منذ بدء خدمته كان الرب يريد من التلاميذ أن يفهموا ويستنتجوا ويعرفوا من هو، من خلال معاملاته معهم وكلامه، وأيضًا من خلال ما يفعل معهم وأمامهم. وعندما صنع أمامهم معجزة إشباع الخمسة آلاف بالخمسة أرغفة وسمكتين وفضل منهم اثنتَي عشرة قفة حملها التلاميذ، إلَّا أنه إذ أدرك أنهم بهذا لم يفهموا أيضًا :
" لأَنَّهُمْ لَمْ يَفْهَمُوا بِالأَرْغِفَةِ إِذْ كَانَتْ قُلُوبُهُمْ غَلِيظَةً."
(مرقس 52:6)،
اضطر أن يُمِرُّهم في أصعب الظروف وأقساها؛ فأمرهم أن يدخلوا السفينة، لتهيج الرياح والأمواج عليهم، ثم يأتيهم ماشيًا على الماء، فكانوا معذَّبين وصرخوا وخافوا جدًا، كل ذلك لأنه يريدهم أن يفهموا.
كان الرب يتكلم بأمثال، وكان يريد من تلاميذه أن يفهموا المثل والتشبيه ومعناه وتفسيره. وكان هذا عسيرًا عليهم في بادئ الأمر لكنه درَّجهم خطوة خطوة لكي يتعلموا كيف يفكرون حتى يفهموا من تلقاء أنفسهم.
•