|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هل الله يتغير؟ "سمِعتُمْ أنَّهُ قيلَ للقُدَماءِ.... أمّا أنا فأقولُ لكُمْ...." (مت5: 21، 28). هل تعليم السيد المسيح "الجديد" معناه أن الله قد غيّر خطته بالنسبة للإنسان، أو أن فكر الله "قد تعدّل"؟ لقد حسم السيد المسيح هذه النقطة بقوله: "لا تظُنّوا أني جِئتُ لأنقُضَ النّاموسَ أو الأنبياءَ. ما جِئتُ لأنقُضَ بل لأُكَملَ" (مت5: 17). لم يكن رب المجد ناقضًا للناموس كما ادّعى رؤساء الكهنة ليقتلوه، ولكن كان مكملاً للناموس وشارحًا له.. وما كان التغيير في فكر الله بل كان يجب أن يكون في فهم الناس واستيعابهم لفكر الله. لقد انحرف البشر في إدراك مقاصد الله، وجاء المسيح ليكشف لنا هذه المقاصد الأزلية "أنا قد جِئتُ نورًا إلَى العالَمِ، حتَّى كُلُّ مَنْ يؤمِنُ بي لا يَمكُثُ في الظُّلمَةِ" (يو12: 46). V نموذج للشرح: حفظ السبت جاء الناموس "اُذكُرْ يومَ السَّبتِ لتُقَدسَهُ. سِتَّةَ أيّامٍ تعمَلُ وتصنَعُ جميعَ عَمَلِكَ، وأمّا اليومُ السّابِعُ ففيهِ سبتٌ للرَّب إلهِكَ. لا تصنَعْ عَمَلاً مّا أنتَ وابنُكَ وابنَتُكَ وعَبدُكَ وأَمَتُكَ وبَهيمَتُكَ ونَزيلُكَ الذي داخِلَ أبوابِكَ...." (خر20: 8-11).. وفهم الناس هذه الوصية على أنها قيد عنيف يحد حركتهم ويمنعهم من أي عمل حتى لو كان لخدمة الآخرين.. حتى إنهم كانوا ينتقدون المسيح بكل عنف لأنه يشفي مريضًا يوم السبت.. وينسون القيمة الجبارة في شفاء رجل مولودًا أعمى أو إقامة لعازر أو شفاء ذي اليد اليابسة، ويقولون عن المسيح" "هذا الإنسانُ ليس مِنَ اللهِ، لأنَّهُ لا يَحفَظُ السَّبتَ" (يو9: 16)، وكان السبت في نظرهم أهم من الرجل المريض أو حتى الميت الذي قام، وتشاوروا لكي يقتلوا لعازر "فتَشاوَرَ رؤَساءُ الكهنةِ ليَقتُلوا لعازَرَ أيضًا" (يو12: 10)، إكرامًا للسبت. لقد حفظ السيد المسيح السبت بمنهج جديد وغريب، كان مواظب على المجمع يوم السبت كعادة اليهود (راجع لو6: 6، مر1: 21، مر6: 2). وكان هناك يجتمع إليه المرضى فيشفيهم، حاسبًا أن شفاء مريض ليس كسرًا للسبت، أما اليهود فكانوا يغتاظون جدًا بسبب الإبراء في السبت "فأجابَ رَئيسُ المَجمَعِ، وهو مُغتاظٌ لأنَّ يَسوعَ أبرأَ في السَّبتِ، وقالَ للجَمعِ: هي سِتَّةُ أيّامٍ يَنبَغي فيها العَمَلُ، ففي هذِهِ ائتوا واستَشفوا، وليس في يومِ السَّبتِ!" (لو13: 14). ولم يترك السيد المسيح اليهود في جهلهم بل شرح لهم مقصده المقدس: (1) "يا مُرائي! ألا يَحُلُّ كُلُّ واحِدٍ مِنكُمْ في السَّبتِ ثَوْرَهُ أو حِمارَهُ مِنَ المِذوَدِ ويَمضي بهِ ويَسقيهِ؟" (لو13: 15). (2) "مَنْ مِنكُمْ يَسقُطُ حِمارُهُ أو ثَوْرُهُ في بئرٍ ولا يَنشُلُهُ حالاً في يومِ السَّبتِ؟" (لو14: 5). (3) "في السَّبتِ تختِنونَ الإنسانَ. فإنْ كانَ الإنسانُ يَقبَلُ الخِتانَ في السَّبتِ، لِئلا يُنقَضَ ناموسُ موسَى، أفَتَسخَطونَ علَيَّ لأني شَفَيتُ إنسانًا كُلَّهُ في السَّبتِ؟ لا تحكُموا حَسَبَ الظّاهِرِ بل احكُموا حُكمًا عادِلاً" (يو7: 22-24). (4) "أو ما قَرأتُمْ في التَّوْراةِ أنَّ الكهنةَ في السَّبتِ في الهيكلِ يُدَنسونَ السَّبتَ وهُم أبرياءُ؟" (مت12: 5).. لأنهم يقدمون ذبائحًا وبخورًا وصلوات في الهيكل، فيسألهم المسيح هل هذا يعتبر تدنيسًا للسبت؟ (5) "أما قَرأتُمْ ما فعَلهُ داوُدُ حينَ جاعَ هو والذينَ معهُ؟ كيفَ دَخَلَ بَيتَ اللهِ وأكلَ خُبزَ التَّقدِمَةِ الذي لم يَحِلَّ أكلُهُ لهُ ولا للذينَ معهُ، بل للكهنةِ فقط" (مت12: 3-4). (6) "إذًا يَحِلُّ فِعلُ الخَيرِ في السُّبوتِ!" (مت12: 12). (7) "فإنَّ ابنَ الإنسانِ هو رَبُّ السَّبتِ أيضًا" (مت12: 8). (8) "السَّبتُ إنَّما جُعِلَ لأجلِ الإنسانِ، لا الإنسانُ لأجلِ السَّبتِ" (مر2: 27). لقد خرج المسيح بهذه النتيجة النهائية إن "الإنسان هو القصد". |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الله لا يتغير |
كل شيء يتغير لو وصل إلي يد الله |
الله لا يتغير |
الله لا يتغير ! |
الله لا يتغير هو معك |