|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
شبرا تودع كاهن مارجرجس استيقظ القمص صليب متى ساويرس، الكاهن بكنيسة مارجرجس الجيوشي في حي شبرا، صباح الاثنين الماضي كعادته في السادسة صباحًا، همَّ في ارتداء زيه الكهنوتي لينطلق إلى كنيسته التي تَبعُد خطوات عن منزله بميدان المستشفى. باغته ألم في صدره، نصحته زوجته بعدم النزول لترأُس قداس الاثنين ليرتاح قليلًا، واستمع إلى زوجته، واستلقى على فراشه ليرحل عن عالمنا بـ"أزمة قلبية". لم يكن يعلم القمص صليب أن تبعات وفاته ستؤثر في "المسلم قبل المسيحي"، المشاعر الطيبة من أهل شبرا وجيرانه ظهرت ربما في لافتات علقها البعض رثاءً له، حزنًا صادقًا على فُراقه من آخرين ظهر في مشاركتهم بتشييع جثمانه حملًا على الأكتاف في مشهد أشبه بـ"مظاهرة شعبية". تبعات الرحيل كانت مفاجئة لجيرانه "كنت لسه شايفه قبل ما يتوفى بيوم" يقول يوسف أحد الجيران، يتذكر الرجل الذي يمتلك مفهى بجوار منزل القمص المتوفى صدمة الرحيل المفاجئة "عرفنا إنه اتوفى نتيجة سكتة قلبية، كان بيصبَّح علينا كل يوم وهو نازل رايح الكنيسة"، يؤكد الرجل الأربعيني أن "مواقف أبونا صليب حلوة محدش يختلف عليه أبدًا". علاقة جمعت القمص الراحل بالحاج سيد السني، امتدت لقرابة الـ50 عامًا "البيت قُصاد البيت، كان بيحضر أحزاننا قبل أفراحنا"، يُعدد الحاج حافظ ذكريات الراحل الطيبة "أول واحد في شبرا تقريبًا عمل مائدة إفطار في رمضان، كانت في شارع الأفضل وشارع الجسر". العلاقة الطيبة امتدت كذلك مع أبناء القمص الراحل "ولادي متربيين مع ولاده، الدكتور بولا والقس فيكتور". ما إن عَلِم الرجل ذو الـ65 عامًا بوفاة القمص صليب فَكر في تعليق لافتة ينعي فيها مع أشقائه حافظ وجمال رحيل "صديق العمر". "كان بيعلق يُفط يهنيء المسلمين فيها بأعيادهم يبقى يوم وفاته ماكتبلوش أي حاجة دا أقل شيء عشان خاطر عياله" يُضيف الحاج سيد. اللافتة لاقت إشادات من مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، مُثمنين المشاعر الطيبة التي عبَّر عنها "آل السني". "ولا حاجة بالنسبة للي كان بيعمله أبونا" يقول الحاج حافظ السني، وقتما علم "أهل المنطقة" برحيل القمص صليب "عرفنا إن جثمانه هيروح الكنيسة في عربية مستنية تحت البيت" رفض الحاج حافظ "قلت لابنه فيكتور جثمان أبونا صليب مايركبش عربية، ده احنا نشيله على أكتافنا". حرص القمص صليب على حضور احتفالات المولد النبوي سنويًا مع أهل شبرا، "كان أول واحد بيحضر الاحتفالية في المسجد، ويسمع القرآن ويُلقي كلمة ويهنينا بالمولد ويمشي". يُعدد الحاج حافظ مواقف الراحل الطيبة "لما والدي ووالدتي اتوفوا سافر معانا عشان ندفنهم في المنوفية، متأخرش عننا". مواقف القمص صليب الإنسانية امتدت لأهل المنطقة، يتذكر حسين "واحد صاحبي خبطه موتوسكل وكان محتاج يعمل عملية تركيب شرايح ومسامير، والعملية هتتكلف 18 ألف جنيه، وظروفه كانت على قده، والدي قالي روح لأبونا صليب". أخذ الشاب العشريني بنصيحة والده"كانت أول مرة أخشله"، يًكمل "سألني عملتوا إيه كأصحابه، قلتله إننا جمّعنا 4 آلاف جنيه، قالي وزع الفلوس اللي جمّعتوها وأنا هتكفل بيه، وفعلا بعتوله حد وعمل العملية". اندهش محمد سليم بحفظ الراحل للآيات القرآنية، ففي احتفالية المولد النبوي الماضية، كان سليم على موعد مع إجازته السنوية يَقدم من إيطاليا في هذا الوقت من العام إلى بيته بشبرا، حضر الاحتفالية مع أصدقاءه وأقاربه "اتفاجئت بدخول قسيس المسجد، مش متعود أشوف الروح دي في إيطاليا". ألقى القمص صليب كلمة بسيطة هنأ فيها المسلمين بالمولد "فوجئت بمستواه في الشعر، وأنه استشهد بآية قرأنية". رحيل القمص صليب شعر به الأهل والجيران في شبرا رغم أنه لم يتعدَ اليومين، "أكيد أبونا صليب ما يتعوضش، لكنه ما يغلاش على ربنا" يؤكد الحاج سيد السني. مصراوي |
|