|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
* إننا نحتاج إلى ما يقوله الرسول: "وتتجدَّدوا بروح ذهنكم" (أف 4: 23)، إلى التقدم الروحي ف "أنسى ما هو وراءُ" (في 3: 13). فإن تغاضى الإنسان عن فعل ذلك تكون النتيجة الحتمية هي النكوص والتقهقر من سيئ إلى أسوأ. لا يمكن للعقل أن يبقى على حالٍ واحدٍ. فكما أن الإنسان الذي يجدف بقوة يحاول أن يقاوم بسفينته ضد العاصفة القوية، مقتحمًا التيار بقوة ذراعيه، وبهذا يمتد إلى ما هو قدام، أما إذا تراخي بيديه، فإن سفينته تدور بسرعة تحت قوة العاصفة، هكذا يصير فشلنا واضحًا إن كنا لا نكسب شيئًا إضافيًا. لأنه بغير شكٍ نتراجع إلى الوراء عندما نكون غير متقدمين إلى الأمام. وكما قلت لا يستطيع العقل البشري أن يبقى على حاله، إذ لا يستطيع أي قديس أن يصل إلى مرتفعات كل الفضائل ما دام باقيًا في الجسد متى بقى بدون تغيير. فإما أن يضيف شيئًا أو يفقد شيئًا. إننا نعترف بأن الله وحده هو غير المتغير، فيصلي إليه النبي الطوباوي قائلًا: "ولكن أنت، أنت، وسنوك لن تفنى" (عب 1: 12). ويقول الله عن نفسه: "أنا الرب لا أتغيَّر" (مل 3: 6). لأنه هو وحده الذي بطبيعته صالح على الدوام وكلي الصلاح ولا يمكن أن يُضاف أو ينقص منه شيء. لهذا يلزمنا أن نخضع لمطالب الفضيلة بعناية فائقة وشوق، وأن نشغل أنفسنا بعملها، لأنه كما قلنا أن العقل لا يقدر أن يبقى على حالٍ واحدٍ، أي لا يمكن أن يبقى من غير أن يُضاف أو تقل منه صفاته الحسنة. فالفشل في اقتناء صفات جديدة يعني وجود خسارة. وإذ تبطل الرغبة في التقدم يوجد خطر التقهقر إلى الوراء. الأب ثيؤدور |
|