v أَشَرّ من كل احتراق ما يحلّ بنفوسنا خلال مرارة الحزن. وكما أن الجسم يجف ويُرهَق بجهاده ضد عنف أشعة الشمس، فيُجلب إلى مأوى فيه عدة ينابيع، ليهدأ بالنسيم اللطيف، هكذا يفعل الليل حيث تُسلم نفوسنا للنوم. نعم، بالحريّ يلزمني القول إنه ليس الليل ولا النوم يفعل هذا، إنما الله الذي يعلم مدى تعب شقاء جنسنا يفعل هذا. بينما نحن لا نترفَّق بأنفسنا كما لو كنا أعداء لنفوسنا وهبنا ما هو مستبد أكثر قوة من الحاجة الطبيعية للنوم، أي الأرق بسبب الثروة... انظروا عظمة رعاية الله. فإنه لم يترك لإرادتنا حق الراحة، ولا الحاجة إلى النوم حسب اختيارنا، إنما ربط النوم بضرورة الطبيعة، حتى نمارس الصلاح ولو بغير إرادتنا.