|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بولس كاتب التاريخ توجَّه بولس إلى أهل رومة في عنصرهم الوثنيّ. علَّل معهم الواقع الذي يعيشون، وفي النهاية وصل إلى الفكر الرواقيّ الذي يعتبر العالم قرية صغيرة، والناس إخوة وأخوات. وأضاف الرسول إلى هذا الفكر أنَّ الخليقة التي سقطت في الخطيئة مع الإنسان، سوف تقوم معه. هو يُمجَّد وهي معه تمجَّد. لبث الرواقيّون على مستوى الأرض، أمّا الرسول فرفعنا إلى السماء. صارت الخليقة المخلوقة التي انقلبت على آدم الأوَّل في خطيئته »تئنُّ إلى اليوم من آلام المخاض« (آ22). أجل، إن الخليقة تتطلَّع إلى حياة جديدة، إلى المجد الذي ناله الإنسان في المسيح، آدم الجديد. ولكنَّ الواقع التاريخيّ جاء غير ذلك. شعب إسرائيل رفض المسير مع المسيح. رفض نداء الروح القدس. مرَّت مسيرة الخلاص وهو لبث يتفرَّج بانتظار أن يعارض »ويشتم«. ثمَّ إنَّ بني إسرائيل اضطهدوا الرسل وهكذا اعتبروا »أنَّ كلام الله سقط« (رو 11: 6). أين هي مواعيد الله؟ أما جاء المسيح بالدرجة الأولى إلى »البنين«؟ (مت 15: 26). ولكنَّ »البنين« لبثوا في الخارج مثل الابن الأكبر في مثَل الابن الضالّ (لو 15: 28). فماذا كان عليهم أن يفعلوا؟ قال لهم الرسول، كما قال لكلِّ واحد منهم: »فإذا شهدتَ بلسناك أنَّ يسوع ربّ، وآمنتَ بجنانك أنَّ الله أقامه من بين الأموات نلتَ الخلاص. فإنَّ الإيمان بالجنان يهدي إلى البرّ، والشهادة باللسان تهدي إلى الخلاص« (رو 10: 9). من راح في خطِّ إبراهيم وآمنَ قُبل، ومن رفض رُذل. نحن لا ننسى أنَّ مريم العذراء كانت يهوديَّة وكذلك الرسل والتلاميذ الأوَّلون وكنيسة أورشليم. ولكنَّ العدد الأكبر من الشعب اليهوديّ رفض الإيمان على ما قال الإنجيل الرابع، ووجد الجواب في كلام النبيّ إشعيا: »يا ربّ من آمن بما سمع منّا ولمن ظهرت يد الربّ؟« (يو 12: 38؛ إش 53: 1). |
|