قال: «وظهرت لهم ألسنة منقسمة شبه النار»، أعني أن الروح مساوٍ مع الآب والابن في الجوهر، ذلك الذي ظهر بشبه نار تضطرم في هذا العيد ذلك الزمان وكلَّم موسى في طور سينا وأعطاه الناموس،
وهكذا بهذا المثال ظهر للرسل الأفاضل واضعي أساس البيعة وأعطاهم قوة الكمال للناموس الجديد الدائم إلى الأبد. قال: «فاستقر على كل واحد واحد منهم»، فيا لهذا العجب كيف النار غير الهيولي، الذي منه يستضيء كل الأنوار، حلَّ على قوم بشريين ولم يحرقهم؛ بل زادهم قوة وشرفاً وفضلاً، حتى غلبوا كل الطبائع من النار المُحرقة والسموم وكل شيء أُخضع لهم.