|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وعود ثمينة للمؤمنين: 17 أَلَيْسَ فِي مُدَّةٍ يَسِيرَةٍ جِدًّا يَتَحَوَّلُ لُبْنَانُ بُسْتَانًا، وَالْبُسْتَانُ يُحْسَبُ وَعْرًا؟ 18 وَيَسْمَعُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ الصُّمُّ أَقْوَالَ السِّفْرِ، وَتَنْظُرُ مِنَ الْقَتَامِ وَالظُّلْمَةِ عُيُونُ الْعُمْيِ، 19 وَيَزْدَادُ الْبَائِسُونَ فَرَحًا بِالرَّبِّ، وَيَهْتِفُ مَسَاكِينُ النَّاسِ بِقُدُّوسِ إِسْرَائِيلَ. 20 لأَنَّ الْعَاتِيَ قَدْ بَادَ، وَفَنِيَ الْمُسْتَهْزِئُ، وَانْقَطَعَ كُلُّ السَّاهِرِينَ عَلَى الإِثْمِ 21 الَّذِينَ جَعَلُوا الإِنْسَانَ يُخْطِئُ بِكَلِمَةٍ، وَنَصَبُوا فَخًّا لِلْمُنْصِفِ فِي الْبَابِ، وَصَدُّوا الْبَارَّ بِالْبُطْلِ. 22 لِذلِكَ هكَذَا يَقُولُ لِبَيْتِ يَعْقُوبَ الرَّبُّ الَّذِي فَدَى إِبْرَاهِيمَ: «لَيْسَ الآنَ يَخْجَلُ يَعْقُوبُ، وَلَيْسَ الآنَ يَصْفَارُّ وَجْهُهُ. 23 بَلْ عِنْدَ رُؤْيَةِ أَوْلاَدِهِ عَمَلِ يَدَيَّ فِي وَسَطِهِ يُقَدِّسُونَ اسْمِي، وَيُقَدِّسُونَ قُدُّوسَ يَعْقُوبَ، وَيَرْهَبُونَ إِلهَ إِسْرَائِيلَ. 24 وَيَعْرِفُ الضَّالُّو الأَرْوَاحِ فَهْمًا، وَيَتَعَلَّمُ الْمُتَمَرِّدُونَ تَعْلِيمًا. إن كانت الخطط الخفية المخادعة والمملوءة رياء تجلب غمًا وحزنًا، فعلى العكس عمل الله الخلاصي العلني يجلب سلسلة أفراح متوالية، وبركات متعددة بلا حصر، منها: أ. حالة إثمار: "أليس في مدة يسيرة يتحول لبنان بستانًا والبستان يُحسب وعرًا؟!" [17]. عمل الله العلني يحول لبنان إلى بستان أو جنة، يحول قلب الإنسان الجاف والوعر إلى ملكوت المسيح الحامل لثمار الروح؛ بينما حرمان الإنسان من النعمة يُحطم حتى ثماره الطبيعية (البستان) فيصير وعرًا. ب. عطية الاستماع لصوت الله ورؤية الأسرار الإلهية: "وَيَسْمَعُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ الصُّمُّ أَقْوَالَ السِّفْرِ، وَتَنْظُرُ مِنَ الْقَتَامِ وَالظُّلْمَةِ عُيُونُ الْعُمْيِ" [18]. السمع الروحي والبصيرة الداخلية هما عطيتان من قبل الله. ج. التمتع بالفرح السماوي الداخلي المتزايد: "ويزداد البائسون فرحًا بالرب ويهتف مساكين الناس بقدوس إسرائيل" [19]. د. تحطيم عدو الخير إبليس وكل أعماله، هذا الطاغية الذي يسخر بالمؤمنين [20]. ه. إبطال العثرات وكل فخاخ ومشورات شريرة ضد أولاد الله الأبرار [21]. و. نزع الخوف والخزي: "ليس الآن يخجل يعقوب وليس الآن يصفارُّ وجهه" [22]. ز. تقديس اسم الله: "بل عند رؤية أولاده (أولاد إبراهيم) عمل يديّ في وسطه يُقدسون اسمي ويقدسون قدوس يعقوب، ويرهبون إله إسرائيل" [23]. وكأنه يتحقق فيهم القول "ليتقدس اسمك"، إذ يتقدس اسم الله في شعبه ومؤمنيه. ح. تغيير الطبيعة البشرية فيحملون فهمًا وعلمًا لا بطريقة عقلانية بحتة وإنما كحياة جديدة مطيعة للرب بعدما ساروا زمانًا في ضلالة الجهادة وحياة التمرد والعصيان [24]. هذه جميعها وعود الله التي تتمتع بها كنيسة العهد الجديد المتهللة بفرح الرب من حمل ثمار الروح القدس بكونها جنة المسيح، وتمتعها بالاستماع للصوت الإلهي ورؤية أسراره الإلهية عوض العمى، وتحطيم إبليس وكل قوى الظلمة، وتخطي العقبات والعثرات بلا خوف ولا خزي، وأخيرًا تقديس اسم الله خلال الفهم الروحي والطاعة القائمة على معرفة روحية. |
|