يصف الكتاب المقدس أريحا هكذا: "وكانت أريحا مغلقة مقفلة بسبب بني إسرائيل، لا أحد يخرج ولا أحد يدخل"[1]. إنها تمثل الإنسان المنغلق على ذاته، لا ينفتح قلبه بالأخذ والعطاء، إنما يكون كمدينة مغلقة ليس من يخرج منها ولا من يدخل فيها. إنها منعدمة الحب! أما الإنسان المتسع القلب بالمسيح محب البشر، فإنه يعيش بفكر منفتح يفتح أعماقه لكل إنسان بحكمة إلهية، ويخرج من قلبه كل محبة مشبعة للآخرين.
هذه هي أريحا ممثلة العالم الموضوع في الشرير، أو الشر ذاته، خاصة الأنا، وقد استخدم الله طريقة فريدة في الغلبة على أريحا لم تتكرر في بقية الحروب أو الاستيلاء على المدن. فإن موقعة أريحا - إن صح هذا التعبير- تعتبر أول موقعة في أرض الموعد بعد عبور نهر الأردن، وقد أراد الله أن يعلن بطريقة ملموسة أن الحرب له والنصرة هي من عنده، وأن سلاحهم الحقيقي والجوهري هو الإيمان. يقول الرسول بولس: "بالإيمان سقطت أسوار أريحا بعدما طيف حولها سبعة أيام" (عب 11: 30).