لمناقشة اللاهوتية الكبيرة التي جرت في الماضي سببها وجود تعاليم هرطوقية. إلى هذا، إن التثبيت النهائي للتعليم القائل بأن العذراء مريم ولدت الإله، وأنه مباشرة مع اتّخاذ الطبيعة البشرية كان تألّه هذه الطبيعة، تمّ في المجمع المسكوني الثالث.
الهرطوقي نسطوريوس، مستعملاً عبارات فلسفية ومتأمّلاً بشرياً قال بأن العذراء مريم هي من البشر ولهذا يستحيل أن تلد الإله. الطفل الذي كان في داخلها لم يكن إلهاً بل بشرياً. الإله فقط “مرّ عبرها” أو “عبر” من خلال والدة الإله. بالطبع، كان هناك مشكلة في لاهوته حول العلاقة بين طبيعتي المسيح. لقد آمن نسطوريوس بأن جسد المسيح كان ضمنياً متّحداً بطبيعة الله. الكلمة لم يكن الإله، بل كان متحداً بالإنسان وسكن فيه. وعلى أساس هذه الافتراضات سمّى العذراء مريم والدة المسيح وليس والدة الإله. في أي حال، فالمسيح هو إله-إنسان، إله كامل وإنسان كامل، وكل طبيعة تصرفت “في شركة” في أقنوم الكلمة. سوف نتطرّق إلى هذا الموضوع عندما نتحدّث عن ولادة المسيح. مع أن هنا يجب أن نشدد على أن الطبيعة البشرية تألّهت مباشرة مع اتحادها بالطبيعة الإلهية في الكلمة في رحم والدة الإله. لهذا السبب سُميت العذراء مريم والدة الإله لأنها ولدت الإله بشرياً.