|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
* هذا الخوف أو الحب الذي من أجله يوبخنا الله، كل واحد حسب ما يتناسب معه، قائلًا: "الابن يكرم أباهُ، والعبد يكرم سيدهُ، فإن كنت أنا أبًا فأين كرامتي؟ وإن كنت سيّدًا فأين هيبتي؟" (مل 1: 6). فالعبد يلزمه أن يخاف: "وأمَّا ذلك العبد الذي يعلم إرادة سيدهِ ولا يستعدُّ ولا يفعل بحسب إرادتهِ فيُضرَب كثيرًا" (لو 12: 47). * يوجد خوف مزدوج: 1. أحدهما للمبتدئين، أي الذين لا زالوا تحت العبودية المرعبة، التي نقرأ عنها: "العبد يكرم سيدهُ" (مل 1: 6). وفي الإنجيل يقول: "لا أعود أسمّيكم عبيدًا، لأن العبد لا يعلم ما يعمل سيدهُ" (يو 15: 15). "والعبد لا يبقى في البيت إلى الأبد، أمَّا الابن فيبقى إلى الأبد" (يو 8: 35). لذلك يعلمنا الله أن ننتقل من الخوف من القصاص إلى ملء حرية المحبة وثقة الأحباء أبناء الله. أخيرًا فإن الرسول المبارك بقوة حب الله عبر مرحلة عبودية الخوف، لكي يحتقر الأشياء الأرضية، ويعلن أنه قد اغتنى بأمور الله الصالحة، إذ يقول: "لأن الله لم يُعطنا روح الفَشَل، بل روح القوَّة والمحبَّةِ والنصحِ" (2 تي 1: 7). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). هؤلاء أيضًا الذين التهبوا بحب كامل نحو أبيهم السماوي، والذين بالتبني الإلهي صاروا أبناءً لا عبيدًا، يخاطبهم الرسول: "إذ لم تأْخذوا روح العبوديَّة أيضًا للخوف بل أخذتم روح التبنّي الذي به نصرخ يا أَبا الآب" (رو 8: 15). 2. أما عن الخوف الآخر فيتكلم النبي عن الروح ذيّ السبع جوانب، الذي بحسب سرّ التجسد يحل بكمالٍ على الإله المتجسد: "ويحلُّ عليهِ روح الرب، روح الحكمة والفهم، روح المشورة والقوة، روح المعرفة ومخافة الرب" (إش 11: 2). بل ويضيف على وجه الخصوص: "ولذَّتهُ تكون في مخافة الرب" (إش 11: 3). نلاحظ أنه لم يكمل قائلًا، "يحلَّ عليك روح الخوف"، بل "لذَّتهُ تكون في مخافة الرب". لأن هذا هو عظمة غنى هذا الخوف أنه إذ يستقر على أحد بقوته لا يستحوذ على جزء من عقله بل كل عقله. وليس ذلك بغير إدراك، لأنه مرتبط ارتباطا وثيقًا بالحب الذي "لا يسقط أبدًا". الأب شيريمون |
|