يرى القديس أمبروسيوس أن البريَّة التي نهرب إليها هي التوبة أو نعمة الله حيث يجد الشريد فيها ملجأ وخلاصًا.
* التوبة هي هروب صالح؛
نعمة الله هي هروب صالح، فيها يجد الشريد خلاصه.
البريَّة هي هروب صالح، هرب إليها إيليَّا (1 مل 19: 4) وإليشع ويوحنا المعمدان (مت 3: 1، لو 13: 2).
هرب إيليَّا من المرأة إيزابل التي تعني "فيض من الباطل"، هرب إلى جبل حوريب. (1 مل 19: 8) التي تعني جفافًا، حيث يجف تدفُّق مياه الجسديَّات الباطلة، حينئذ يأتي إلى معرفة الله بأكثر كمال، لأنَّه كان بجانب نهر كريث الذي يعني "المعرفة" هناك استطاع أن يشرب من فيض معرفة الله المتدفِّق (1 مل 17: 5). هرب إيليَّا من العالم حتى أنَّه لم يطلب طعامًا يحتاج إليه جسده غير ما قدَّمته له تلك الطيور الخادمة (1 مل 17: 6)، مع أن طعامه غالبًا ما كان ليس من هذا العالم (1 مل 19: 5-7). حقًا لقد صار أربعين يومًا بالقوَّة التي صارت له بالوجبة التي نالها (1 مل 19: 8).
بالتأكيد لم يهرب من مجرَّد امرأة بل من هذا العالم. لم يخف الموت، لأنَّه تقدَّم بنفسه لذاك الذي كان يطلب نفسه وقال للرب: "خذ نفسي" (1 مل 19: 4).
احتمل أتعاب هذه الحياة ليس مشتهيًا إيَّاها، لكنَّه كان يهرب من إغراءات العالم وسموم السلوك الشرِّير والتصرُّفات الدنيئة للجيل الخاطي غير المقدَّس.
القديس أمبروسيوس