|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رسالة بديع : الإمارة تسعى لأصحابها..والمسؤولية أمانة أكد المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد بديع على أن تحمل المسئولية أمانة فى أعناق من يتولها ، موضحا خلال مقالا له " إن الذي يتولى شؤون المسلمين رئيسًا كان أم ملكًا أم أميرًا أم وزيرا أم عاملاً، حافظ أمين ومسؤول عن مصالح من يتولى أمرهم، فعليه إقامة العدالة فيهم؛ وتمكينهم من إقامة شعائر دينهم، وردّ الحقوق لأربابها". وتابع خلال المقال الذى نشرته الصفحة الرسمية للحزب على موقع التواصل الإجتماعى فيس بوك "واحترام حرياتهم في دائرة الحق والعدل، واستشارتهم في الأمور، والاستماع لنصائحهم، والذود عن كرامتهم، والحرص على مصالحهم، والدفاع عن حقوقهم، وفتح الأبواب لمعايشهم، وتذليل السبل لتنمية ثرواتهم، والضرب على أيدي المفسدين، والتنكيل بالمجرمين الخائنين، والعمل على محاربة الفساد في الأرض، ومنع الجرائم منها - إلى غير ذلك مما ترقي به الأمة، وتسلم من الأضرار". وإستطرد "سوف يُسأل كل حاكم وكل عامل أمام الله عن أمته وجماعته، يسأل عن كل فرد فيها، وعن كل عمل من أعمالها، يسأل عن ثرواتها - مواردها ومصارفها - وعما عمل لمصلحتها وراحتها، بل يسأل عن حيوانها: ماذا صنع لراحته. وتخفيف مشقته، وقديما قال الإمام العادل عمر بن الخطاب : "لو عثرت بغلة بالعراق لرأيتني مسؤولا عنها بين يدي الله تبارك وتعالى: لِم لَم أسوّ لها الطريق؟". هذا في حق الدابة فما بالك بشؤون الناس ومصالحهم. الإمارة تسعى لأصحابها: إن كل من يتولى أمرًا من أمور المسلمين أجير عند الأمة؛ فيجب عليه أن يسهر على راحتها، ويجد في خدمتها، وأن يستشعر أنه يقوم بهذا العمل ديناً وقربة يتقرب بها إلى الله، فإن التقرب إليه فيها بطاعته وطاعة رسوله من أفضل القربات".. ولما كان الناس يتطلعون للإمارة والرئاسة من أجل الحظ الدنيوي، من عز وجاه ومال، وتسلط على رقاب الناس.. فقد ورد النهي عن طلب الإمارة، عَنْ أَبِي مُوسَى t قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ e أَنَا وَرَجُلاَنِ مِنْ قَوْمِي، فَقَالَ أَحَدُ الرَّجُلَيْنِ: أَمِّرْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَقَالَ الآخَرُ مِثْلَهُ، فَقَالَ: «إِنَّا لاَ نُوَلِّي هَذَا مَنْ سَأَلَهُ، وَلاَ مَنْ حَرَصَ عَلَيْهِ». ولما سأله أبو ذر، فقال: ألا تستعملني يا رسول الله؟ قال له e: "يا أبا ذر إنك ضعيف، وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزي وندامة، إلا من أخذها بحقها، وأدى الذي عليه فيها". أما إذا كان المسؤول مطلوبًا لا طالبًا؛ فإن الله لن يتركه لنفسه، وسوف يؤيده بقوة من عنده، ويمنحه التوفيق والسداد فيما ينظر من أمور البلاد والعباد، عن عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَمُرَةَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ e: «يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ سَمُرَةَ، لاَ تَسْأَلِ الإِمَارَةَ، فَإِنَّكَ إِنْ أُوتِيتَهَا عَنْ مَسْأَلَةٍ وُكِلْتَ إِلَيْهَا، وَإِنْ أُوتِيتَهَا مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ أُعِنْتَ عَلَيْهَا ». إن الحقيقة التي يجب أن نحييها في قلوب الحكام والمحكومين، أن الحاكم أجير عند الأمة، يتقاضى راتبه من جهد وعرق الشعب ليسهر على أمرها، ويحقق مطالبها ورغباتها. ومن هنا فإن من أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها من يتحمل مسؤولية الشعب: التمسك بالدين: إن استقامة الحاكم على الدين، وإقامته لشعائره، وتحليه بأخلاقه وآدابه، لهو الأساس المتين للحكم؛ لأن الدّين أقوى قاعدةٍ في صلاح الدّنيا واستقامتها، وأجدى الأمور نفعًا في انتظامها وسلامتها، لأن الدين كما يقول الإمام البنا - رحمه الله - هو الذي يحيى الضمير، ويوقظ الشعور، وينبه القلوب، ويترك مع كل نفس رقيباً لا يغفل، وحارساً لا يسهو، وشاهداً لا يجامل ولا يحابى، ولا يضل ولا ينسى، يصاحبها في الغدوة والروحة والمجتمع والخلوة، ويراقبها في كل زمان ويلاحظها في كل مكان، ويدفعها إلى الخيرات دفاعاً، ويدعها عن المآثم دعاً، ويجنبها طريق الذلل، ويبصرها سبيل الخير والشر.. " القوة والأمانة: إن القوة والأمانة صفات لازمة للحاكم المسلم، قال الله تعالى: ]إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ[. القصص: 26. أو بعبارة أخرى الحفظ والعلم؛ حيث إن الحفظ بمعنى الأمين، والعلم تخصيص لمعنى القوة لأهمية العلم في إدارة أمور الدولة، وقد جاء ذلك على لسان سيدنا يوسف عليه السلام بعد أن مكن له حاكم مصر وشهد له بالأمانة: ]وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ * قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ[ يوسف: 54 - 55. وقد تأكد أن المراد بالقوة ليست قوة البدن فقط أو قوة التدين، ولكن لابد أن تكون مقرونة بقوة العلم والقوة على إدارة العمل والخبرة في معاملة الناس والمرونة وسعة الصدر والحلم مما يكون له أكبر الأثر على تصريف الأمور. الصدق والعدل: من الأوليات التي يجب أن يتصف بها من يتولى المسؤولية،أن يكون محبًا للصدق وأهله، مبغضًا للكذب وأهله، وأن يكون بالطبع محبًا للعدل وأهله، ومبغضًا للجور والظلم وأهلهما، يعطي النصف من أهله ومن غيره ويحث عليه، وإذا دعي إلى العدل يكون سهل القياد،و إذا دعي إلى الجور وإلى القبيح يكون صعب القياد.. عَنِ النَّبِيِّ e قَالَ: «إِنَّ أَحَبَّ الْعِبَادِ إِلَى اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَدْنَاهُمْ إِلَيْهِ مَجْلِسًا إِمَامٌ عَادِلٌ». ومن السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله "إمام عادل". الرحمة والشفقة: إن الحاكم المتمسك بأهداب الدين، يكون حريصا على أن يحل ما أحل الله، ويحرم ما حرم الله، كما أنه يكون على خوف وخشية من الله، فيعدل بين الشعب، ويكون رحيما شفوقًا عليهم.. يُلين لهم جانبه، ويُخفض لهم جناحه، ولا يحملهم على ما يشق عليهم، ويرتاد لهم كل ما ينفع، ويحرص على نصح الرعية وعدم غشها خوفا من عقاب الله، عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: سمعت رسول الله e يقول في بيتي هذا: "اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً، فشق عليهم، فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم، فارفق به". وقال e: "مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللَّهُ رَعِيَّةً يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ". اختيار البطانة الصالحة إن صلاح الحاكم وحده لا يكفي، فهو بمفرده لا يقدر على أن يقدم الخير لكل مواطن، ومن ثَمَّ وجب أن يكون القائمون على المؤسسات والهيئات والوزارات، ممن يُعرفون بالصلاح والتقوى والخشية من لله، حتى يسهروا على خدمة المجتمع، ويبذلوا من وقتهم وجهدهم من أجل أن ييسروا على الناس قضاء أعمالهم، وهؤلاء المساعدون له في حكمه، يعينوه على الطاعة وعمل الخير، وهذه البطانة تحجزه عن الشر، وتكبح جماحه إذا تمردت عليه نفسه، ومال إلى هواه، وتأخذ بحجزه إلى مرضاة الله ومصالح العباد وخير البلاد، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ e: "مَا مِنْ وَالٍ إِلَّا وَلَهُ بِطَانَتَانِ: بِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَاهُ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَبِطَانَةٌ لَا تَأْلُوهُ خَبَالًا، فَمَنْ وُقِيَ شَرَّهَا فَقَدْ وُقِيَ، وَهُوَ مِنَ الَّتِي تَغْلِبُ عَلَيْهِ مِنْهُمَا". اختيار الأكفاء: أن من أعظم الآفات التي سرت في جسد الهيئات والمصالح والوزارات في ظل النظام البائد، أن الاختيار للمناصب العليا لم يكن على أساس الكفاءة والخبرة والاستقامة، وإنما على أساس المحاباة والمجاملة والرشوة، مما أدى إلى انتشار الفساد في كل الهيئات، ولم يعد أحد قادر على قضاء شأن من شؤونه إلا بواسطة من بشر أو مال.. لذا نجد أن الإسلام قد جعل تولية من لا يحرصون على مرضاة ربهم من الخيانة لله ورسوله والمؤمنين: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ e: «مَنِ اسْتَعْمَلَ رَجُلًا مِنْ عِصَابَةٍ وَفِي تِلْكَ الْعِصَابَةِ مَنْ هُوَ أَرْضَى لِلَّهِ مِنْهُ فَقَدْ خَانَ اللَّهَ وخانَ رَسُولَهُ وخانَ الْمُؤْمِنِينَ». أيها الحكام.. إن الله وكل إليكم أمر هذه الأمة وجعل مصالحها وشؤونها وحاضرها ومستقبلها أمانة لديكم، ووديعة عندكم، وأنتم مسؤولون عن ذلك كله بين يدي الله تبارك وتعالى، ولئن كان الجيل الحاضر عدتكم، فإن الجيل الآتي من غرسكم، وما أعظمها من أمانة، وأكبرها من تبعة أن يسأل الرجل عن أمة . فاتقوا الله في وطنكم وشعبكم و قدموا مصلحة الوطن على المصالح الشخصية و كونوا خادمين للشعب ومصالحه. بوابة الفجر الاليكترونية كريم شعبان |
24 - 05 - 2012, 06:26 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
ميرسى على الخبر والمتابعة
|
||||
24 - 05 - 2012, 07:15 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
شكرا على المرور الجميل |
||||
|