|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هَلْ مِنْ مَسَرَّةٍ لِلْقَدِيرِ إِذَا تَبَرَّرْتَ، أَوْ مِنْ فَائِدَةٍ إِذَا قَوَّمْتَ طُرُقَكَ؟ [3] الإنسان في ضعفه ومحدوديته يعجز عن أن يقدم أي نفع لله الكلي الكمال الذي لا يزداد في شيءٍ ما. هل يمكن للشمعة أن تفيد الشمس في شيء؟ وهل من نقطة ماء في كوب أن تؤثر على المحيط؟ إن صارت طرقنا كاملة تمامًا فهل يمكنها أن تنفع الله. وأية مسرة لذاك القدير إن صرنا أبرارًا. فهو مصدر السلام والتطويب والبهجة. إن حدثنا بلغتنا البشرية أنه يُسر بنا، إنما يكشف هذا عن حبه لنا، وشوقه إلى خلاصنا ومجدنا، دون أن ينتفع من برَّنا وتقديسنا في شيء خاص به. * "هل من نفع لله إذا تبررت؟ أو من فائدة إذا قدَّمت طرقك؟" [3] في هذا كله نحن نفعل حسنًا، نعمل لصالحنا لا لصالح الله. لذلك قيل بالمرتل: "يا نفسي قولي للرب: أنت إلهي، لست في حاجة إلى خيراتي" (مز 16: 2). فهو بالحق ربنا، إذ هو أيضًا بالتأكيد الله غير المحتاج إلى أحدٍ يخدمه، بل يرد الخير الذي يتقبله، حتى أن الخيرات التي تُقدم لا تفيده هو بل الذين تقبلوها أولًا وترتد ثانية إليهم. يقول الرب عند مجيئه للدينونة: "بما أنكم فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الأصاغر فبي فعلتم" (مت 25: 40). يقول هذا بحنوٍ فائقٍ وتعاطفٍ مع أعضائه. البابا غريغوريوس (الكبير) * لا يحتاج إلى خدماتنا كما يحتاج السادة إلى خدمهم، بل ترجع أعمالنا ذاتها إلينا لنفعنا نحن. بالنسبة لهم ينتفع السادة بخدمة الخادم، أما بالنسبة لخدمتنا كخدمٍ فلا ينتفع بها السيد، بل يتمتع الخادم بالمنفعة كقول المرتل: "خيري لا شيء غيرك" (مز 16: 2). قل لي: ما هو نفع الله إن كنت بارًا، أو ماذا يصيبه إن كنت ظالمًا؟ أليست طبيعته غير قابله للفساد، ولن يمسها أذى، أسمى من كل ألم؟ القديس يوحنا ذهبي الفم |
|