|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
* * * أن المؤمن لم يكن يشعر بهذا الصراع قبل الإيمان. كان يعيش حياته ويعمل ما يريد في هدوء وسلام، ولا يجد أن هناك أعداء يقفون ضده. كان يعمل الخطية دون أن يشعر بمذلة الهزيمة، وربما كان يستمتع بها، أو على الأكثر كان يشعر بعدم راحة في ضميره، خاصة وهو يخوض تجربة جديدة. لم يعرف معنى الحرب ولا احتاج أن يجاهد ويسهر ويتحذَّر. وهل يمكن أن العدو يُشدِّد الهجوم على مَنْ هو في قبضته؟ كلا. وهل ينبوعٌ واحد ينبع من نفس العين الواحدة الحلو والمر؟ كلا. إن الإنسان الطبيعي قبل الإيمان لا يمتلك سوى طبيعة واحدة؛ وبالتالي لا يوجد صراع. ولكن عندما تدُبّ فيه الحياة الإلهية بأشواقها المقدسة وخصائصها، في الحال سيبدأ الصراع. * * * وبالطبع فإن هذا المؤمن، يوم ارتبط بالمسيح، لم يكن يخطر بباله على الإطلاق أنه سيواجه هذه المتاعب والصراعات. وربما كان يتوقع طريقًا ناعمًا مليئًا بالبركات والإنجازات والنجاح الروحي والزمني. كيف لا وقد أصبح ابنًا لله ووارثًا لكل غناه، وسكن فيه روح الله، وصار عضوًا في جسد المسيح، ورأسه ممجَّدٌ في السماء فوق كل شيء. أليس كل هذا يعطيه الحق أن يعيش حياة رغدة خالية من المتاعب والمعاناة هنا على الأرض؟ هذا ما يجعله مُتحيِّرًا وهو يجد نفسه على أرض الواقع الأليم مُحَاطًا بالأعداء من كل ناحية، وهو لا يعرف لماذا؟ وعليه أن يسهر ويصمد ويحارب ببسالة إن أراد أن ينتصر ويعيش حياة ناجحة في مواجهة الشيطان والعالم والجسد، وهو يشق طريقه في رحلة صعبة، سائحًا نحو السماء. * * * ولحديثنا بقية بنعمة الرب يارب أشكرك أحبك كثيراً... بركة الرب لكل قارئ .. آمين . وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين |
|