*"جمع غضبه ضدي، وهددني، وصرّ أسنانه عليَّ، تطلع إليَّ عدوي بعينين مرهبتين" (أي 16: 9) lxx. من هم الأشرار إلاَّ أعضاء الشيطان؟ لذلك يعمل هو بهم بما يضعه في قلوبهم ويلتزمون به. فالشيطان حتى الآن يضمر غضبًا على الكنيسة المقدسة، لكن غضبه يتشتت، لذا يضع تجاربه الخفية خلال وكالة أفراده...
أسنان هذا العدو هم المضطهدون ومنفذو العذابات على الصالحين، الذين يشوهون أعضاء الكنيسة عندما يصبون المحن على مختاريها باضطهاداتهم لهم. أما عينا هذا العدو فهم الذين يخططون ما هو لضررها للتنفيذ، وبمشورتهم يلقون ضوءً على قسوة مضطهديها. لذلك فإن عدوها القديم يصر بأسنانه عليها، مادام يصطاد خلال أبناء الهلاك القساة حياة الصالحين فيها. يتطلع عليها بعينين مرهبتين، وذلك خلال مشورات الأشرار. فلا يكف عن أن يضع خططًا للمحن لكي يعذبها أكثر فأكثر. وكما أن الحق المتجسد (السيد المسيح) في كرازته اختار أشخاصًا فقراء من العامة وبسطاء، فمن الجانب الآخر الملاك المرتد، الإنسان الملعون، سيختار في نهاية العالم للكرازة ببطلانه ماكرين وملتوين لهم معرفة هذا العالم.