|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هل كان لقايين الحق أن يغتاظ ويتضايق مِن الله؟ صحيح أن قايين قدم لله مِن «أثْمَارِ الأرْضِ قُرْبَانا لِلرَّبِّ»، وفعلاً لم يقبلها الله منه «إلَى قَايِينَ وَقُرْبَانِهِ لَمْ يَنْظُرْ» (تكوين٤: ٤، ٥). وهذا الرفض ليس لسبب تمييز الله لهابيل عن أخيه، بل السبب الرئيسي هو تمرد قايين نفسه على الله ومتطلبات الاقتراب إليه وغفران خطاياه. أقصُد الذبيحة التي حدَّد الله أهميتها في الاقتراب إليه، وهي طبعًا إشارة للطريق الوحيد الذي هو دم وكفارة المسيح. وعندما رفض قايين طريقة الذبيحة واستحدث أسلوبًا مبتكرًا، ألا وهو أعماله وقدَّم من ثمار الأرض. النتيجة أن الله رفضه. ولقد قدّم الله إليه الحل، مرة أخرى، حتى بعدما أخطأ، إذ قال له: «لماذَا اغْتَظْتَ وَلِمَاذَا سَقَطَ وَجْهُكَ؟ إنْ أحْسَنْتَ أفَلا رَفْعٌ. وَإنْ لَمْ تُحْسِنْ فَعِنْدَ الْبَابِ خَطِيَّةٌ رَابِضَةٌ وَإلَيْكَ اشْتِيَاقُهَا وَأنْتَ تَسُودُ عَلَيْهَا» (تكوين٤: ٦-٧). وبدلاً من أن يستفيد قايين من إمهال الله، ويرجع عن طريقه ويقدّم الذبيحة مثل أخيه هابيل، يا للأسف استمر في غيظه ومضى لينتقم منِ هابيل «وَحَدَثَ إذْ كَانَا فِي الْحَقْلِ أنَّ قَايِينَ قَامَ عَلَى هَابِيلَ أخِيهِ وَقَتَلَهُ» (تكوين٤: ٨). فيا للغباء والعناد! |
|