|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وكما رَفَعَ مُوسى الحَيَّةَ في البَرِّيَّة فكذلِكَ يَجِبُ أَن يُرفَعَ ابنُ الإِنسان: "الحَيَّةَ "في العبرية נָחָשׁ (حَنَش) فتشير الى الموت كون الموت أتى من الحيّة (تكوين 3). ويُعلق القدّيس أوغسطينوس "إلامَ ترمزُ الحيّات التي تلسَع؟ إلى الخطايا التي تأتي من الجسد الفاني. وما هي الحيّة التي رُفِعَت؟ إنّه موت الربّ على الصليب. في الواقع، كون الموت أتى من الحيّة (تك 3)، فقد رُمِزَ إليه برسم حيّة. لدغة الحيّة تعطي الموت؛ أما موت الربّ، فهو يعطي الحياة" (عظات عن إنجيل القدّيس يوحنّا). هزم موت السيد المسيح على الصليب الخطيئة والموت وينال الحياة الأبديّة لمن يؤمن (يوحنا 3: 15). ويُعلق العلامة أوريجانوس "الحيَّة التي رُفعت تمثل السيد المسيح حامل خطايانا، من ناحية، تُمثل الحيَّة القديمة التي سمَّرها السيد المسيح بصليبه وجرَّدها من سلطانها على المؤمنين ومن ناحية أخرى. والحيَّة النحاسية التي رفعها موسى على السارية لها علاقة بمناجم "عربة" حيث كانوا يستعملون هذا المعدن في القرن الثالث عشر قبل الميلاد. وقد عُثر في مدينة تمنه في النقب على عدة حيّات نحاسية صغيرة كانوا يستعملونها للاحتماء من الحيات السامة. ويُفسِّر سفر الحكمة حادثة الحيَّة النحاسية في البرية بمعنى الرحمة: "كانَت لَهم عَلامةُ خَلاص تُذَكرهم وَصِيَّةَ شَريعَتِكَ فكان المُلتَفِتُ إِلَيها يَخلُص لا بِذلكَ الَّذي كانَ يَراه بل بِكَ يا مُخَلِّصَ جَميعِ النَّاس. وبذلكَ أَثبَتَّ لأَعْدائِنا أَنكً أَنتَ المُنقِذُ مِن كُلِّ سوء" (الحكمة 16: 6-10). |
|