|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لأَنَّهُ لَمْ يَحْتَقِرْ وَلَمْ يُرْذِلْ مَسْكَنَةَ الْمِسْكِينِ، وَلَمْ يَحْجُبْ وَجْهَهُ عَنْهُ، بَلْ عِنْدَ صُرَاخِهِ إِلَيْهِ اسْتَمَعَ. الإنسان الساقط في الخطية، الذي صار مسكينًا محتاجًا لمعونة الله، عندما صرخ إليه في ذلة، تحنن عليه، وتجسد وفداه، وأعطاه حياة جديدة. المسكين هو الإنسان المتضع الذي يتحنن عليه الله، فينقذه ويرفعه، كما أعلنت أمنا العذراء أنه "رفع المتضعين" (لو1: 52). المسيح إلهنا أخلى نفسه، آخذًا صورة عبد، وصائرًا في شبه الناس (فى2: 7)، فهو ينطبق عليه لقب المسكين، كل هذا عمله من أجل خلاصنا. حينئذ نظر إليه أبوه السماوى، فبعد أن مات، وتمم فداءنا، قام بقوة لاهوته من بين الأموات. إن صراخ المساكين غالى جدًا عند الله، فلا يحجب وجهه عنهم، بل يسرع إلى معونتهم. الله يميز المتضعين بأن يظهر وجهه لهم، فيتمتعون برؤيته أكثر من باقي البشر. ورؤية وجه الله هو أفضل من كل شيء في الوجود، وهو الحياة الحقيقية، فطوبى للمتضعين، فإنهم يتمتعون بملك الله على قلوبهم في هذا الدهر، تمهيدًا لملكه الأبدي في السموات. |
|