|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كان وجه والدة الإله يشع كالشمس ورائحة طيب زكي يفوح من جسدها الطاهر، عطر لا يمكن أن نجده في العالم. وبخوف وورع قبَّل الرسل جسدها الطاهر وبلمسه تقدسوا منه، وأحسوا بنعمة إلهية تغمرهم. كما ودعها جميع المؤمنين، وقبلوا جسدها الطاهر الذي خرجت منه قوة مقدسة ملأت قلوب الذين لمسوا رفاتها: المرضى تعافوا، العميان استعادوا بصرهم، وفُتحت آذان الطرشان، العُرج أصبحوا يمشون، والأرواح الشريرة خرجت، وباختصار فان جميع المرضى الذين لمسوا والدة الإله شفوا من أمراضهم، وجميع الحاضرين مجدوا المسيح إلهنا وأمه القديسة. في وسط هذه الأحداث التي رافقت رقاد والدة الإله، ابتدأت مراسيم الدفن، فحمل بطرس وبولس ويعقوب جسدها الطاهر على أكتافهم يتقدمهم القديس يوحنا اللاهوتي حاملا غصن الجنة الذي كان يشع بنور سماوي، ورافق نعشها جميع التلاميذ والمؤمنين، ساروا بقربها حاملين الشموع والمباخر، مرنمين صلاة الجنازة، التي مرت بموكب خشوعي من صهيون مارين بأورشليم إلى الجسمانية، وحسب طلب مخلصنا بدأ بطرس بترتيل أحد مزامير داود: "عند خروج إسرائيل من مصر وبيت يعقوب من شعب أعجم. هللويا . كان يهوذا مقدسه. وإسرائيل محل سلطانه هللویا .... " الى آخر (مزمور 114 ). ورافقت الموكب سحابة مستديرة في شبه أكليل كانت تشع نورًا بهيا، وسمعت أصوات ترانيم ملائكية تخرج من السحابة وتملأ الفضاء. وكثير من اليهود الذين لم يؤمنوا بالمسيح عند سماعهم هذه الترانيم الغير عادية تركوا بيوتهم وانضموا إلى الجموع. عندما سمع رؤساء الكهنة والكتبة عن هذا، إلتهبوا حقدًا وحرضوا بعض الناس وأرسلوا خدام الهيكل والجنود لتفريق الموكب. وأمروهم أيضًا بقتل تلاميذ المسيح وحرق جسد مريم، وأشاعوا بأن هذه المرأة قد دمرت الشعب اليهودي. دخل الشيطان في هؤلاء الرعاع، فتسلحوا للمعركة وأسرعوا لوقف سير الموكب، وعندما ابتدأوا بالتحرش بجمهور المؤمنين، إذ بالسحابة الدائرية التي كانت تسير في الهواء هبطت وأحاطت بالمشيعين مشكلةً سدًا منيعًا لحمايتهم، وهكذا ساروا بالترانيم بدون أن يروا أحدًا خلفهم وأصيب المطاردون بالعمى، وابتدأوا بضرب رؤوسهم بالحائط ، وصدموا بعضهم بعضاً وآخرين لم يعرفوا أين يذهبوا وفتشوا على من يرشدهم على الطريق. ☦︎♡ من كتاب حياة السيدة العذراء ☦︎♡ |
|