|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
" ما دام لكم النور آمنوا بالنور لتصيروا أبناء النور" (يوحنا ١٢ : ٣٦). تشبث اليهود بحرفية الناموس فتجمدت أفكارهم، وأساءوا فهم ما جاء في الناموس والأنبياء من أن المسيح يعطى له طول الأيام إلى الدهر والأبد... سنينه كدور فدور (مزمور ٢١ : ٤، ٦١ : ٦). ومن كل هذا، استنتجوا أن المسيح، يجب أن لا يموت. وبذلك فاتهم أن يتأملوا في الآيات، التي تتحدث عن موته وآلامه. وحين عقبوا على مطالعتهم بالسؤال: من هو هذا ابن الإنسان، لم يجبهم وإنما حذّرهم من فوات الفرصة، لنوال الخلاص. وأهاب بهم إلى الاستنارة بنور الحق، ليدركوا معنى النبوات المتعلقة بالمسيح. لكأنه يقول: أنا النور، ولكني معكم لحظة قليلة من الزمن. فكونوا حكماء، واغتنموا فرصة وجودي معكم، لئلا ينتزع الله نعمته منكم، فتسقطوا من دعوتكم للخلاص. إن من يتمسك بالأرضيات، ويحب خطاياه أكثر من بر المسيح لهو جاهل، يحب الظلمة أكثر من النور. هذا لا يستطيع فهم المسيح، ولا يسر بكلامه، فيتقسى قلبه. ويا لها من حالة محزنة لأولئك، الذين قسوا قلوبهم ضد نور الإنجيل، واقتربوا من نهاية يوم النعمة! إنهم كمن يسير في الظلام، ولا يعلم إلى أين يذهب. وكم نكون حكماء، إن قبلنا الانجيل كنور إلهي! وتبعنا تعاليمه، لأنه سراج لأرجلنا ونور لسبيلنا. وهناك حقيقة أعلنها يسوع، وهي أن الذين يؤمنون بالنور يصيرون أبناء النور " (لوقا ١٦ : ٨، أفسس ٥ : ٨). إلتجىء إلى المسيح، ليخلصك في آخر لحظة. ويقلدك سلاح الله الكامل، لكي تقدر أن تثبت ضد مكايد إبليس. البعض يؤمنون سراً بالمسيح ولا يريدون أن يدفعوا ثمن إيمانهم، وبهذا يخدعون أنفسهم. إنهم يخافون من تعيير الناس، ولهذا يسقطون ويرفضون من الله ولأنهم يطلبون شرف وعون البشر يفقدون شرفهم، وخلاصهم عند الله. امتحن نفسك، وانظر، هل تحب ذاتك أم الله ؟ إلتجىء إلى المسيح ليخلصك من محبة الذات. وحينئذ تصير حراً، وتمجد الآب والابن والروح القدس. لنحمد المسيح لأجل خلاصه، ولنسأله ولادتنا الجديدة من النور. |
|