أن يكون الإنسان عنده التواضع والوداعة، وفي نفس الوقت عنده الغيرة والشجاعة والحزم. ويستخدم كل فضيلة من هذه الفضائل في وقتها المناسب، باسلوب لا يتعارض مع الفضائل الأخرى. كالأب الذي يعطى إبنه الحنان حينًا، والتأديب في حين آخر، دون أن يتناقص مع نفسه.
وكمثال للغيرة والوداعة معًا، نذكر داود النبى.
كان داود النبي وديعًا بلا شك، إذ قيل في المزمور " اذكر يا رب داود وكل دعته " ومع ذلك قيل في نفس المزمور إن داود " نذر لإله يعقوب: إنى لا ادخل إلى مسكن بيتى، ولا أصعد على سرير فراشى، ولا اعطى لعينى نومًا، ولا لأجفانى نعاسًا.. إلى أن أجد موضعًا للرب ومسكنًا لإله يعقوب" (مز 132: 3). وهذا هو عمق الغيرة المقدسة مع الوداعة..