|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يسوع يوصي الجمع ألاَّ يخبروا أحدًا؛ لأنه لم يرد أن يُنظر إليه كصانع معجزات فحسب فيخطئوا فهم رسالته الحقيقية، لكن هتاف المرضى المتعافين والشَّعب الذين شاهدوا شفاءات يسوع يستبق إعلان الرُّسل للبشارة بموت المسيح وقيامته (مرقس 7: 36) ونرى المشهد يتكرَّر في شفاء أعمى في بيت صيدا (مرقس 8: 26). ومن هنا نرى أن المرضى المتعافين قد صاروا صورة سابقة للمُبشرين بالإنجيل (متى 5: 19-20 و7: 36). يوضِّح مرقس الإنجيلي أن سر المسيح سيبقى غامضًا حتى الموت على الصَّليب. ولن يُكشف إلاّ بعد القيامة، ولذلك فان المعجزات لا تُفهم ألا بعد موته وقيامته المجيدة من بين الأموات (مرقس 5: 43). نستنتج مما سبق انه حين لا يعمل النَّاس بوصية الصَّمت التي فرضها يسوع، فالنَّاس لا يستنتجون أن يسوع هو المسيح، إنما يدهشون لأعماله ولكنهم لا يعطونه لقب المسيح الموافق لأعماله "وكانوا يَقولونَ وَهُم في غايةِ الإِعْجاب: قَد أَبدَعَ في أَعمالِه كُلِّها، إِذ جَعلَ الصُّمَّ يَسمَعون والخُرْسَ يَتَكَلَّمون!" (مرقس 7: 37). ونلاحظ تدرجًا من شفاء الأصَمّ الأخرس إلى شفاء أعمى بيت صيدا (مرقس 8: 22-26). تعدّى الأصَمّ وصية الصَّمت (مرقس 7: 36) ولكن النَّاس لا يستنتجون شيئا عن شخصيَّة يسوع، بل يكتفون بان يُعجبوا به (مرقس 7: 37)، أمَّا الأعمى في بيت صيدا فلم يتجاوز وصية الصَّمت (مرقس 8: 26) ولكن التَّلاميذ وحدهم يصلون إلى استنتاج عن شخص يسوع " أَنتَ المسيح" (مرقس 8: 29). فيفرض عليهم يسوع الصَّمت (مرقس 8: 30). |
|