منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 21 - 03 - 2022, 03:02 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,268,883

إنتشار تلاميذ القدِّيس أنطونيوس في الشَّرق عامَّة وفي لبنان خاصَّة


إنتشار تلاميذ القدِّيس أنطونيوس في الشَّرق عامَّة وفي لبنان خاصَّة


إنَّ رائحة عبير فضائل القدِّيس أنطونيوس قد انتشرت في الشَّرق وعطـَّرت أرجاءه، وسيرة حياته النـُّسكيَّة الطـَّاهرة التي كتبها معاصره وصديقه القدِّيس أتناسيوس، بطريرك الإسكندريَّة آنذاك، تسرَّبت إلى كلّ مكان بواسطة تلاميذه في الجيل الرَّابع والخامس والسَّادس والسَّابع.

التـَّقليد الشَّعبي يقول لنا أنَّ القدِّيس أنطونيوس قد أتى بذاته إلى لبنان وسكن المغارة المعروفة بإسمه في دير قزحيَّا. أمَّا الـتـَّاريخ والواقع فيخبراننا أنَّ القدِّيس أنطونيوس لم يأتِ إلى لبنان بذاته. إنَّ تلاميذه، البعض منهم، هم الذين تركوا الصَّعيد وانتشروا في الشَّرق. الأنبا إيلاريون والأنبا أبون والأنبا باسيليوس الذين أخذ عنهم القدِّيس مارون الذي تتلمذ له كثيرون كالقدِّيس يعقوب الكبير والقدِّيستين كورا ومارانا (+ 445).


ولمَّا أتى بعض الموارنة من سوريَّا الـثـَّانية إلى لبنان في أواخر الجيل السَّابع رافقهم رهبان مؤسِّسهم مارون، لابسين زيّ القدِّيس أنطونيوس، قصد التوطـُّن في ربوعه فأنشأوا المناسك والأديار في وديانه وجباله، يكرِّمون في كنائسهم على مذابحها أباهم القدِّيس أنطونيوس. فقطنوا أوَّلاً مغاوره في الجبال والوهاد حتى حطَّ الرِّحال ببعضهم في وادي قاديشا وقزحيَّا، حيث سكنوا مغارة كبيرة نسكوا فيها. دُعيَت باسم معلـِّمهم القدِّيس أنطونيوس. فتتلمذ لهم كثيرون من سكـَّان البلاد والمناطق المجاورة، وأخذوا عنهم حياة النـُّسك والزُّهد في الدُّنيا والسِّيرة الرُّهبانيَّة؛ فصاروا قدِّيسين. وقد بنوا بقرب هذه المغارة، على مدى الأجيال، حبسًا يسكنه كاهن وراهب، عُرِف بحبس قزحيَّا، تلته عدَّة محابس كمحبسة مار بيشاي ومار ميخائيل ومار يوحنـَّا. ولم تزل هذه المحابس قائمة حتى الآن.


ثمَّ تطوَّر هذا الحبس وصار ديرًا صغيرًا على إسم مار أنطونيوس، قد تسلـَّمته الرُّهبانيَّة اللـُّبنانيَّة المؤسَّسة سنة 1695 من يد المطران يوحنـَّا حبقوق سنة 1708. وقد اشتهر هذا الدَّير بالعجائب من كلّ نوع، خاصَّة الرُّجوع إلى الله بالتـَّوبة وطرد الشَّياطين وشفاء المجانين وإعطاء البنين للعواقر. يشهد بذلك إقبال جماهير الزوَّار التي تتقاطر إليه من كلّ حدب وصوب ومن كلّ الطـَّوائف والأديان شرقـًا وغربًا، يطلبون النـِّعم من الله بشفاعة من أسماهُ الشَّعب" بأبِ العجائب"، القدِّيس أنطونيوس.

فعمَّرت الرُّهبانيَّة الدير واشترت له الأراضي الواسعة بجهد الرُّهبان وكدِّهم وتعب أيديهم، وكبَّرته شيئًا فشيئًا وجدَّدته مرَّات بعد أن خرَّبه أعداء الدِّين، إلى أن صار على ما هو عليه الآن، آية في الفنّ وروعة في الجمال ومزارًا مقدّسًا عالميًّ. فازدهرت الحياة النـُّسكيَّة والحالة الرُّهبانيَّة في لبنان. فكانت لنا الأديار والصَّوامع على الجبال وفي الوهاد والمنعرجات، يسكنها الرُّهبان، جاعلين منها معاقل للصَّلاة والتأمُّل والعمل اليدويّ، ومنطلق رسالة روحيَّة ووطنيَّة لا أجمل ولا أروع، لا أوسع ولا أنزه، وحرابًا صلبة تردّ صواعق غضب الله عن لبنان والكنيسة والعالم. وكان لنا، ما عدا المؤسِّسين الأبرار، القدِّيسون مثال الآباء نعمة الله كسَّاب الحرديني وشربل مخلوف البقاعكفريّ ودانيال العلم الحدثيّ (الجبِّة) ويوسف أبي غصن الجبيليّ والأُخت رفقا الرَّيِّس الحملاويَّة والأخ إسطفان نعمة اللـِّحفديّ، وغيرهم...



وهكذا تتابعت الحياة النـُّسكيَّة والسِّيرة الرُّهبانيَّة على مدى الأجيال في لبنان حتى يومنا هذا، بفضل الرُّهبانيَّات. ولم تزل الرُّهبانيَّة اللـُّبنانيَّة تواصل بدورها المسيرة الخيِّرة وتحافظ، بفضل الله وشفاعة أبنائها البررة القدِّيسين الكثر،على التـُّراث الثـَّمين وترعى الوديعة بعين العناية وبكلّ اهتمام؛ تسلـِّم المشعل من كابرٍ إلى أكبر، محقـِّقة ومتابعة بذلك الرِّسالة الرُّوحيَّة والوطنيَّة بكلّ أمانة وشجاعة، مستلهمة الرُّوح القدس ومصلـِّية إلى الله الآب والإبن، لتكثر الدَّعوات الرُّهبانيَّة والنـُّسكيَّة المقدَّسة. وليظلّ لبنان مهد الحقّ والخير والجمال ومنبع القداسة وحامل مشعل الحضارة الإنسانيَّة المسيحيَّة ورسول المحبَّة والسَّلام إلى العالم.


حبَّذا لو نبقى تلاميذ لأنطونيوس، نمشي خطاه ونسير درب الحقّ والحقيقة بين دروب الحياة الشَّتـَّى والعديدة، فنطالب كما طالب الرُّهبان منذ القِدَم "بكلمة حياة". ونقول لأنطونيوس: "أبَّا، قل لي كلمة حياة"
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
القدِّيس أنطونيوس قد أتى بذاته إلى لبنان وسكن المغارة المعروفة بإسمه في دير قزحيَّا
إنَّ رائحة عبير فضائل القدِّيس أنطونيوس قد انتشرت في الشَّرق
القدِّيس أتناسيوس، قال عن أنطونيوس
قال القدِّيس أُغوسطينوس عن أنطونيوس
القدِّيس ألأنبا أنطونيوس في التـَّدبير الرُّهبانيّ


الساعة الآن 10:14 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024