|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فرجعَ المَلِكُ «فَأَرسَلُوا إِلَى المَلِكِ قَائلِينَ: ارجع ... فَرَجَعَ المَلِكُ» ( 2صموئيل 19: 14 ، 15) كان كل إسرائيل في خصام إذ تذكَّروا الماضي في ضوء فشل ثورة أبشالوم. والمستقبل المُشرق الذي حَلموا به عندما استرَّق أبشالوم قلوبهم قد انتهى بكارثة. فداود الملك الشـرعي كان قد هرب من الأرض، بينما أبشالوم الملك الذي ملَّكوه عليهم كان قد مات في الحرب. وبات أملهم الوحيد هو استعادة داود للعرش. فليس هناك عدل ولا سلام، ليس اطمئنان ولا استقرار سياسي، وليس نصـرة على الأعداء ولا مجد للأُمة، إلَّا إذا استعاد الملك حقوقه الشـرعية. عودة الملك كان هو الاحتياج في ذلك اليوم، وشوق القلوب كان للملك. وهكذا يجب أن يكون هناك شوق في قلوبنا لعودة ربنا الآن. إن الوقت قريب، لذا دعونا نُكلِّم أحدنا الآخر كثيرًا عن رجاء رؤيتنا له عن قريب، وعندها- وعندها فقط - كل شيء سيكون في مكانه، عندما يأخذ الرب مكانه الشرعي. وقَبل عودة الملك رسميًا كانت هناك خدمة صادوق وأبياثار الكاهنين، إذ كلَّم داود الشعب من خلالهما، وكان نداءه لشيوخ يهوذا مُسارعًا ليطالب بولائهم وإخلاصهم. فبما أنه كان واحدًا منهم فهو يجب أن يكون واحدًا معهم ( 2صم 19: 11 ، 12). ونتيجة هذه الخدمة هي أن توَحَّدَت قلوب جميع رجال يهوذا كقلب رجل واحد «فأَرسَلُوا إِلى الملكِ قائلينَ: ارجع ... فرجَعَ المَلِكُ»، كاستجابة لرغبة شعبه. رجع إلى أورشليم، وإلى العرش والمملكة، وساد السلام مرة ثانية. الخدمة التي نحتاج إليها بشدة اليوم؛ خدمة كهنوتية تقود قلوبنا إلى المسيح، وتجعلنا نتطلَّع بشوق إلى مجيئه. بولس ويوحنا كانا كصادوق وأبياثار، في استعراض مجيء الرب يسوع المسيح كغرض وشوق قلوبنا. بولس يُخبرنا أننا خلَصنا لننتظر ابن الله من السماء. وهو يُذكِّرنا أننا واحد معه، وأنه لا شيء يشبع قلب المسيح والمؤمن سوى أن يكونا معًا. بينما يستعرض يوحنا مجيء المُخلِّص، ويُخبرنا أن الروح والعروس يشتركان في قول واحد: «تعَالَ أَيُّهَا الرَّبُّ يسوعُ». تأثير هذه الخدمة أن قلوب القديسين تتوحَّد كقلب رجل واحد في حضرة داود الحقيقي. وكما كان تأثير خدمة الكهنة أن داود استمال قلوب جميع رجال يهوذا، وأنهم تبعوا ملكهم كل الطريق من الأردن إلى أورشليم ( 2صم 19: 15 )، هكذا يُسارع داودنا ليطلب محبة قلوبنا. نحن مُقتناه، عظم من عظمه، ولحم من لحمه. . |
|