|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"من أجل الحق والوداعة والعدل؛ فتهديك بالعجب يمينك" [4]. إن كانت مملكة إبليس تقوم على الباطل (الكذب) والكبرياء والظلم، فقد تجسد الكلمة وصُلب لكي يُحطم بالحق والوداعة والعدل مملكة الظلمة ويقيم مملكة البر الإلهي في داخلنا. أ. قاوم الرب الباطل بالحق، والكذب بالصدق، بكونه "الحق" نقبله فينا فلا يستطيع الباطل أن يجد له فينا موضعًا، نقبل النور فتهرب الظلمة. * أُعيد "الحق" فينا، "الحق من الأرض أشرق والعدل من السماء اطلع" (مز 84: 11). لقد جاء المسيح كتوقعات البشرية، إذ في نسل إبراهيم "تتبارك كل الأمم". القديس أغسطينوس إنه لم يعلمنا الحق فحسب، وإنما قدم نفسه لنقتنيه؛ وهكذا أيضًا بالنسبة للوداعة، فبتجسده اتضع لنقتنيه فنحمل الوداعة والاتضاع، وبه نحطم كبرياء إبليس. بمعنى آخر، السيد المسيح هو سلاحنا ضد العدو المتكبر. شهد إشعياء النبي عن وداعته العجيبة، قائلًا: "كشاة تُساق إلى الذبح، وكنعجة صامته أمام جازيها فلم يفتح فاه" (إش 53: 7). كما قال السيد عن نفسه: "احملوا نيري عليكم وتعلموا مني، لأني وديع ومتواضع القلب" (مت 11: 29). وأخيرًا فأنه بعدله يهبنا ملكوت البر الذي لا يعرف الظلم. هناك ارتباط بين الحق والوداعة والعدل، إذ هم وجوه مختلفة لملكوت واحد؛ فإن كان المؤمن يقبل المسيح "الحق" ففي رفضه للباطل يلتزم بروح الوداعة؛ بمعنى آخر لا يسقط تحت الغضب بحجة الدفاع عن الحق؛ وفي وداعته يلتزم بالعدل والبر الإلهي... جميعها هبات إلهية، أو قل هي عطايا الروح القدس فينا الذي يأخذ مما للمسيح ويهب الكنيسة لتحمل شركة سماته وتتهيأ للعريس الأبدي. هذه هي أسلحة العريس السماوي: الحق والوداعة والعدل... وهي الأسلحة التي لأجلها قَبِلَ الصليب ليُحطم الباطل ويذل الكبرياء وينتزع سلطان إبليس الظلم. بهذا تعتز يمين الرب وتحقق عجبًا، أو كما يقول القديس أغسطينوس: [إنه بهذا تقودنا يمينه أي قدرته وتصنع فينا أعمالًا عجيبة! إنها أسلحة فعّالة اجتذبت الكثيرين من الوثنية بأساطيرها الباطلة وتشامخها وعنفها إلى الشركة مع الله بالروح القدس في المسيح يسوع ليمارسوا الحياة الجديدة الفائقة السمو.] |
|