يقول القدّيس يوحنّا فمِ الذَهَب ( +407) في عظةِ يومِ الجمعةِ من أسبوع الشّعانين، عن نهاية فترة الصّوم الأربعيني المقدّس، المفروضة علينا، أنّ ما بقي علينا هو "أن نَحْذَرَ المَللَ ونَرفُضَ الفشل، ونخافَ منِ احتيالِ الصَيّادين، ونُظهِرَ حرارة الشّوقِ ونُضاعِفَ وسائلَ الطلب، لِنَبلُغَ ذُروةَ الفضيلةِ وندخُلَ مدينةَ الظافرين". ويعطي لنا مثالًا من عالم الملاحة، قائلًا أنّ "مُدبِّري السفينةِ هكذا يَصنعون: فإنّهُم إذا أوغلوا في السفر، وضاعفوا الجَهْدَ وقطعوا مُعظمَ اللُجَجِ الهائلةِ والأنواءِ الرَّهيبة، وقاربوا الميناء المقصود، إذا بهم يدفعون عزمًا بعزم، ويُعْمِلون الآلاتِ والرِّجالَ تدارُكاً للطوارِئ الفواجع، كُلُّ ذلكَ لضمانِ الوصولِ إلى الميناءِ بِسَلام.. يجتهدون.. عندَ إشرافهم على غايةِ مَهَمّتهم، يتنافسون في أدائها حتّى السخاءِ بالنفسِ".