|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كان صديقنا الجمل “جميل” أحد بعير الغآبة الكبيرة، ولكن كان جملاً أعرجاً ذا قدمٍ أطولَ من الأُخرى، إذ خلقهُ الله هكذا دون باقي الجمال والبعير الأخرى، فكان جميل دائماً ما يتحرّك بصعوبة بالغة بسبب العيب الخُلُقي في رجليه، وذات يوم.. قرّرت حيوانات الغآبة أن تُجري سباق لجميع حيوانات الغآبة – مُسابقة لإختيار أسرع حيوان في الغآبة – وقرّر صديقنا الجمل “جميل” أن يُشارك في تلك المسابقة كباقي الحيوانات الاخرى، وأثناء تسجيله لاسمه، نظرت إليه حيوانات الغآبة بسخرية وهم يقولون : “ما هذا ياجميل ؟ هل ستُشارك حقاً في المسابقة..ههههه !”. احْمَرّ وجهُ جميل وأحس بالإهانة وكذلك الحزن الشديد، وهنا قال لهم الجمل “جميل” : “أعلمُ جيداً بأنّ الله قد خلقني بقدمٍ أطولَ من الأُخرى، ولكن قد وهبني جسداً قويّاً وسريعاً، كما يُمكنني الفوز بإذن الله” انطلقت الحيوانات ضاحكةً بسخريةٍ على كلام جميل المسكين، وقولون له : “هل تستطيع حقاً الفوز يا جميل..ههههه !، لابُدّ من أنّك تُمازحُنا أيُّها الجمل الأعرج !”. ورغم ما سمع الجمل من كلامٍ قاسٍ، إلّا أنّه قرّر أن يخوض السباق رغم عرجته. كان الصعود لأعلى قمة الجبل في الغآبة هو ما سيُحدّد الفايز في ذلك السباق، أخذت حيوانات الغآبة تركض بسرعةٍ كبيرة منذُ أن انطلقت من نقطة البداية قرب حآفة النهر..وكان الجمل “جميل” يسيرُ بصعوبةٍ بالغةٍ جداً، كما كان ف المركز الأخير وجميع الحيوانات تسبقُه. وبدأت الحيوانات تسخرُ منهُ وهي تقول : “لماذا أتيت ياجميل، كان عليك أن تبقى في بيتك، فهذا أفضلُ لك من هذا العناء..ههههه !”..ولكن الجمل “جميل” لم يسمع لتلك الحيوانات ولم يهتم أبداً بما يقولون، فالمُسابقة لم تنتهي بعد. ووصلت الحيواناتُ أخيراً للجبل، ولكن بدؤا جميعاً بأخذ قسطٍ من الراحة قبل الصعود – فالطريقُ لا زال أمامهم طويل – إلّا صديقنا جميل والذي أكمل الطريق وهو يشعر بتعبٍ أشدُّ مرتين من الحيوانات الأُخرى، وقرّر أن لا يستريح إلّا حينما يصل لقمة ذلك الجبل. ولأن الجمل “جميل” أراد الفوز من صميم قلبه، ولأنّهُ أيضاً أراد أن يُثبت لتلك الحيوانات قُدرتهُ على هزيمتهم برجله العرجاء تلك..أكمل السير ولم يركن هنا أو هناك، على عكس باقي الجمال والحيوانات التي كانت تتحدّث مع بعضها تارةً وتستريحُ تارةً أُخرى. ولم تنبه الحيوانات بأن جميل قد تجاوزهم جميعاً أثناء استراحتهم، وما أن وصلوا لقمة الجبل حتّى صُعقوا من وُقوف جميل على قمة الجبل وهو يحمل راية الفوز بقدمه العرجاء، والفخر يملأ عينيه الجميلتين..النهاية ! ”ما نتعلمهُ من قصة الجمل جميل الأعرج” علينا ياصغاري أن نتعلم أن لا نسخر مُطلقاً من أحدٍ مريض حتّى لا يبتلينا الله بذلك المرض ونكون مثله، وأن نحمده دائماً على نعمه الكثيرة ونشكره على فضله..فأحياناً ما قد نسخر منهم، هم في الحقيقة أفضلُ منّا عند الله |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الأعرج والاحتياج |
الجمل الأعرج |
الأعرج |
الجمل الأعرج |
الجمل الأعرج |