هل تقررت الحقائق الموردة آنفاً في شخص المسيح حالاً بعد تأسيس الكنيسة المسيحية ؟
إن الحقائق الموردة آنفاً في شخص المسيح مع أن جميعها معلن في الكتاب المقدس إما تصريحاً أو تضميناً كما بينا جلياً لم تتقرر تماماً عند جميع الكنائس المسيحية إلا بعد مباحث طويلة استمرت إلي نهاية القرن السادس. لأنه قام في الكنيسة بعض من اللاهوتيين وذهبوا مذاهب ضلال متنوعة في شخص المسيح وتبعهم قوم علي اختلاف مذاهبهم وهكذا أظهرت طوائف مختلفة مجموعة من عدد قليل من البشر ولكل طائفة رأي خاص في هذه المسألة لكن جمهور شعب الله المؤمنين اعتقدوا اعتقاداً واحداً منذ البداءة وهو ما سبق الكلام عليه. غير أنه لما كان الشعب متمسكاً بتلك الحقائق الجوهرية أي أن اللاهوت والناسوت متحدان غير ممتزجين في شخصية واحدة كان اللاهوتيون مضطرين بالاعتراضات من خارج وبالميل إلي البحث من داخل أن يسألوا كيف يمكن أن تكون تلك الأمور أي أن يكون شخص واحد إلهاً وإنساناً معاً وأن يتحد اللاهوت بالناسوت في شخص المسيح. وكان في الأجوبة علي هذه المسائل صعوبات ووقع في شأنها مشاجرات كثيرة ولأجل التخلص من ذلك أنكر البعض لاهوته وغيرهم ناسوته أو كمال الناسوت وغيرهم أفسدوا حقيقة الاتحاد ونتائجه.