبه وفي كل كيانه.
الخادم الذي يحب مخدوميه, تكون خدمته لهم ممزوجة بالعاطفة:
إذا غاب واحد منهم, يحزن لغيابه, لأنه مشتاق إليه, وقد حُرم منه في ذلك الأسبوع. وإن حضر في فصله 28 تلميذًا من ثلاثين, يكون مشتاقًا إلى الأثنين الباقيين. وعندما يفتقد أحد تلاميذه, تظهر عاطفته في الافتقاد.
ليست خدمته خدمة رسميات ولا شكليات, بل محبة لله وللناس.
وهو في كل نشاط خدمته, لا يركز على ذاته, لكي يبدو أمام نفسه خادمًا صالحًا وأمينًا في الخدمة, وليس خوفًا من محاسبة الله له, وإنما يخدم حبًا لمخدوميه.
وعندما يحضر درسًا, يكون كل همه أن يعطى تلاميذه كل ما عنده. لذلك يبحث عن القصص التي يسرون بسماعها. بل ويجمع كل الأفكار النافعة لهم, وكل المعلومات المشوقة.. لا لكي يكون الدرس ممتازًا ومثاليًا, وإنما لأن المحبة من طبيعتها إسعاد الآخرين والعمل على منفعتهم, والتعب والبذل لأجل ذلك.
|
|
|
|
02 - 10 - 2013, 12:06 PM
|
رقم المشاركة : ( 4 )
|
❈ Administrators ❈
|
رد: كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحي
3- الخدمة عطاء للكل
الخدمة هي طبيعة عطاء عند الخادم..
يفعل ذلك بلا تغصب, ولا يضغط على إرادته لكي يخدم. بل يفعل ذلك بتلقائية وبحكم طبيعته. مثلما الشمس من طبيعتها أن تعطى حرارة ونورًا, وتعطى ذلك للكل بلا تمييز. ومثلما الشجرة من طبيعتها أن تعطى ظلًا أو زهرًا أو ثمرًا, وللكل.. وأيضا مثلما الينبوع من طبيعته أن يعطى ماءً وريًا, وللكل.. هكذا الخادم من طبيعته أن يعطى حبًا وتعليمًا وافتقادًا ومواساة ومعونة.. وللكل..
يعطى لكل أحد, في كل مناسبة, وفي كل مكان..
في البيت في محيط الأسرة, وفى محيط الدراسة أو العمل, وفي الكنيسة, وفي النادى, وفي كل مكان.. إنه ــ كسيده ــ "يجول يصنع خيرًا" (أع 10: 38).. كل إنسان يقابله في الحياة, أو كل إنسان يلقيه الله في طريق حياته, يحاول ــ ولو بطريق غير مباشر ــ أن يعمل معه عملًا يقربه إلى الله بالأكثر.
الخدمة إذن هي خير متحرك..
هى خير متحرك نحو الناس, يدفعهم إلى الله, بكل الطرق: بكلمة منفعة, أو بركة, أو معونة. يتحرك بها قلب الخادم نحو سائر القلوب حيثما يلتقى بهم. ذاته ليست ثمينة عنده.. وهو لا يركز عليها, إنما يبذلها بذلًا لأجل خير الناس..
|
|
|
|
02 - 10 - 2013, 12:07 PM
|
رقم المشاركة : ( 5 )
|
❈ Administrators ❈
|
رد: كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحي
4- الخدمة هي غذاء روحي
غذاء يقدمه الخادم لأرواح مخدوميه, ليشبعهم بكلمة الله الصالحة.
حسبما قال الرب "يا ترى من هو الوكيل الأمين الحكيم الذي يقيمه سيده على عبيده, ليعطيهم طعامهم في حينه.." (لو 12: 42).. يعطيهم وجبة دسمة, من الكتاب والتأملات وسير القديسين, ومن التراتيل والألحان. بل ومن اللاهوت والعقيدة.. كل ذلك في أسلوب روحى مبسط محبب للنفس, ويربطهم بالله وبصفاته الجميلة.. ولعل سائلًا يسأل:
كيف يستطيع الخادم أن يقدم وجبة روحية دسمة لأولاده, في ساعة واحدة كل أسبوع؟
والجواب: هو أن التأثير الروحي لا يرتكز على طول الوقت, وإنما على قوة الكلمة.. الكلمة الروحية الصادرة من إنسان روحى, يتكلم روح الله من فمه. أو كلمة الله القوية الفعالة, التي شبهها الكتاب بسيف ذى حدين (عب 4: 12).
إن كلمة واحدة سمعها الأنبا أنطونيوس في الكنيسة, غيرت حياته كلها, وصارت سببًا في إيجاد حياة ملائكية في الكنيسة كلها..
الخدمة لا يعوزها الكلام الكثير, إنما الكلام الروحى المؤثر.. الكلام الذي يحمل قوة الروح, القوى في إقناعه وفي تأثيره, والذي يدفع إلى التنفيذ. أما الخدمة التي لا تأثير لها ولا روح, فإنها تشبه بذارًا فقدت أجنتها.. والمطلوب هو الخدمة التي تدخل إلى العمق, وتحرك القلب, وتعمل عملًا, وتكون لها قوة دافعة..
|
|
|
|
02 - 10 - 2013, 12:08 PM
|
رقم المشاركة : ( 6 )
|
❈ Administrators ❈
|
رد: كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحي
5- الخدمة هي غيرة مقدسة
هى شعلة من النار داخل القلب, تجعله ملتهبًا بمحبة الناس, والسعى إلى خلاصهم. بحيث لا يهدأ إلا إذا استطاع توصيلهم إلى الله. وكما يقول المرتل في المزمور: "غيرة بيتك أكلتنى". وكما قال القديس بولس الرسول "من يعثر وأنا لا ألتهب؟!" (2كو 11: 29).
فالذى يحب الناس, وتملكه الغيرة لأجل خلاص نفوسهم, لا تتقيد خدمته بمجموعة معينة, بل يحب الكل.. ويضع أمامه قول الرسول: "صرت للكل كل شيء, لأخلص على كل حال قومًا" (1كو 9: 22).
الراعى الصالح (يو 10: 11, 14). وهو الذي قال: "أنا أرعى غنمى وأربضها.. وأطلب الضال, وأسترد المطرود, وأجبر الكسير, وأعصب الجريح" (حز 34: 15, 16). وعنه قال داود النبي: "الرب لي راعٍ, فلا يعوزنى شيء" (مز 23).
وأنه تنازل من الله أن يشركنا معه في العمل وفي الاهتمام بأولاده.
إنه قادر أن يقوم وحده بعمل الرعاية والاهتمام. ولكنه من فرط تواضعه منحنا أن نعمل معه في هذا المجال, تبارك اسمه.. واستطاع بذلك القديس بولس الرسول أن يقول عن نفسه وعن زميله أبلوس: "نحن عاملان مع الله" (1كو 3: 9).
ومن هنا كانت الخدمة هي شركة مع الروح القدس.
الروح القدس هو الذي يعمل لبناء الملكوت, ونحن مجرد آلات في يديه. يعمل فينا, ويعمل معنا. يعطى كلمة للمتكلمين, ويعطى تأثير للسامعين. وما الخادم سوى أداة في يد الروح.. أما إذا كانت الخدمة مجرد عمل بشرى, فإنها باطلة بلا نفع..
لذلك نقول عن العظة: نسمع كلمة الرب من فم (فلان)..
لأنه حسب قول الرب: "لستم أنتم المتكلمين بل روح أبيكم الذي يتكلم فيكم" (مت 10: 20). ولذلك ما أجمل ما قيل عن كل رسالة من الرسائل المقدمة إلى الكنائس السبع التي في آسيا: "من له أذنان للسمع فليسمع ما يقوله الروح للكنائس" (رؤ 2: 3).
ونحن نفرح بعبارة "ما يقوله الروح".. إنها تعطى معنى للخدمة هو: الخدمة هي جسر بين الله والناس.
|
|
|
|
الساعة الآن 02:22 AM
|