|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مات.. ابنها مات.. الوحيد الباقي لها في هذه الدنيا بعد موت زوجها... بالتأكيد هو من يعولها ويؤنس وحدتها... معه تجد شخصاً تهتم به وتستيقظ من نومها وتواجه يومها لأجله... ولكنه الآن قد مات... لا تعلم متى اجتمعت بلدتها كلّها إلى بيتها! لا تعلم كيف عرفوا! آه، بالتأكيد من صوت صراخها... هي لا تدري ماذا كانت ردّة فعلتها حين اكتشفت موته! ولكن كلّ ما تعرفه الآن أنه في صندوق ، ومحمول على أكتاف البعض، وأنهم في طريقهم لدفنه ، فتنتهي القصة وتستكمل وحدها فصول أوجاعها من رواية أحزانها... تمشي متثاقلة ومُحاطة بسيّدات قريتها، اللاتي لولا أذرعهن التي تتسندها ما استطاعت أن تخطو خطوة واحدة... لا تسمع إلا صوت بكائها الأعلى من بكائهم. .. لا توجد همسات أو كلمات... فقط البكاء هو سيّد الموقف... فلا أحد يحاول تعزيتها.. . وهل توجد كلمات في مثل تلك المواقف... إنه البكاء، والبكاء فقط.. لكنّها فجأة سمعت كلمتين من صوت لم تعرفه من قبل ، يقول لها: "لاَ تَبْكِي." مَن؟ مَن هذا؟ كيف يستطيع؟ كيف استساغ الكلمة في مثل هذا الموقف؟ هل يجرؤ أحد على إيقاف بكاء أم فقدت ابنها للتو؟! ولكن صاحب الصوت "تَقَدَّمَ وَلَمَسَ النَّعْشَ ، فَوَقَفَ الْحَامِلُونَ. فَقَالَ: "أَيُّهَا الشَّابُّ، لَكَ أَقُولُ: قُمْ!" فَجَلَسَ الْمَيْتُ وَابْتَدَأَ يَتَكَلَّمُ، فَدَفَعَهُ إِلَى أُمِّهِ." نعم لا يقدر أن يقول "لا تبكي" إلا القادر على إيقاف ما يُبكي. |
|