|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لقد دبر أخيتوفل المؤامرة لقتل داود الملك وإباده اسمه فكان رمزًا لعدو الخير إبليس الذي هّيج الكثيرين ضد ابن داود للخلاص منه بالصليب، فجاءت كلمات داود النبي تنطبق بصورة أكمل في شخص السيد المسيح، إذ يقول: "كان يدخل لينظر فكان يتكلم باطلًا، وقلبه جمع له إثما. كان يخرج خارجًا ويتكلم عليّ معًا. عليّ تدمدم جميع أعدائي. وتشاوروا عليّ بالسوء وكلامًا مخالفًا للناموس رتبوا عليّ. هل النائم لا يعود أن يقوم؟!" [6-8]. تحققت هذه النبوة في شخص السيد المسيح حيث اجتمع رؤساء الكهنة والكهنة والكتبة والفريسيون والناموسيون وبيلاطس وهيرودس عليه. تدمدموا معًا أي تهامسوا أو تشاوروا من وراء السيد، وحكموا عليه على خلاف الناموس، وظنوا أنه نام في القبر ولا يعود يقوم. كان كل من يدخل إليه أثناء محاكمته أو جلده أو صلبه يتكلم عليه باطلًا، إذ يحمل إثمًا في قلبه من جهته فلا يرى في ذلك إلا علامة غضب الله عليه، لذا يخرج خارجًا ينطق بتجاديف ضده! الذي يدخل بذاته إلى أحداث الخلاص، يدخل لينطق بتجاديف أثيمة، أما من يدخل بالنعمة إليها فيخرج أيضًا ليجد مرعى (يو 10: 9)، إذ يجد فيها فيض حب مشبع ومُروي للنفس. وكان يقول الرسول: "لهؤلاء رائحة موت لموت ولأولئك رائحة حياة لحياة (2 كو 2: 16). بعد أن تحدث عن الأعداء صالبي المسيح تكلم بوجه الخصوص عن يهوذا مسلمه، التلميذ الخائن: "وأن إنسان سلامتي الذي وثقت به الذي أكل خبزي رفع عليّ عقبه" [9]. من هو إنسان سلامته؟ يهوذا... لقد خانه بقبلة غاشة (يو 6: 70)، ليُظهر ما قيل عنه: "رجل سلامتي". القديس أغسطينوس |
|