دموع الندم والتوبة
من أمثلتها في الكتاب:
1-دموع المرأة الخاطئة التي بللت قدمى المسيح بدموعها (لو 7: 38)
كانت تبل قدميه بالدموع، وتمسحهما بشعر رأسها. وقال السيد المسيح عنها إنها (غسلت رجلى بالدموع) وأنها أحبت كثيرًا، وغفر لها الكثير. وفضلها الرب على الفريسى الذي يشعر ببره...
لم يكن لديها كلام تقوله، أو تجرؤ أن تقوله، فتكلمت دموعها.
الإنسان الشاعر بخطاياه، النادم عليها، يخجل أن يتكلم. وتضغط مشاعر الندم والحزن في قلبه، على منابع الدمع في عينيه، فيبكى. ويكون بكاؤه أصدق تعبيرًا من أي كلام.
ربما يقول إنسان كلامًا بدون مشاعر، أما البكاء فهو مشاعر بدون كلام..
وهى مشاعر صادقة معبرة.
ومن أمثلة دموع التوبة أيضًا:
2-دموع داود النبى في توبته:
وهذه ما أعمقها في قوله "تعبت في تنهدي. أعوم كل ليلة سريرى، وبدموعى أبل فراشى" (مز 6: 6) وقوله أيضًا "أبكيت بصوم نفسى جعلت لباسى مسحًا" (مز69: 10،11)
"من صوت تنهدى، لصق عظمى بلحمى.. أكلت الرماد مثل الخبز، ومزجت شرابى بالدموع" (مز 102: 5، 9).
ولعل من الأمثلة البارزة لدموع الندم والتوبة:
3- دموع بطرس الرسول بعد إنكاره:
وفى ذلك يقول عنه الكتاب أنه "خرج إلى خارج، وبكى بكاء مرًا" (متى 26: 72).
وهنا نجد البكاء مصحوبًا بمرارة في القلب وفي الدموع ومن أمثلة دموع التوبة أيضًا:
4- دموع الشعب كله في توبة عامة:
وعنها يقول يوئيل النبى: "ولكى الآن يقول الرب: ارجعوا إلى بكل قلوبكم، وبالصوم والبكاء والنوح. مزقوا قلوبكم لا ثيابكم، وارجعوا إلى الرب إلهكم"."ليبك الكهنة خدام الرب بين الرواق والمذبح، ويقولوا أشفق يا رب على شعبك، ولا تسلم ميراثك للعار" (يوئيل 2: 12، 13، 18).
وقد بكى الشعب كله بكاء عظيمًا أيام عزرا الكاهن بسبب خطاياهم.
"وصلى عزرا واعترف، وهو باك وساقط أمام بيت الله" (عز 10: 1)
وبالمثل يقول القديس بولس الرسول لأهل كورنثوس موبخًا "لم تنوحوا حتى يرفع من وسطكم الذي فعل هذا الفعل" (اكو5: 2). ويقول القديس يعقوب الرسول:
"نقول أيديكم أيها الخطاة اكتئبوا، ابكوا، ونوحوا" (يع 4: 8، 9).
ويشرح ملاخى النبى هذا الأمر فيقول "مغطين مذبح الرب بالدموع والبكاء والصراخ" (ملا 2: 13).
ومن أمثلة البكاء بسبب الخطية:
*بكاء الذين طعنوا المسيح، حينما يرونه في مجيئه الثانى.
وفى ذلك يوق سفر الرؤيا: هوذا ياتى على السحاب، وستنظره كل عين، والذين طعنوه وينوح علية جميع قبائل الأرض" (رؤ 1: 7).
ولكن النوح في هذا المثال، لا نضعه تحت عنوان التوبة، وقد لا يتصف بالندم أيضا. ربما تكون دموع الحزن والألم والحسرة، بغير أمل...