كواليس حرق مستندات ماسبيرو يوم التنحي

[Mary Naeem]

كواليس حرق مستندات ماسبيرو يوم التنحي




نحن على اعتاب استقبال الذكرى الخامسة لتنحى الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك ، تلك الليلة التى شهدت العديد من الكواليس و المشاهد الغامضة بمبنى إتحاد الإذاعة و التليفزيون والتى لا يمكن ان تتغاضى عنها الأذهان ولا زالت تتردد احداثها على مسامع الجميع.

فآخر ايام حكم نظام مبارك،كان يحمل فى طياته غموضاً وكواليس لم تكُشف بعد، ذلك اليوم الذى إعتبره البعض يوم الإنتصار على الظلم و انطلاق الحرية بربوع المحروسة، والذى أبكى بعض مؤيدى النظام حزنا منهم على رحيل مبارك.
عمل مكثف وتردد مؤقت :-
كان مبني ماسبيرو محاصرا منذ قيام ثورة يناير وحتى وقت التنحى، فمن المعروف إنه يبلغ عدد العاملين في ماسبيرو اكثر من 40 ألف موظف , وبالتالى لن يستطيع الامن السيطرة بصورة كاملة فى ظل الأحداث القائمة بالوقت ذاته، لذلك حدد الأمن الأعداد المفترض تواجدها بالمبنى من مقدمى برامج و فنين وعمال بالإذاعة الذين اقامو بالمبني، عملو بقوة10% من طاقتهم كقوة كافية للتغطية لأن الشبكات الاذاعية كانت منضمة لشبكة البرنامج العام فكانت الشبكات بمثابة إذاعة واحدة وقد تم البث بشكل إرتجالي، ولكنهم ترددوا في نقل صورة ميدان التحرير فتأخر البث ليومين لإعتراض وزير الإعلام الأسبق علي ذلك.
تضليل :-
خضع الإعلام آنذاك لسيطرة الوزير السابق أنس الفقي الذي ضلل المشاهدين طوال أيام الثورة من خلال بث صورة سلبية عن المتظاهرين من خلال شاشة التليفزيون المصري وذلك عن طريق عرض صورة ثابتة لكورنيش النيل وهو خالٍ تماما من المواطنين بالإضافة إلي تصوير المظاهرات القليلة التي نزلت في شوارع القاهرة والتى كانت مؤيدة للرئيس المخلوع حسني مبارك علي إنها مظاهرات حاشدة.
ماسبيرو قبل خطاب 11فبراير 2011:-
قبل ساعات من إلقاء الراحل اللواء عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات العامة ونائب رئيس الجمهورية آنذاك، بيان التنحي للمخلوع مبارك، فقد إنتشرت مقاطع فيديو كثيرة يظهر فيها اللواء عمر سليمان مع الإعلامي عبد اللطيف المناوي رئيس قطاع الأخبار آنذاك الوقت وهو يتجول داخل ماسبيرو بصحبة مندوب وزارة الدفاع الذي يحمل سي دي يتضمن بيان نائب رئيس الجمهورية.
ماسبيرو بعد الخطاب :-
اما عن الاجواء التى شملت ماسبيرو بعد الخطاب فكانت سيطرة حالة عارمة من البهجة و السرور على صغار السن فلم يكن لديهم حنين لمبارك مقارنة بكبار السن الذين اشجعوا بالبكاء مع سماعهم الخطاب، انطلقوا الشباب يطوفون داخل المبنى في فرحة غامرة يهتفون "تحيا مصر"، وأخذوا يحملون بعضهم البعض، وإنطلقوا في الشارع لنقل صورة توضح حقيقة الوضع بالشارع المصرى.
شائعات :-
تردد على الألسنة عملية فرم مستندات داخل ماسبيرو، وأن هناك تصاعد لأدخنة في المبني فسرها البعض بإنها عمليات حرق لمستندات تتعلق بإسناد مهام بالأمر المباشر لبعض الافراد والجهات لتنفيذ برامج وإنتاج مواد إعلامية تخدم مشروع التوريث، والذي كان أنس الفقي وزير الإعلام الأسبق أحد مهندسيه، خاصة أن المفارم لم تكن تسعف من يقوم بعملية التخلص من تلك الاوراق.
كان هناك خبر نقله البعض حول مغادرة وزير الإعلام الفقي لمبني التليفزيون ظهر يوم التنحى، إعتبره البعض مؤشرا باقتراب رحيل النظام، خاصة أن الفقي كان مرابطا في الدور التاسع داخل ماسبيرو طوال 18 يوما، ومحاط بمجموعة مستشاريه وقيادات إعلامية، ومساعديه ومنهم من ظهروا وهم يبكون على رحيل مبارك.
وكانت النيابة العامة، قد أحالت اللواء نبيل احمد إسماعيل رئيس قطاع الأمن باتحاد الإذاعة و التليفزيون السابق للمحاكمة، بعد ثبوت قيامه بإصدار أوامر للمسئولين عن التسجيلات الصوتية، بغرفة الحاسب الآلى التابعة لقطاع الإذاعة والتليفزيون، لإتلاف 6 سيديهات صورت جميع أحداث ثورة 25 يناير وما تلاها من أحداث، إلا أن محكمة جنايات القاهرة، برئاسة المستشار محمد الشوربجى، برأت اللواء نبيل أحمد إسماعيل من تلك التهمة.

هذا الخبر منقول من : الوفد