|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كتاب الشهيدان أنبا صرابامون وأنبا ديديموس - المقدس يوسف حبيب
الأنبا صرابامون في السجن .. صعد الأنبا صرابامون نحو المدينة تتبعه الجموع صائحين: "لا يوجد إلا اله القديس صرابمون". وفي حضرة الحاكم قال: "اخز يا أريان Arien، لأن آلهتك ليست بآلهة؛ ولكن إلهي أنا اله مقتدر يسمع صوت خدامه" فأمر أريان أن يقتادوه إلى السجن انتظارًا لتقرير ما يفعله به. فلما دخل السجن، وجد أناسا كثيرين؛ فقبلهم جميعا من الصغير إلى الكبير وقال لهم: "اصبروا يا إخوتي، لأنه لا معاناة من الجهاد كل الأيام، فأبدوا خضوعهم وقالوا له: "يا سيدنا، صل من أجلنا حتى يرسل الحاكم في طلبنا، ونقبل عذابات خفيفة لأجل اسم ربنا يسوع المسيح". فرد: "يا إخوتي، غدا في هذه الساعة تكملون جهادكم، وتأخذون إكليلكم إلى الأبد"،وقام في وسطهم وصلى؛ وكان أطول منهم جميعا بارتفاع رأس إنسان: يا رب أنت القضيب الذهب الذي في يدي الآب، إكليل الفرح الذي للآب، أرسل ملاكك لكي يعيننا إلى أن نكمل جهادنا ونخزى الحاكم. أيها الرب القادر على كل شيء، الجالس على مركبة الشاروبيم، والسيرافيم أمامه وقوف، أنت الذي أعطيتنا نعمة قبول إكليل الشهادة، أعنا الآن يا ربنا يسوع المسيح". وكان في السجن أرخن معه ستمائة رجل طرح نفسه عند قدمي الطوباوي الأنبا صرابمون قائلا: "يا سيدي الآب، اصنع معنا رحمة وضمنا إلى الصفوف". فسأله الأنبا صرابون: "لماذا زجوا بكم في السجن؟" فرد عليه: "إننا في السجن من أجل ضرائب نحن مدينون بها". فقال له: "إذا دفعتموها هذه المرة فلن يطلبوها منكم مرة أخرى. قال: "نعم" فقال له: "إذن فاتبعني والتصق بإلهي وستصير عضوًا في المسيح " فقال له الأرخن: "صل من أجلن لكي نكون مستحقين". |
14 - 07 - 2014, 01:33 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الشهيدان أنبا صرابامون وأنبا ديديموس - المقدس يوسف حبيب
أنبا صرابامون أمام أبوللو الإله الوثني وقى الصباح أرسل الحاكم في طلب الأنبا صرابون من السجن وأخرجه. فقال وهم يخرجونه من السجن: "أنى آت إليك. أنت مع أبولو، وأنا مع يسوع " فسأله أريان: "هلا عزمت أن تذبح لآلهة الملك؟ " فرد القديس: "إذا أردت أن أذبح لها، أصدر إلى السجن أمرا بإخراج إخوتي وكل المسجونين من أجل اسم المسيح". ففي الحال أرسل الحاكم أمرا إلى السجن لكي يخرجوا كل المسجونين فأخرجهم جميعا، وصعدوا جميعهم فرحين إلى المنصة فقال الطوباوي الأنبا صرابون لأريان: "فليحضروا آلهتكم حتى أذبح لها". ففي الحال أمر الحاكم الكهنة أن يحضروا تمثال أبولو؛ فرفعوه ووضعوه أمام القديس قال: "فليشعلوا المجمرة حتى أقدم بخورا لآلهتك " ففعلوا. قال: "أحضروا لي كتاب الآلهة حتى أراه، ففرح أريان وناوله الكتاب فقرأه ووجد مكتوبًا فيه سبعين آلهًا. أما الحاكم فقد أخذ قليلا من البخور وأرجع يديه إلى الوراء وهو يقدم العبادة لأبولو، وألقى بالبخور في المجمرة. وكان الأنبا صرابامون مندهشا لجنون الناس. ثم قال أريان للأنبا صرابامون: "هذا لا يسبب ألما؛ خذ قليلا من البخور وضعه على المجمرة؛ هذا كل ما أريده منك". وعندما أخذ الطوباوي الأنبا صرابامون الكتاب وذهب نحو المجمرة، كان الحاكم مسرورًا للغاية، ظانا أنه سوف يذبح. ولكن الطوباوي تقدم نحو المجمرة، ورفع الكتاب الذي كان في يديه ورماه في المجمرة وسط اللهب. ثم تقدم نحو التمثال، وضرب الأرض بقدمه، فهبط أبولو في الهاوية مع المجمرة. ثم أخذ عصا ودخل الهيكل وكسر كل الآلهة التي كانت فيه. وغيما كان في الهيكل، كان كل الذين أخرجهم الحاكم من السجن يرجمون تمثال الملك حتى هشمته الحجارة. وصاح كل الجمع: نحن مسيحيون ونعترف بذلك جهرا بإرادتنا". |
||||
14 - 07 - 2014, 01:35 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الشهيدان أنبا صرابامون وأنبا ديديموس - المقدس يوسف حبيب
استشهاد المسجونين | عذابات القديس صرابامون فأمر الحاكم أن يقتادوهم خارج المدينة. وأوقفوهم صفوفًا صفوفًا، وحفروا خنادق ورموهم فيها، ثم أشعلوا النار فأكملوا شهادتهم بنبل، وأخذوا الإكليل الذي لا يفسد، بسلام الله آمين. وأمر أريان أن يحضروا خشبة يابسة طولها عشرين ذراعًا. فزرعوها في الأرض وغلقوا فيها الطوباوي الأنبا صرابامون. حينئذ جعل عشرين جنديا يرشقونه بالسهام لمدة ثلاثة أيام وثلاث ليال؛ وكانوا صفين في كل صف عشرة جنود؛ ولم يمس جسده سهم واحد. وكان الأنبا صرابامون يصلى هكذا قائلا: "يا ربي يسوع المسيح ملك الدهور الذي رفع السماء وأسس الأرض في ميراث أبيك الصالح: "أنت الذي خلصت أشعيا النبي ممن هموا بنشره بمنشار خشب شجر الزيتون. خلصت تكلا من يدي ثاماريس. وخلصت دانيال النبي من فم الأسود. جبلت الإنسان على صورتك ومثالك. استجب طلبتي في هذا اليوم؛ وأرسل إلى وخلصني لكي يعلموا أنه لا يوجد اله آخر في السماء غيرك يا ربي يسوع المسيح". وأمر أريان أن يحضروا مرجلا من حديد، وأسفلتا وصمغا وشمعا وشحم خنزير. وأمر أن توضع هذه المواد به وتشعل النار بخشب وفروع الشجر حتى ارتفعت اللهب ثماني عشر ذراعا.. ثم أمر أن يربطوا الأنبا صرابامون برأسه ورجليه ويلقوه في المرجل والنار تشتعل أسفله. فجلس القديس داخله وصلى إلى الله قائلا: "أيها الرب القادر على كل شيء. لقد تكلمت فكانت الأشياء؛ أمرت فخلقت العالم. قلت للشمس: لا تشرقى فلم تشرق. إن أردت يا رب تنطفئ النار وييبس البحر. أتوسل إليك يا ربي يسوع المسيح، يا إكليل الأبرار، باكورة جنسنا، أعنى؛ ولا تتركني أموت الآن، حتى أخزى الحاكم". وساعة العشاء، قام الحاكم وذهب إلى الحمامات. فتذكر الأنبا صرابامون وذهب إلى المكان الذي كان موجودا فيه، ورأى أنه لم يمسه ضرر، ورأت الجموع أن الشهيد لم يمسسه شيء، وآمنوا بالله؛ وكانوا نحو خمسمائة رجل وقد صاحوا: "أنا مسيحيون ونقولها علانية إننا آمنا بحريتنا" فأمر أن يقتادوهم شمال المدينة ويضربوهم بكتل من حديد إلى أن يموتوا؛ وهكذا أكملوا شهادتهم وأخذوا الإكليل الذي لا يفسد بسلام الله آمين. سحبوا جسد الطوباوي الأنبا صرابامون من الغلاية، فانضمت أعضاؤه بعضها مع بعض. حينئذ أمر المخلص الذي يملأ كل مكان ويرى الطوباوي الأنبا صرابامن وقال: "يا صرابامون يا صرابامون. هذه اليد التي شكلت آدم، أول إنسان، هي أيضًا تشكلك الآن". وفي الحال قام الأنبا صرابامون ووقف وعبد المخلص فقال له الرب: "قم أصعد إلى المدينة، واذهب اخز الحاكم؛ وسوف تتحمل عذابات عظيمة لأجل اسمي، ولكن أناسًا كثيرين سيؤمنون بي بواسطتك"،وباركه الرب بعلامة الصليب وتركه إلى السموات بمجد عظيم. ولما اقتادوا الأنبا صرابامون إلى السجن رأى الأخوة المسجونين من أجل اسم المسيح. فقال لهم: "السلام لجميعكم يا خاصة المسيح" فردوا عليه التحية بدورهم قائلين: "السلام لك أيها السيد القديس مختار المسيح، فنصحهم قائلا: "اضبطوا أنفسكم فإننا لا نتجرع مرارة الجهاد كل الأيام، ولا نأخذ الإكليل كل يوم". وعند منتصف الليل قام الأنبا صرابامون ليصلى فسجد وقال: "أيها الرب القادر على كل شيء الذي خلق السماء والأرض والبحر والأنهار،الذي بسط السماء مثل قبة، الذي أسس الأرض بكلمة من فمه، يا من جبلت الإنسان على مثالك وصورتك، يا من نزلت إلى الأرض، وأعطيت جسدك ودمك للجنس البشرى، بذلت جسدك ذاته على الصليب، نزلت إلى الجحيم وأخليت مساكنه وخلصت وآدم وبنيه وأخرجتهم من الجحيم، تعال إلينا الآن، يا ربي يسوع، أعطنا عربون الروح، وعرفنا ما يلزم أن يحدث لنا". كان كل الإخوة في السجن يصلون باسطين أذرعتهم، وقد منحهم المسيح جميعا السلام. وصار ضوء أبهى من ضوء الشمس. قال مخلصنا للأنبا صرابامون: "يا حبيبي صرابامون، ليتشجع قلبك، لأني معك في كل شيء. وسوف أبسط رداء مجدي على من يدفن جسدك، ومن يعتني بنقل أخبار شهادتك. ويبقى المجد والكرامة والبركة إلى الأبد في مقصورتك. وأجعل كل أجيال الأرض يحتفلون باسمك. وتبقى لك أيضا بعض العذابات تتحملها من أجل اسمي، وسوف أهديك أيضا إلى الأبد الأخوة الذين معك". وقبل المخلص الطوباوي الأنبا صرابامون والأخوة الذين معه. وفي الصباح أرسل الحاكم في طلبه وقال له: "أمازلت ترفض أن تذبح لآلهة الملك؟ " فتساءل القديس: "أى اله تريد أن أذبح له؟" قال: "بل أريد أن تذبح لأبولو وأرطاميس وأتنيه". وأجابه إلى طلبه وكان قد سأله الإفراج عن الإخوة الذين في السجن. وحضروا جميعهم ورأوا الأنبا صرابامون واقفا ووجهه يضيء بنعمة الله وصرخوا"نحن مسيحيون " فقطعت رؤوسهم وأكملوا شهادتهم وذهبوا إلى السموات حيث يتشفعون من أجل الخطاة العديدين بسلام الله آمنين. واستدعى الحاكم الأراخنة وقال لهم: "هل أنتم أيضا تنقادون أو أنتم مغتاظون لأنى أهنت كرامة عظمتكم؟ أذبحوا لآلهة الملوك". ولكنهم ردوا: "أننا نتخلى عن كل أموالنا، وحتى عن زوجاتنا وأولادنا. ان كان أحدهم يحب الله فلينضم إلينا". وذهبت احدى النساء لتخبر زوجات الأراخنة. فخرجت أولئك كلهن ويتبعن أولادهن الصغار؛ وحضرن إلى المنصة ورأين أزواجهن واقفين مع القديس الأنبا صرابامون. فارتمين عند أقدام الأنبا صرابامون وسألنه أن يبقى معهن حتى يخزى الحاكم أريان. وأمر أريان أن يقبضوا عليهن ويفتحوا بطونهن وهن أحياء. ثم أخذوا الأراخنة وزوجاتهم وأولادهم إلى خارج المدينة وقطعوا رؤوسهم؛ وهكذا أكملوا شهادتهم، وأخذوا الإكليل الذي لا يفسد، وذهبوا إلى السموات حيث يتشفعون من أجل الخطاة العديدين بسلام الله آمين. ثم قال الحاكم للأنبا صرابامون: ألا تستحي أن تسحر الناس وتجلب على نفسك دم كل هؤلاء الناس؟ " فقال له الأنبا صرابامون: "لست ساحرًا؛ بل بالعكس، أن إلهي يبطل كل سحر والسحرة والشيطان. وأنت يا أريان سوف تحترق بالنار التي لا تُطفأ، أنت والملك الذي أرسلك". فأمر أن يضعوه فوق آله التعذيب وأن يعذبه أربعة جلادين، اثنان اثنان إلى أن تسيل أحشاؤه على الأرض، وأن يجروه على وجهه؛ وكان كل الجمع يتأمله. وصلى إلى الله قائلا: "أيها الرب القادر على كل شيء، يا من جبل الإنسان على صورته ومثاله، أيها الرب إلهي، أرسل لي ميخائيل لكي يعينني في الموقف الصعب الذي أنا فيه". وأمر الحاكم أن يحضروا قارا وبخورا وصمغا ورمادا وشحم خنزير، ويخلطوها بعد أن تذاب بالنار؛ ثم جعلهم يعرون القديس من ملابسه، ويلطخون جسده بهذا الخليط ثم أوثقوه وأشعلوا النار تحته. فارتفع اللهب عاليا حتى كانوا يبصرونه في كل المدينة؛ وكان كل واحد يقول كلمته: "لماذا لم يذبح هو أيضًا" لكي ينجو من هذه الميتة المؤلمة. واشتعلت النار حوله منذ الفجر حتى الساعة التاسعة من النهار؛ وكان يصلى في النار قائلا: "أيها الرب القادر على كل شيء، متى أردت تنطفئ النار؛ لقد خلصت الثلاثة فتية من أتون نبوخذ نصر. الآن إذا يا ربي يسوع المسيح، أرسل لي وقوني في هذا الخطر الذي أنا فيه". فلما رآه أريان واقفا، تعجب جدا وقال له: "حقا، لقد قتلت الآلاف منذ دخولي المدينة، ولم أجد من يعدلك في السحر أطعني الآن واذبح للآلهة لكي أطلق سراحك، وتعود بسلام إلى بيتك". وكانت الجموع تصيح بصوت واحد قائلين: "لا يوجد اله آخر في السماء وعلى الأرض غير يسوع المسيح اله الأنبا صرابامون. لانا مسيحيون ونعترف بذلك جهرا بإرادتنا". وكانوا يسلمون أجسادهم للموت لكي يأخذوا إكليل الشهادة. حينئذ اضطرب الحاكم أريان بسبب كثرة الذين استشهدوا. وقال لمن حوله: "إني أرغب حقًا أن أعرف ماذا بكل هؤلاء، فإنهم يصعدون إلى هذه المدينة، لكي يثتلوا لأجل اسم المسيح، قالوا يا سيدنا الحاكم، أنهم يذهبون لكي يروا هذا المسيحي الذي ألقيته في المرجل؛ أنه لا يكاد يغمس أصابعه في السائل ويرشمهم، حتى يدخلون المدينة ويصيحون أنهم مسيحيون دون أن يعرفوا ما يفعلون. وفي الحال أنفذ الحاكم أمرًا بأن يسحبوا الأنبا صرابامون ويحضروه أمام المحكمة. ثم قال له: "أما تخاف الله، حتى أنك تحمل نفسك دم كل هؤلاء الناس؟، فرد الأنبا صرابمون: "بل أشعر بتعزية في كل مرة يهب فيها أحدهم حياته من أجل ربنا يسوع المسيح. فاصنع بي ما يروق لك". |
||||
14 - 07 - 2014, 01:35 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الشهيدان أنبا صرابامون وأنبا ديديموس - المقدس يوسف حبيب
الأنبا سرابامون في الإسكندرية واستشهاده وأمر أريان بطرح القديس على آلة التعذيب وأن يضربوه بأعصاب البقر إلى أن سال دمه على الأرض ثم احتكم إلى الملك وكتب عن كل ما حدث وعن المتاعب التي سببها له القديس. وسلم الخطاب إلى أوريون Orion وثمانية جنود وأعد لهم مركبًا. وأركبوا الطوباوي الأنبا صرابامون ويداه ورجلاه مربوطة، وألقوه في المركب، وأبحروا في اتجاه النهر إلى أن دخلوا مدينة الإسكندرية،وحينئذ أركبوه السفينة وأبحروا مسافرين ليلا ونهارا إلى أن وصلوا إلى مدينة أنطاكية؛فنزلوا إلى البر مع الطوباوي الأنبا صرابامون. وذهبوا لمقابلة الملك وسلموه خطاب الحاكم. ولما رأى الملك دقلديانوس الأنبا صرابامون، صر بأسنانه ضده قائلا: "أيها الكافر أأنت الذي تحتقر أوامر الملوك؟ بروح آلهتي السبعين! سوف أصنع بك ما يروق لي. لماذا سببت كل هذه الآلام لأريان الحاكم؟ ما كان عليك سوى أن تفعل شيئا واحدا، تذبح للآلهة الذين خلصوني من العدو". فرد الطوباوي الأنبا صرابامون وقال للملك: "أعلم إني لن أطيع أمرك ولا أمر الحاكم أريان الموت لك ولآلهتك الكاذبة؛ ليتك تحترق معها! أنهم منذ سنة وستة شهور وهم يعذبونني أمام المحكمة، وحتى الآن قد أعانني ربى يسوع. ولك أن تصنع بي ما تشاء". فأمر الملك أن يضربوه على وجهه ويضعوه على آلة التعذيب فيعذبه أربعة جلادون؛ اثنان من كل جانب إلى أن يسيل دمه على الأرض. ولما رأى الملك أن القديس لم يصبه أذى. أمر أن ينادى في كل المدينة للاجتماع في مكان المجمع. ثم أرسل أمرا أن يحضروه ويلقوه في الحلبة عند مكان الاجتماع وأطلقوا عليه وحوشا ضارية. لكنه صلى قائلا: "يا ربي يسوع المسيح، اسمعني اليوم، أنت الذي نزلت في بطن العذراء القديسة مريم؛ أنت الذي خلصت دانيال من فم الأسود؛ أنت الذي خلصت سوسن بينما كانوا يجرونه لكي يهلكوها؛ أنت الذي خلصت دانيال من الأشرار. الآن يا ربي يسوع المسيح، اسمعني وسط هذه الحيوانات المفترسة". وأطلقوا الأسد. فلما وصل الأسد إليه نظر إلى وجهه، ولما رآه يضيء بنعمة الله، سجد خاضعا وقبل قدميه وعاد إلى قفصه. وأطلقوا دبا؛ ففعل مثله. فلما رأى الملك ما حدث أطلق ضده نمرا من نوع مفترس ولكن النمر حينما نظر إلى الأنبا صرابامون سجد وخضع له؛ ثم ربت على كتفيه وبقى طويلا يلعق بفمه ثم عاد إلى مكانه. فلما رأى كل الجمع هذه الأعجوبة، صرخوا بصوت واحد قائلين: "نحن مسيحيون ونقول ذلك بحرية علانية "فاضطرب الملك وأمر بأن يأخذوا الناس خارج المدينة ويقطعوا رؤوسهم بالسيف.فأكملوا شهادتهم وأخذوا الإكليل الذي لا يفسد بسلام آمين. وبعد ذلك كتب الملك الحكم على الطوباوي الأنبا صرابامون وكذلك التقرير: "انا دقلديانوس الملك، أكتب لأريان حاكم جنوب مصر. كنت قد أرسلت إلى صرابامون _ وتحققت أنه يصنع أعمالا سحرية، لأني أطلقت ضده الحيوانات المفترسة فسحرها. ولذلك فحينما يأتون به إليك، عذبه حتى الموت وأقتله". وأعطى الخطاب لأوريون وللجنود الآخرين بصحبته. فأركبوا الأنبا صرابامون إلى أنطاكية وأبحروا معه إلى مصر. وبعد بضعة أيام وصلوا إلى مدينة الإسكندرية ثم وجدوا مركبا صغيرا فأركبوا القديس فيه وأبحروا معه إلى الجنوب. ولما وصلوا أمام مدينة بشاتى، تكتهم الريح. وفي منتصف الليل استيقظوا ليجدوا أنفسهم عند البر الشرقي. وقام أوريون وذهب إلى مدينة بشاتي، وأحضر موظفي الحاكم لكي يكونوا شهودا لقضية أنبا صرابامون، ويكتبوا له، خوفًا من أن يقال أنه أخذ فضة وأطلق سراحه. وعند شمال مدينة بشاتي قطعوا رأسه في حضور سكان المدينة؛ وكان كل واحد يلقى ملابسه على جسده. وحينما قطع أوريون رأسه أكمل شهادته في اليوم الثامن والعشرين من شهر هاتور بسلام الله. بركته المقدسة فلتكن مع جميعنا إلى الأبد آمين. |
||||
14 - 07 - 2014, 01:36 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الشهيدان أنبا صرابامون وأنبا ديديموس - المقدس يوسف حبيب
بداية سيرة ديديموس "..الآن إذاُ أطيعوني فيما أقول" فقال له: "تكلم يا سيدنا، أن خدامك ينصتون " فقال لهم تعرفون أن ملكًا مثلى لا يكذب بينما كنت نائمًا هذه الليلة، حدث أن أبولو الإله العظيم دخل إلى مع السبعين إلهًا الآخرين. وتكلموا معي قائلين: ها إننا أكرمناك وأعطيناك النصر في الحرب. أنت بدورك أكرمنا خلال عهدك. فماذا تريدون الآن أن أصنع لهم". فرد رومان Romain وقال للملك "إسمتهني يا سيدي الملك. لنصنع الآن كما صنعوا في أيام فرعون ملك مصر، حينما كان الناس يعقدون الآمال على الآلهة الذين كان قد صنعها لهم، قم أيها الملك وأرسل منشورًا إلى مصر من أولى مدن مملكتك حتى آخر مدينة في الجنوب عند الحدود. أرسل أمرًا إلى الوالي بالإسكندرية والى الحكام المعينين في كل مدينة، والى أعيان كل بلد وكل قرية في أرض مصر كلها، أرسل إليهم الأمر أن يهدموا كل كنائس يسوع وأن يبنوا هياكل في كل مدينة وفي كل قرية أن يوصوا كل الأراخنة في كل مقاطعة بأن يحصوا الأساقفة والكهنة والشمامسة والقراء وبألا يسمحوا بأن يصلوا القداس، بل على العكس أن يحرقوا كتب تعليم المسيحيين في كل مدينة وكل قرية، ويبنوا هياكل ويخصصوا لها إيراد من خزينة المملكة وليبخروا للآلهة، وليتجه الشعب نحو الغرب ويعبدهم. والذين لا يذبحون فليقتلوا بحد السيف وبالنار وبأنواع عديدة قاسية من الموت. وليقبضوا على كل الكهنة بالإسكندرية لكي يجعلوهم يعبدون الآلهة في حضور الوالي، وإذا أطاعوا تعفى أراضيهم من كل ضريبة،. فارتضى الملك ذلك الحديث وقال: "بالآلهة العظيمة المجيدة أبولو وأرتيميس! لأفعلن ذلك ولن أضيع وقتًا". وقام الملك في الصباح الباكر جدًا، في اليوم الرابع عشر من شهر برمودة، وكتب منشورًا وأرسله إلى العالم أجمع والى كل قصور مملكته، فيه يقول: "كل الأشخاص الذين في مملكتي العسكريون والمدنيون وأرباب كل حرفة، عليهم ألا يسمعوني بعد اسم يسوع ولينجو بوجوههم إلى الغرب ويبخروا، وليقدموا خمرًا نقيا ودقيقًا وزيتًا، فصنعوا هكذا. وفى الحال قدم هو أيضًا مع كل بلاطه بخورًا للآلهة، وكان يعبد الآلهة ستة عشر ألفًا من الجنود وثلاثة آلاف من المدنين. وجعلوا كل سكان المدن أيضًا رجالًا ونساءً يعبدونها: وكان عددهم أربعة وعشرين ألف شخص. كتبوا المنشور وختموه وسلموه لمستشار يدعى دنيس وهذا سلمه إلى أرمانيوس الوالي الذي أقره في كل مصر،فقبض على كل الكهنة في كل مدينة وجعلوهم يعبدون الآلهة النجسة. وأمر أرمانيوس أن يبنوا هياكل ويعفوها من جزية أجدادهم ثم جاء إلى جنوب مصر لكي يهدم كل الكنائس التي كانت قد أقيمت باسم يسوع المسيح ربنا, ولكن شاء الله أن يحيى المسيحيين ويظهر أيضًا مجد الكنائس. ووصل الخطاب إلى الجنوب عن طريق النهر، فكانوا يبحثون عن المسيحيين في كل مدينة وكل بفدة ويسلمونهم وكانت عند شرق النهر مدينة تدعى أوغسطمنك Augustamnique وحضر إليها المستشار وسلم الخطاب إلى أريان، والى سوتريش. فقبضوا على كل الجنود وجعلوهم يعبدون. وفي اليوم التالى ذهب المستشار نحو الجنوب ومعه المنشور، إلى الحبشة. وجلس أريان الحاكم على منصة الحكم، أمام الشعب، وأمر أن يحضروا إليه المسيحيين فاحضروا إليه أربعة منهم: برشنوفى القارئ من بلدة جبليل، وهيراقليد الجندي من أعمال الجنوب ونوبى Naui من مقاطعة هنيس Hnes، وبانا Pana من ننهاتى Nenhati، وبابيل Pabil من شونتى Chouenti، وأجبروهم أن يذبحوا، ولكنهم لم يريدوا أن يرتكبوا هذا الشر؛ فعذبوهم وألقوهم في السجن. |
||||
14 - 07 - 2014, 01:37 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الشهيدان أنبا صرابامون وأنبا ديديموس - المقدس يوسف حبيب
الكاهن ديديموس من ترشيبي وكان هناك كاهن يدعى ديديموس Apa Didyme من ترشيبي Tarchebi في مقاطعة بتينتو Pteneto. وكان أبوه يدعى كالينك Callinique وأمه أوفيميا. كان شابًا يخاف الله منذ طفولته وكان يحيا ساهرًا في تعليم المسيح، ويتابع باهتمام صلوات القديسين، ويواظب على الحضور إلى كنيسة الله، ويمتنع عن كل الأعمال الشريرة. وكان يرجو الذين يخطئون في الإيمان أن يعودوا إلى الطريق المستقيم؛ يعلم الأطفال الصغار، ويزور المرضى، ويشجع صغار النفوس، ويعزى الحزانى، ويزور الفقراء، ويتصدق على المحتاجين؛ وبالجملة كان حكيما وبارًا ويحب الصدقة. وكان يفرح مع الكبار والصغار؛ ولم يكن يشرب كثيرًا، ولم يكن يتكلم كثيرًا. وفى الساعة الحادية عشرة من الليل، بينما كان القديس أبا ديديموس نائمًا في حجرته، إذا برجل مضيء وقف أمامه على ارتفاع وقال له بصوت لطيف: السلام أيها الأب ديديموس النبيل، بطل المسيح، السلام لك! لماذا تبقى هكذا لا تبالي من يوم إلى يوم؟ قم واذهب إلى اتريب؛ فالمعركة تستمر وسوف تأخذ الإكليل مجانًا؛ لأن إكليلك معد في السموات. ولسوف يفرح جميع القديسون من أجلك، ومن أجل جهادك لاسم المسيح، ضد هذا الحاكم الكافر. قم ولا تضيع وقتًا. ليكن سلام ربى يسوع المسيح معك آمين. وبعد أن قال له هذه الكلمات، صعد الرجل المضيء إلى السموات وسط مجد عظيم. فقام الأب ديديموس مبكرًا جدًا. بدون علم أهله، وخرج من البيت وبسط ذراعيه وصلى هكذا قائلا: "أيها الإله القادر على كل شيء الذي قاد كل الحزانى، أيها الطريق المستقيم بلا حجر عثرة، ملجأ كل المتعبين، كن معينًا لي أنا أيضًا وملجأي في كل الأحوال التي سوف أكون فيها، لأن لك القوة والسلطان إلى دهر الداهرين آمين". |
||||
14 - 07 - 2014, 01:38 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الشهيدان أنبا صرابامون وأنبا ديديموس - المقدس يوسف حبيب
اعتراف ديديموس بالمسيح والعذابات وبعد أن قال هذه الكلمات، مضى وذهب إلى مدينة أتريب حيث يستقر الحاكم. وتقدم نحو المنصة وصاح قائلا: "أنا مسيحي وأقول ذلك بحرية. لا يوجد سوى الله الواحد، يسوع المسيح ربنا: ليس إله آخر سواه" فقال الحاكم لبسامون Bissmon اسأله: من أين هو وما اسمه ولأي سبب حضر إلى هنا. فسأله بسامون، ورد الأب القديس ديديموس وقال: "أسمى في الجسد ديديموس ولكن الاسم الذي أحيا به الحياة التي تفوق الطبيعة هو "المدعو من يسوع المسيح": أنا من بلدة ترشيبى من تنتو Teneto. وبما انك تريد أن تعرف ما أتى بى إلى هنا، فاعلم أنه فضل ربى يسوع المسيح" فقال له الحاكم: "أنه مسيحك الذي أتى بك إلى هنا؛ إذًا فانتظر حتى أرى إذا كان مسيحك سوف يستطيع أن يخلصك من يدي". حينئذ رد الأب ديديموس بصوت جهوري قائلًا: "ليكن هكذا! وسوف يثبت لك أنه لا يوجد إله مقتدر في السماء وعلى الأرض إلا يسوع المسيح ربى. لذلك أنا مستعد أن أسفك دمى من أجل اسمه القدوس". فلما سمع هذه الكلمات، أغتاظ الحاكم جدًا وأمر أن يضعوه فوق آلة التعذيب وأن يعذبوه إلى أن يسيل دمه على الأرض مثل الماء. ثم أمر أن يسخنوا رصاصًا حتى يغلى وأن يسكبوه عليه. وبينما كانوا يسكبونه رفع الطوباوي أباديديموس عينيه إلى السماء وقال: "يا ربي يسوع المسيح يا إلهي وعوني! أيها المطلع مجيب الدعاء، اسمعني وارحمني. أنظر إلى كل عذاباتي واذكرني؛ لأني بالحقيقة يا سيدي، لم أبتعد أبدًا عن وصاياك. الآن يا ربي يسوع المسيح، لا تبتعد عنى ليصحبني اسمك وسلطانك المبارك في هذه المدينة، حتى يعرف الجميع أنك الإله الحقيقي، وأنه لا يوجد آخر سواك وأبيك الصالح والروح القدس المحيى وأننا لسنا خارج عنايتك؛ لأني مستعد أن أموت من أجل اسمك القدوس لكن لا تدعني أموت الآن قبل أن أخزى هذا الحاكم الكافر وأصنامه المصنوعة بيد الإنسان كيلا يقول قد غلبته ولم يستطع إلهه أن يخلصه من يدي". وفيما كان الطوباوي الأنبا ديديموس يقول ذلك، صعدت صلاته إلى رب الصباؤوت وأرسل به ملاكه وقال له: "تشجع أيها الأب النبيل ديديموس لأن الله سمع صلاتك وسوف يخلصك من عذاباتك. وبعد أن قال له ذلك لمس جسده وشفاه. وكان الطوباوي الأب ديديموس فرحًا جدًا، ولم يكن يشعر بألم التعذيب؛ لأن الرصاص كان مثل ماء بارد،وصاح قائلا: "أخز يا أريان الحاكم، لآن تعذيبك لا يهمني. ولما سمعت الجموع ذلك كانوا يصيحون: "لا يوجد إله إلا يسوع المدعو المسيح، ولا يوجد سواه". فغضب الحاكم عند سماع هذه الصيحات وأمر أربعة جنود مسلحين بأعصاب البقر أن يمسكوه ويجروه على بطنه وأن ينزعوا عنه رجليه ويديه وأن يمدوه على آلة التعذيب، ثم يتولى ضربه أربعة أربعة، حتى تعبت دوريات الجنود وكان دمه يسيل على الأرض. حينئذ صرخ الطوباوي الأب ديديموس بصوت عال قائلًا: "يا رب اسمعني في هذه الساعة!" فلمس رئيس الملائكة ميخائيل جسد الطوباوي وفي الحال عاد صحيحًا. حينئذ أمر الحاكم أن يحضروه وقال له: "أستحلفك باسم يسوع الذي به تصنع كل هذا السحر؛ قل لي بالضبط كيف تصنع السحر وسوف لا أعذبك ولا أحرق جسدك بالنار". فرد الطوباوي وقال له: "عندي كلمة ربى يسوع المسيح الذي علم تلاميذه قائلًا لا تخافوا من الذي يقتل الجسد لكن لا يستطيع أن يقتل الروح. فغضب الحاكم وأمر بأن يلقوه في السجن في انتظار معرفة ما يصنعه به. |
||||
14 - 07 - 2014, 01:39 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الشهيدان أنبا صرابامون وأنبا ديديموس - المقدس يوسف حبيب
معجزات ديديدمس وكان لبواب السجن ابنة حامل، كانت منذ تسعة أيام في حالة وضع. وكانت تتألم كثيرًا لأن الطفل كان ملتصقًا في أحشائها. وأحضر لها أبوها أطباء عديدين ولم يستطيعوا أن يشفوها؛ وأحضر سحرة عديدين ولم يستطيعوا أن يريحوها. ثم قال في نفسه: "بل أقوم واذهب إلى هذا الرجل المطروح في السجن فلربما يصلى على ابنتي فتشفى". فقام البواب وذهب نحو الطوباوي في السجن وسأله من أجل ابنته. فوقف حينئذ وصلى النبيل أبا ديديموس، ثم صلى على قليل من الزيت ودهم به المرأة الشابة، فخلصت من آلامها وولدت ابنًا ذكرًا، وأسمته ديديموس على اسم القديس. وكان لسيرينيوس Cyrinneus ابنًا به شيطان مفترس. كان وحده في غرفة من حديد، لأنه كان يركض وراء الناس الذين في البيت ويحاول أن يعضهم. وأحضر له أبوه أطباء وسحرة عديدين، ولم يستطيعوا أن يشفوه حينئذ ذهب إلى الطوباوي أبا ديديموس ورجاه أن يخلص ابنه. وفي الحال أمر القديس الشيطان فخرج سريعًا من الشاب. |
||||
14 - 07 - 2014, 01:42 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الشهيدان أنبا صرابامون وأنبا ديديموس - المقدس يوسف حبيب
تهديدات الحاكم لديديموس الترشيبي وبعد أربعة أيام قام الحاكم الكافر وجلس على منصة الحكم. ثم أمر أن يحضروا إليه المسيحيين الذين في السجن. فأحضروهم إليه صفوفًا ووقفوا أمامه. وكان الطوباوي أبا ديديموس الكاهن أيضًا معهم؛ وكان الرجال والنساء يأتون إليه ويحنون رؤوسهم أمامه قائلين: "السلام يا بطل المسيح، باركنا يا أبانا القديس، ولما رآهم الحاكم الكافر استشاط غضبًا؛ لكن في الحال خاف من الشعب. وأمر أن يمسكوا القديس أبا ديديموس الكاهن، وأن يأتوا به موثقًا أمامه. فقال له الحاكم: "هلا اعتزمت أن تذبح للآلهة بعد؟ فقال له الطوباوي: "لن يحدث ذلك أبدًا!" فقال له الحاكم: "أنى تعبت من إصرارك وسوف أعذبك إلى أن تموت ميتة بائسة". وأمر الحاكم أن يعدوا مقعدًا من الحديد ويجلسوا عليه القديس؛ ثم أحضر مشاعل نار وأمر أن يضعوها تحته ويتركوها لمدة ثلاث ساعات. فرفع الطوباوي أبا ديديموس عينيه إلى السماء وقال: "يا ربي يسوع المسيح الذي خلص الثلاثة فتية من أتون النار الذي أعدها نبوخذ نصر ملك بابل؛ أنت الذي خلصت دانيال من جب الأسود؛ أنت الذي خلصت سوسن من يد الشيوخ الأشرار؛ اسمع يا رب صوت عبدك واخز هؤلاء الأشوريين كما يستحقون". وفي الحال كف بصر الجلادين، وصرخوا في وجه الحاكم وكل أهل المدينة قائلين: "إنا لا نرى بعد، فصاح الجمع على الفور: "لا يوجد إله إلا إله المسيحيين يسوع المسيح الذي يعطى القوة لمختاريه". ولما سمع الحاكم ذلك التفت نحو الطوباوي أبا ديديموس وقال له: "أستحلفك بالمسيح الذي باسمه تصنع السحر! مٌر أن يرى هؤلاء الجلادون". حينئذ رفع الطوباوي أبا ديديموس عينيه نحو السماء وقال: "باسم ربى يسوع المسيح الناصري يعود إليكم بصركم". وفي الحال أبصروا ومجدوا إله القديس أبا ديديموس،وعند رؤيته هذا، تعجب الحاكم ومجد كل أهل المدينة الله الذي يصنع المعجزات بواسطة قديسيه. والتفت الحاكم نحو مساعده وقال له: "ماذا نصنع بهذا الساحر الذي يقلقنا في هذه المدينة؟، فرد عليه وقال: "بل أكتب تقريرًا بخصوصه وأرسله إلى الإسكندرية، حتى يعاقبوه هناك، حينئذ كتب الحاكم أريان هكذا: "أنا أريان حاكم أتريب أكتب لكلكيانوس حاكم الإسكندرية أن كاهنًا مسيحيًا كافرًا متجاسرًا. هو ديديموس الترشيبى من مقاطعة تنتو. استدعيته ثلاث مرات؛ وتحققت أنه يصنع أعمالا سحرية، وعذبته كما يستحق. أسلم عليك يا أخي المحبوب". |
||||
14 - 07 - 2014, 01:43 PM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الشهيدان أنبا صرابامون وأنبا ديديموس - المقدس يوسف حبيب
ديديموس في الإسكندرية يشهد للمسيح ولما كتب هذا الخطاب في السادس عشر من شهر أبيب، أمر أن يخرجوا الطوباوي من السجن؛ وكانت يداه وراء ظهره، وكان مقيدًا وسلموه إلى أربعة جنود أخذوه نحو النهر وألقوه في قاع المركب ويداه ورجلاه مربوطة. وظهر له الرب يسوع المسيح فوق سحابة نورانية وقال له: "تشجع، أنت لي، أيها الأب ديديموس. أنا يسوع ملكك، لا تخف. أنى معك في كل مكان تذهب إليه. ولسوف أعطيك مجدًا عجيبًا على الأرض. وأجعلك تشترك في الذبيحة الأبدية". ثم أعطاه السلام وصعد إلى السموات في مجد عظيم. ولما وصلوا إلى الإسكندرية سلموا الخطاب للحاكم فقرأه وأمر أن يحضروا إليه الطوباوي أبا ديديموس مقيدًا. وقال له: "أنت ديديموس الترشيبى، يسلمونك إلى مثل ساحر فأطع أوامر الملوك خشية أن تجلب على نفسك عذابات عديدة وتموت ميتة بائسة". فرد أبا ديديموس وقال: "أنا ديديموس الترشيبى، ولكنى لست ساحرًا، إني خادم ربى يسوع المسيح". فاغتاظ الحاكم الكافر وأمر أن ينزعوا أظافر يديه ورجليه؛ ثم أنهم أحضروا خلا ورمادًا ساخنًا فسكبها على جراحاته. ولكن لم يكد الشهيد النبيل ينطق اسم ربنا يسوع المسيح، حتى وافاه ملاك الرب ولمس يديه ورجليه فشفى. فأمر الحاكم في الحال أن يحضروا نصف عامود. كان عشرة رجال يرفعونه بالجهد الكبير، وأن يضعوه على بطن الصديق. وإذ نطق اسم يسوع المسيح سقط العامود من عليه واصطدم بساقي الحاكم وكسرهما. وعند ذلك اغتاظ الشرير جدًا وصرخ قائلا: "بخلاص سادتنا الملوك والآلهة الأمجاد أبولو وارتيميس، سوف أحرقك حيًا! أنى سمعتهم يقولون أن هذه الأعمال السحرية كلها يصنعونها باسم يسوع،. فرد أبا ديديموس قائلًا: "بما أنك تجدف على اسم يسوع المسيح هذا الذي مع أبيه والروح القدس خلق السماء والأرض، فليحكم عليك ربى يسوع إلهي أن تكون أخرسًا". وفي الحال انعقدت شفتاه ولم يستطع الكلام. ولما رأى الجمع ذلك، صرخوا جميعًا: "لا يوجد إله آخر غيرك يا إله القديس ديديموس". حينئذ رجا الحاكم القديس يوليوس لكي يشفع لدى أبا ديديموس لكي يشفيه. فذهب يوليوس ليترجاه من أجل الحاكم فقال له الشهيد النبيل: "بصلوات القديسين! لن يتكلم قبل أن يأخذ حبرًا وورق البردي ويكتب أمام كل هذا الجمع: - لا يوجد إله آخر غير الأب والابن والروح القدس الإله الواحد - ففي الحال أحضر الحاكم ورق البردي والحبر وكتب أمام الجمع كما قال له القديس،حينئذ تقدم الطوباوي أبا ديديموس نحو الحاكم وقال له: "باسم ربى يسوع المسيح الذي فتح فم زكريا في الهيكل، ليفتح فم الحاكم!، وفي الحال إنفتح فمه وانحلت عقدة لسانه وصرخ كل الجمع: "لا يوجد إله آخر غير إله القديس ديديموس!". حينئذ تقدم يوليوس نحو الطوباوى ديديموس وقال له: "يا أبى أطلب منى خدمة حتى أصنعها لك" فقال له: "أنى أرغب حينما يحكم علىَ أن تعتني بجسدي لكي تبقى بركة الرب معك إلى الأبد". فقال له يوليوس" حي هو الرب يسوع! سوف ألف جسدك بإكرام، وأسلمه لخدامي لكي يحملوه إلى المكان الذي يعينه الرب لك. وكل مذكراتك سوف أكتبها وأضعها في بيتي، لكي تبقى بركتك معي إلى الأبد. لكن أرجوك يا أبي القديس، اذكرني في الأماكن التي أنت ذاهب إليها" فقال له أبا ديديموس "ليسمعك ربى يسوع المسيح، وألقاك في ملكوته الأبدي، وأرجو ألا يرى أحد في نسلك حتى الجيل الثالث والرابع الحكم المميت". وبعد ذلك صرخ الجمع إلى الحاكم قائلين: "عظيم هو إله هذا الرجل البار يسوع المسيح ربنا". |
||||
|