"النبي الذي معه حُلم، فليقص حُلمًا،
والذي معه كلمتي فليتكلم بكلمتي بالحق.
ما للتبن مع الحنطة يقول الرب؟!
أليست هكذا كلمتي كنارٍ يقول الرب؟!
وكمطرقة تحطم الصخر.
لذلك هأنذا على الأنبياء يقول الرب، الذين يسرقون كلمتي من بعضهم البعض" [28-30].
أحلام الأنبياء الكذبة كالقش يجب فرزها من كلام الرب، أي من الحنطة.
ليس للأحلام فاعلية، أما كلمة الرب فكنارٍ تحرق الشر في القلب، وتلهبه بنار الحب الإلهي، وكمطرقة تحطم القلب الحجري لتجعله قلبًا لحميًا. بمعنى آخر كلمة الرب هي طعام (حنطة)، يشبع النفس، كما يغير طبيعتها، تنقيها كما بنارٍ، وتحطم كل فسادٍ فيها.
بقوله: "ما للتبن مع الحنطة؟!" [28] يؤكد ضعف الأحلام في مواجهتها أو مقاومتها لكلمة الرب. إنها تشبه تبنًا أو عصافة لا تقف أمام ريح غضب الله. إنها تحترق أمام كلمة الله النارية وتتحطم بمطرقتها.
يكشف إرميا عن جانب آخر خطير في حياة بعض الأنبياء الكذبة؛ أنهم أحيانًا لا ينطقون بكلمات كاذبة، ولا يدّعون أنهم يروا أحلامًا، إنما يسرقون كلمة الرب من بعضهم البعض [30].
يشير التبن إلى الأشرار والحنطة إلى أولًاد الله.
وكما يقول القديس جيروم: [إن كان إبراهيم وإسحق ويعقوب والأنبياء والرسل لم يكونوا بلا خطية، وأن كان أفضل أنواع الحنطة به تبن ممتزج به، فماذا يُقال عنا نحن الذي كُتب عنا: "ما هو التبن للقمح يقول الرب؟" (إر 23: 28) ومع ذلك فالتبن يُحفظ للحرق المقبل، كما أن الحنطة في الوقت الحاضر ممتزجة مع القمح في نموها...].