كان القديس ناسكًا، تكشف لنا ملامحه الجسمانية عن شخصية رجل ناسك(6): "فقد كان من جهة مظهره إنسانًا نحيلًا، قليل الجسم، له وجه مريح للنفس لكنه جاد، له جبهة مجعدة ورأس صلعاء وعينان غائرتان حادتان وثاقبتان. أما ميوله فبسيطة للغاية، دائم النسك، مرهف الحس، يحمل مشاعر رقيقة في كل أمر، يعبر عنها بطريقة قاطعة. كان لطيفًا، طيب القلب، ودودًا، مرحًا مع خواصه، متحفظًا جدًا في علاقته بالآخرين(7).. كان ناسكًا جادًا في تقشفه دون أن يدخل به النسك إلى الهروب من التزامات الرعاية أو المبالغة في الانشغال بالتأملات الإلهية.. بل بالأحرى يدفعه نسكه للبذل والجهاد كل يوم بحب من أجل خلاص الناس، دون أن يحرم نفسه من جلساته اليومية الهادئة مع كلمة الله وفي وسط تدبيره لخدمة أولاده المتسعة لم ينحرف قط عن الروح الرهباني..