|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"طريق الحياة للفطن إلى فوق للحيدان عن الهاوية من تحت" [ع 24] إذ يتمتع الحكيم بالحياة الحقيقية يعيش دومًا في مصاعد، يرتفع من مجدٍ إلى مجد (2 كو 3: 18)، وفي نفس الوقت يتفادي الانحدار إلى أسفل في الهاوية. لا تعرف الحياة السكون، إما صعود نحو السماويات أو انحدار نحو الهاوية. ويشبِّهها البعض بمن يسبح في وسط النهر، إما يُكمل طريقه ليعبر إلى الشاطئ أو يتوقف عن السباحة فيغرق. أمام الإنسان طريقان، طريق الحياة لا يعرف الخمول أو طريق الموت. * لا يستطيع من يسعى في إثر الكمال، ويتمسك بالصعود إلى السماء، ويتطلع إلى درب العلو، أن يتمتع ويتوقف في علوٍ واحدٍ، ظانًا أنه اكتمل في عمله، ولم يعد في حاجة إلى الصعود إلى درجة أخرى، لكنه يسرع يوميًا ليرتفع إلى الأعلى، إلى أن يفتح له الموت الباب ليبلغ إلى ميناء القديسين. أقول لك يا محب الفضائل، يحسن بك أن تفكر وتتأمل أن تتقدم نحو الأمام. ويجدر بك أن تحسب أنه توجد سيرة أعظم من سيرتك. لو فكرت أنك تسلقت بواسطة الفضيلة بقدر ما كان ينبغي أن تتسلق، لكان سعيك باطلًا، وتبدأ في الهبوط بسبب الادعاء الذي يخامر نفسك، فتنحدر من جمال التواضع. * إنني أصرخ بكل قواي: إذا وجدت موضعًا أبعد منك أهرب إليه، وإذا وجدت موضعًا في داخلك فانزوي إليه. لا تتوقف عن الهروب، ولا تسترح من الركوض إلى أن تدرك ذاك الذي من أجله أدركك المسيح (في 3: 13). القديس ماريعقوب السروجي القديس مقاريوس الكبير |
|