|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ما هو روح الحكمة The Spirit of Wisdom وَيَسْتَقِرُّ عَلَيْهِ رُوحُ الرَّبِّ، رُوحُ الْحِكْمَةِ..."(إش11: 2). روح الحكمة هو الروح الذي يأتي بك إلي حكمة الله. صلي بولس المؤمنين في أفسس"17 وَأَنَا أُصَلِّي أَنْ يُعطِيَكُمْ إلَهُ رَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيحِ، الآبُ المَجِيدُ، رُوحَ الحِكمَةِ وَالإعلاَنِ فٍِي مَعرِفَتِهِ أَكثَرَ فَأَكثَرَ:" (أف1: 17), لأنه لاحظ أن أهل أفسس كانوا يظهرون قوة ومجد الله, ولكن كانت تنقصهم الحكمة والمعرفة التي تأتي عن طريق الإعلان. هذا ما يحدث لكثير من شعب الله. فلديهم مواهب الروح؛ يستطيعوا أن يتنبئوا و تحدث أشياء عظيمة, ولكن من جهة السلوك بحكمة والمعرفة بأمور الله, تجدها مفقودة لديهم. مثل هؤلاء الناس يحتاجون أن يصلون لله كي يمنحهم روح الحكمة والإعلان في معرفته. عندها سيصبحون متوازنين. لكي نٌقدّر عمل روح الحكمة, يجب أن نفهم ما هي الحكمة أولاً. قد لا تجد هذه التعريفات في أي قاموس للغة الإنجليزية لأن الحكمة الحقيقية روح الله فقط هو من يستطيع أن يٌعرّفها. التعريف الدقيق للحكمة غالباً ما تُعرف الحكمة علي أنها: القدرة علي تطبيق المعرفة. هذا التعريف ناقص وغالباً ما يستخدم بواسطة هؤلاء الذين لا يفهمون ما هي الحكمة الحقيقية؟ ولكن, عندما تمتلك روح الحكمة يعمل في داخلك, ستفهم كيف تٌعرف الحكمة. أولاً, الحكمة هي قوة. إنها بصيرة إلهية لخطط و أهداف الله. إنها فهم الحقائق الروحية. من الممكن أن تُعرف الحكمة أيضاً علي أنها بصيرة المعرفة وقدرة البصيرة علي التحكم. الحكمة هي بصيرة للواقع (الحق), وبصيرة نافذة للمستقبل. فهي تجعلك تفهم ما لا يراه الآخرون. بالحكمة, تستطيع أن تحكم بدقة ما لا يٌميزه الآخرون. قلت أن الحكمة هي قوة؛ فهي أكثر من مجرد مقدرة. فقد يكون لديك المقدرة لفعل شيء ولا تفعله. فمثلاً, قد تنظر إلي زجاج متناثر وتعرف أنه عليك أن تزيله. وتعرف أيضاً أنك تمتلك المقدرة علي فعل ذلك, ولكنك لا تفعل. هذه ليست حكمة. فالحكمة تجعلك تفعل ما يجب عليك فعله! إذا كنت قادراً علي تطبيق المعرفة و أنت لا تفعل, أو انك تعلم التصرف الصحيح ولا تفعله, أنت لست حكيماً. حقيقة, ستوصف بالأحمق, لأنك عرفت ما عليك فعله وكيف تفعله ومع ذلك فأنت لم تفعله! حكمة الله بها القوة لتجعلك تقول ما يجب أن تقوله, تفعل ما يجب أن تفعله تفكّر فيما يجب أن تفكّر به. فهي تجعلك تذهب حيثما يجب أن تذهب. الحكمة ليست شيء سلبي؛ فهي تظهر في تصرفاتك. عندما قال بولس, "فالله هو العامل فيكم أن تريدوا وأن تعملوا من أجل مسرته, " كان يتكلم عن روح الحكمة تعمل فينا. الحكمة هي القوة المسيطرة التي تعمل فينا, ليس فقط لنريد, ولكن لنعمل أيضاً ما يسر الله. إنها القوة التي تحث, تحرك, وتحفز. فهي تجلب لك فهم, معلومات, بصيرة, ومعرفة أيضاً. الحكمة تعمل في كل شيء. إليك ما تقوله الحكمة عن نفسها: "أنا الحكمة أسكن التعقل, وأملك المعرفة والتدبير." (أم8: 12). الحكمة تقول, "أنا لا أتحرك بمفردي, فلدي تعقل وحذر (إرشاد أو حكم صحيح في الأمور العملية) والمعرفة معي." لديك بصيرة للحاضر ونظرة نافذة للمستقبل لأن روح الحكمة يأتي بهم إليك. ولكن خدمته لا تتوقف عند هذا الحد؛ فهو يطلق في حياتك هذه القوة المسيطرة التي تجعلك تتصرف بحكمة. مع الحكمة, لقد نجحت في الأمر! عندما تفتقر للحكمة, قد تفكر الأفكار الخاطئة, تفعل الأشياء الخاطئة, وتتخذ القرارات الخاطئة. وأغلب مشاكل الناس بسبب القرارات الخاطئة التي إتخذوها. يتخذ القادة القرارات الخاطئة لأنهم يفتقرون الحكمة, ونتيجة لذلك شعوب كثيرة تُلقي في الاضطراب. تستثمر الناس الاستثمارات الخاطئة و تخسر أموالها لأنهم لا يملكون حكمة الله. قد يتزوج شخصاً ما الشخص الخطأ و يتعثر في زواج سيء لأن هو أو هي يفتقرون للحكمة. ولكن عندما تسكن فيك الحكمة, ستقودك في الاتجاه الصحيح. لهذا تحتاج روح الحكمة عاملاً في حياتك. عندما يعمل فيك روح الحكمة, تصبح الحياة مشرقة ومثيرة. في أمثال3: 13-14, قال سليمان-أكثر الرجال حكمة قبل مجيء يسوع- "طُوبَى لِلإِنْسَانِ الَّذِي عَثَرَ عَلَى الْحِكْمَةِ وَلِلرَّجُلِ الَّذِي أَحْرَزَ فَهْماً (14)لأَنَّ مَكَاسِبَهَا أَفْضَلُ مِنْ مَكَاسِبِ الْفِضَّةِ، وَأَرْبَاحَهَا خَيْرٌ مِنْ أَرْبَاحِ الذَّهَبِ الْخَالِصِ." هذا هو السر! لو وجدت الحكمة, إذاً قد نجحت في الأمر. لا تستطيع أن تفشل أو أن تكون فقيراً, لا, ليس مع الحكمة! "هِيَ أَثْمَنُ مِنَ الْجَوَاهِرِ، وَكُلُّ نَفَائِسِكَ لاَ تُعَادِلُهَا (16)فِي يَمِينِهَا حَيَاةٌ مَدِيدَةٌ وَفِي يَسَارِهَا غِنًى وَجَاهٌ (17)طُرُقُهَا طُرُقُ نِعَمٍ، وَدُرُوبُهَا دُرُوبُ سَلاَمٍ" (أم3: 15-17). عندما تعمل الحكمة فيك, حياتك ستكون مليئة بالسلام. فلن يكون عليك أن تقلق بشأن الاحتياج, العوز, المرض أو أي شيء مخالف للحياة الصالحة. الكلمة العبرية المترجمة "سلام" هي "شالوم."شالوم لا تصف فقط حالة هدوء و سكون البيئة حيث لا يوجد ما يزعجك. الأهم من ذلك, شالوم تعني سلام مع إزدهار؛ سلام بالإضافة إلي أن كل الأمور تسير بصورة جيدة وتحت السيطرة. شالوم هي حالة الكمال, التمام, الكل حسناً, الصحة و الإزدهار الذين يصنعون الراحة. وهكذا, شالوم هو سلام الله الذي يعطي إزدهار, صحة, قوة وفائدة. عندما تمتلك هذا السلام, ستنام كالطفل. لن تنام بشكل متقطع ولن تحتاج لأقراص كل ليلة لتنام. عندما أنام, أنام جيداً! عندما أضحك, أضحك من قلبي, وليس كشخص يحاول أن يفعل. أنا أعيش حياة رائعة بسبب السلام الذي تجلبه الحكمة. المسيح هو حكمتنا "فَهُوَ مَصدَرُ حَيَاتِكُمْ فِي المَسِيحِ يَسُوعَ، الَّذِي صَارَ لَنَا مِنَ اللهِ حِكمَةً وَبِرَّاً وَقَدَاسَةً وَفِدَاءً:" (1كو1: 30). في العهد الجديد, لدينا شيئاً, سليمان في كل حكمته, لم يكن يمتلكه- المسيح! هو حكمتنا. كولوسي2: 3 تخبرنا " فَكُلُّ كُنُوزِ الحِكمَةِ وَالمَعرِفَةِ مَخزُونَةٌ فِي المَسِيحِ."كل كنوز الحكمة والمعرفة مخبأة في المسيح. بتعبير آخر, الحكمة والمعرفة متجسدين في المسيح. لذلك عندما تجعل يسوع رب حياتك و يستقر بالكامل في كل مكان في قلبك, فهذا يعني أن الحكمة تسكن قلبك. و مع ذلك, أن يكون يسوع المسيح هو مخلص ورب لك عامة شيء وأن يكون هو رب وسيد عقلك (قراراتك, أفكارك, مشاعرك) فهذا شيء آخر. وهذا يحدث عندما تبدأ الحكمة عملها فيك. عندما يصبح يسوع هو رب و سيد عقلك, يبدأ في أن يرشدك في التفكير. عقلك يصبح ممسوحاً من الله, والعقل الممسوح يتلقى أفكاراً مقدسة, أفكاراً مدخرة فقط للملوك. مجداً لله! الكتاب المقدس يقول في أمثال25: 2 أن "مِنْ مَظَاهِرِ مَجْدِ اللهِ كِتْمَانُ أَسْرَارِهِ، أَمَّا مَظَاهِرُ مَجْدِ الْمَلِكِ فَالْكَشْفُ عَنْ بَوَاطِنِ الأُمُورِ."هذا ما يدعوه الكتاب المقدس معرفة المقدس. الله يخفيها عن العالم, ثم يعطي عقلك معرفة إلهية بمسحة الروح القدس وتبدأ في أن تكتشف الأسرار. تستطيع أن تري وتسمع الحكمة "وَيَسْتَقِرُّ عَلَيْهِ رُوحُ الرَّبِّ، رُوحُ الْحِكْمَةِ وَالْفِطْنَةِ، رُوحُ الْمَشُورَةِ وَالْقُوَّةِ، رُوحُ مَعْرِفَةِ الرَّبِّ وَمَخَافَتِهِ. (3)وَتَكُونُ مَسَرَّتُهُ فِي تَقْوى الرَّبِّ، وَلاَ يَقْضِي بِحَسَبِ مَا تَشْهَدُ عَيْنَاهُ، وَلاَ يَحْكُمُ بِمُقْتَضَى مَا تَسْمَعُ أُذُنَاهُ،" (إش11: 2-3). قد لا تستطيع أن تعرف إذا كان شخصاً ما لديه روح الحكمة, إلا عندما يتكلم أو يتصرف, ولكنك تستطيع أن تري وتسمع الحكمة. عندما عمل روح الحكمة في سليمان, الجميع عرف هذا. يوم ما, أحضروا أمامه إمرأتان عاشتا في بيت واحد. كلا الإثنين كان لديهم طفل وُلِد حديثاً بفارق 3 أيام بين الطفلين. وذات ليلة, نامت إحداهما علي إبنها وقتلته. وعندما أدركت أنها قتلت إبنها, ذهبت لسرير جارتها و أبدلت الطفلين. إستيقظت المرأة الأخرى في الصباح التالي لتُطعم إبنها, لتكتشف أنه مات. ثم نظرت للطفل عن قرب و أدركت أنه ليس إبنها. فذهبت لتبحث عن طفلها ورأته مع جارتها وحاولت أن تسترده, ولكن الأمر إنتهي إلي مشاجرة. عندما عُرض الأمر أمام سليمان, تساءل الجميع عما سيفعله الملك. فكلا السيدتان ذهبوا بدون أزواجهن, وهذا يعني أنه لا يوجد أب ليوضح الأمر. ولم يكن يعيش أحداً آخر معهم في البيت, وهذا يعني أنه لا يوجد شهود. طلب الملك بحكمته سيف و أمر بشطر الطفل الحي لنصفين. صرخت الأم "لا! لا تقتله. بدلاً من ذلك أعطها الطفل." ولكن المرأة الأخرى قالت, "نعم, إقتله فلا يأخذه أحدنا." حينئذ وقف سليمان وقال للأم الحقيقية, "هذا طفلك, خذيه." الكتاب المقدس يقول, "وَلَمَّا سَرَى نَبَأُ هَذَا الْحُكْمِ الَّذِي صَدَرَ عَنِ الْمَلِكِ بَيْنَ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ، امْتَلأُوا تَوْقِيراً لَهُ، لأَنَّهُمْ رَأَوْا فِيهِ حِكْمَةَ اللهِ لإِجْرَاءِ الْعَدْلِ." (1مل3: 28). لقد أخبرتك من قبل أنك تستطيع أن تري وتسمع الحكمة. دع الحكمة تقودك عرف سليمان أن الأم الحقيقية لن ترضي بقتل طفلها. الأم المزيفة قالت, "إمض وأقتله, فلا يأخذه أحدنا." إن هذا يشبه بعض الناس الذين يقولون, "لا أستطيع أن أسعدك وأحزن نفسي." لو أنك مؤمن, لا يجب أن تتحدث هكذا. قد تريد أن تبتاع حذاء وشخصاً آخر يريد أن يبتاع نفس الحذاء, وتبدأ مجادلة. فتقول, "أنا أمسكته أولاً!" ولكن الشخص الآخر يٌصر, "كلا, لقد أتيت إلي هنا أولاً." إبن الله, أتركه يأخذ الحذاء. وأبوك السماوي سيعطيك واحداً أفضل منه بكثير! لا يزال بعض الناس يقولون أشياء مثل, "لولا الله, لكنت عرفت تصرفي معك, " أو "لو أغضبتني, سأريك إنساني العتيق." لو أنك مؤمن, لا يجب أن تقول هذه الأشياء. دع روح الحكمة يسود عقلك, أفكارك, كلماتك وأفعالك. تذكر, المسيح-الحكمة متجسدة-يسكن فيك و أعطاك نفس حكمته. روح الحكمة الذي تكلم عنه بولس الرسول في أفسس1: 17 يسكن فيك. تستطيع أن تستغل خدمته بالكامل في حياتك اليوم وتعيش الحياة الصالحة التي وضعها لك الله. |
|