عرفنا أن هناك ثلاثة أنواع من الفرح. فهل أفراح المؤمن هي من النوع الروحي الحقيقي فقط، ولا علاقة له ببقية الأفراح؟
المؤمن إنسان وله حياة إنسانية، وهذه الحياة تفرح بكل عطايا الله. ومَن مِن المؤمنين لا يفرح في نجاحه أو زفافه؟ لكن المؤمن فيه حياة الله، والمسيح في حياته هو محور الأفراح الحقيقية. كما أن فيه أيضًا الجسد، الذي يسعى أحيانًا لرغبات ممتعة، ليست بريئة. إذًا فأفراح المؤمن هي سبيكة من كل أنواع الفرح. ونسبة كل نوع مِن هذه الأفراح الثلاثة يتناسب مع حالته الروحية، ووجود المسيح أمام قلبه. كلما ارتفعت حالته وثبَّت عينه على المسيح، كلما زاد الفرح الروحي لديه، وبالتالي انخفضت بقية أنواع الفرح؛ والعكس صحيح. وعندما تسمو حالته فحتى أفراحه الإنسانية تكون مطبوعة بالطابع الروحي، ففي نجاحه لا يفرح فقط كإنسان نجح، بل أيضًا لأنه مؤمن مجد الله في نجاحه. كما يُسر في كل أموره الزمنية لأن الله هو الذي أعطاها له ويشكره عليها.