الأنبا أنطونيوس الشياطين مخادعة، وهي مستعدة لتغيير نفسها في كل الأشكال
ثم هي أيضا مخادعة، وهي مستعدة لتغيير نفسها في كل الأشكال، واتخاذ كل المظاهر. وهي أيضاً ـ دون أن تظهرـ كثيراً ما قلدت نغمات القيثارة والصوت، ورددت كلمات الكتاب المقدس. وفي بعض الأحيان أيضاً عندما نقرأ تردد في الحال مرارا كثيرة ما قرئ كأنه صدي الصوت. وهي توقظنا من نومنا للصلاة. وتفعل هذا بصفة مستمرة، بحيث لا تدعنا ننام علي الإطلاق.
وفي وقت آخر تتخذ شكل الرهبان. وتتظاهر بكلام القديسين، لعلها بأشباههم تخدع فرائسها وتجرها حيث أرادت. ولكن يجب أن لا يؤبه لها. حتى إذا أيقظتنا للصلاة، وحتى إذا أوعزت إلينا أن لا نأكل علي الإطلاق، أو وبختنا وأخجلتنا من أجل تلك الأمور التي أباحتها لنا في الماضي، لأنها لا تفعل هذا من أجل التقوى والحق، بل لكي تحمل البسطاء علي اليأس، ولكي تقول أن النسك لا فائدة منه. وتجعل الناس يكرهون حياة الوحدة كأمر شاق وحمل ثقيل، وتعطل أولئك الذين يسلكون فيها بالرغم منها.