|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فَحَفِظوا هذا الأَمْر وأَخذوا يَتَساءَلونَ ما مَعنى القِيامةِ مِن بَينِ الأَموات. "مَعنى القِيامةِ مِن بَينِ الأَموات" فتشير الى فكرة القيامة التي كان يعتقد بها الكثير من اليهود، ولكن التلاميذ كانوا يتساءلون عن طريقة يسوع في الكلام عليها حيث يُخبر بها كأنها قريبة، في حين أنهم كانوا يتوقعون حصولها في آخر الأزمنة عند القيامة العامة كما كان يعتقد سائر اليهود كما جاء في تصريح مرتا، اخت لعازر امام يسوع" أَعلَمُ أَنَّه سيَقومُ في القِيامَةِ في اليَومِ الأَخير" (يوحنا 11: 24). وبجانب ذلك، قول يسوع أنه لا بدَّ له أنّ يمرّ بدرب الالام والموت للوصول الى القيامة كما جاء على لسانه "يَجِبُ على ابنِ الإِنسانِ أَن يُعانِيَ آلاماً شَديدة، وأَن يَرذُلَه الشُّيوخُ وعُظَماءُ الكَهَنَةِ والكَتَبَة، وأَن يُقتَلَ ويقومَ في اليَومِ الثَّالِث " (لوقا 9: 22). وها الامر يبدو غريبا ومُحيّرا لأنه بحسب الفكر اليهودي المسيح لن يموت. فلماذا يجب ان نؤمن بيسوع؟ لأنه على جبل طابور تجلى ابن الربّ الإله وظهرت حقيقته لرسله، ومن خلال الرسل الثلاثة، تعلّمت الكنيسة جمعاء ممّا رأوا بعيونهم وسمعوا بآذانهم: "هذا هُوَ ابنِيَ الحَبيب، فلَهُ اسمَعوا". إنه ذاك المتجلي. إنه المسيح حقاً نحوه يتجّه التاريخ كله. ومن هذا المنطلق الإيمان ليس قبولاً من غير دليل بل ثقة من غير تحفّظ بكائن لا حدود لعلمه ومحبّته وحكمته وكمالاته. وفي هذا الصدد يقول العلامة الفيلسوف أوغسطينوس "الإيمان يبحث عن العقل، والعقل عن الإيمان". |
|