القربان المقدّس محور حياة الكنيسة
إن البحث في سر القربان المقدّس، أو الأفخارستية، يقتضي شروطاً مبدئية ضرورية، أهمها الإيمان بالمسيح والإخلاص لمشيئته، وهو سر الكنيسة والمسيحيين، وكما أننا لا نعطي حق الاشتراك فيه لغير المؤمنين. أقول بأنه لا يناسب، أن نتباحث فيه مع من لم يعرف المسيح الكلمة المتجسّد مخلّص العالم، وقد يناسبنا هنا، قول الكاهن في القداس: "الأقداس للقديسين"، فلا نطرحه على من لا يستحق، أو لا يستطيع أن يفيد منه أو يقدّر قيمته.
وعلى كل حال، فأنا أوجّه كلامي عملياً، في هذا الموضوع، إلى رجال مؤمنين بالمسيح وبتعاليمه وبتعاليم كنيسته، ولكن ثمة ملاحظة، أرجو أن تتذكروها دائما، وهي أننا عندما نتكلم عن سرّ القربان المقدّس، فنحن في صلب أسرار الكنيسة وفي أعماق جوهرها، المرتبط ارتباطاً عضوياً وثيقاً بعملية الخلاص التي حققتها لنا محبة الله التي لا حدّ لها.