|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لِكَيْ أُبْصِرَ قُوَّتَكَ وَمَجْدَكَ، كَمَا قَدْ رَأَيْتُكَ فِي قُدْسِكَ [2]. الآن إذ صار جسد المُرَتِّل كبرية قاحلة عطشى إلى الله الينبوع الحقيقي، فاشتهى أن يظهر أمام الهيكل، ويرى قوته ومجده. هنا كلمة "أُبصر" تعني أن يختبر ويتمتع بقوة الله ومجده (مز 27: 13؛ 34: 8، 12؛ مت 5: 8؛ يو 3: 36). يرى القديس أغسطينوس أنه إذ تشتاق نفس المؤمن إلى الله يذهب إلى بيت الرب، ويتراءى قدامه، فينعم بنظر قوة الله ومجده. أو بمعنى آخر كما يقول الرسول إذ نعرف الله بل بالحري نُعرَف من الله (غل 4: 9). ففيما نحن نعطش إلى التعرف عليه، نكتشف أن مسرة الله أننا معروفون منه. * لنظهر أولًا لله، لكي ما يمكن لله أن يظهر لنا. "لكي أبصر قوتك ومجدك". بالحقيقة، إذ يترك الموضع، أي تلك البرية، وكأن الإنسان يجاهد في البرية لينال عونه الكافي، وإلا فلا يرى قوة الرب ومجده، بل يبقى ليموت من العطش، فلا يجد الطريق، ولا التعزية، ولا الماء الذي به يحتمل الوجود في البرية. ولكن إذ يرتفع إلى الله، حيث تقول له كل أعضائه الداخلية: "عطشت إليك نفسي، ويشتاق إليك جسدي بكل أعضائه! لئلا لا يطلب ما هو لله بل ما هو لغيره، فلا يشتاق إلى قيامة الجسد التي وعد بها الله، بهذا إذ يرتفع تكون له تعزية ليست بقليلة. القديس أغسطينوس يرى العلامة أوريجينوس أن الابن هو قوة الآب، كقول الرسول بولس (1 كو 1: 18)، وهو حكمة الله ومجده. فالمرتل يشتهي أن يرى المسيح وتدبير تجسده. * كما أن الأرض البرية تعطش إلى الماء، هكذا أشتهي أنا إلى المجيء إلى أورشليم حيث مظلة قدسك. وأما أثناسيوس الجليل وأوريجينوس وغيرهما فقالوا إن معنى قول النبي هو: إن البرية القفرة لم تمنع شوقي إليك، بل أُصلِّي إليك، وأُسبَّحك فيها كما أُسبِّحك في أورشليم، طالبًا أن أتمتع بحضرتك، وأعاين عجائبك التي تُظهِر قوتك ومجدك. الأب أنثيموس الأورشليمي |
|