|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مردخاي يحث أستير إذ سمع مردخاي بما فعله هامان التزم بالتصرف الروحي الحكيم، إذ لبس المسوح وتذلل أمام الله وقدم الصلوات كما طالب أستير بالصوم والتذلل مع الإلتقاء بالملك وكشف خطة هامان. هكذا يسند الصلوات بإنسحاق القلب دون أن يهمل العمل بروح الحكمة البناءة. "ولما علم مردخاي كل عُمل شق مردخاي ثيابه ولبس مسحًا برماد وخرج إلى وسط المدينة وصرخ صرخة عظيمة مُرّة، وجاء إلى قدام باب الملك لأنه لا يدخل أحد باب الملك وهو لابس مسحًا، وفي كل كورة حيثما وصل إليها أمر الملك وسنته كانت مناحة عظيمة عند اليهود وصوم وبكاء ونحيب، وانفرش مسح ورماد لكثيريم" [1-3]. إذ علم مردخاي بما فعله هامان شق ثيابه علامة الحزن الشديد كما فعل رأوبين حينما رجع إلى البئر ولم يجد يوسف أخاه (تك 37: 29)، ولبس المسوح علامة انسحاق قلبه وتذلله وصرخ صرخة مرّة فقد أدرك أن ما حلّ بشعبه كان بسببه... هذا وقد تمتع مردخاي بقلب متسع بحب أخوته فلا يطيق أن يرى آلامهم. إنه كنحميا الذي سمع الأخبار المؤلمة في أورشليم فقال: "جلست وبكيت ونحت أيامًا وصمت وصليت أمام إله السماء" (نح 1: 4). وحمل الرسول بولس ذات القلب حين قال: "أقول الصدق في المسيح ولا وضميري شاهد ليّ بالروح القدس، أن ليّ حزنًا عظيمًا ووجعًا في قلبي لا ينقطع، فإني كنت أود لو أكون أنا نفسي محرومًا من المسيح لأجل إخوتي أنسبائي حسب الجسد" (رو 9: 1-3). إن كان مردخاي يمثل السيد المسيح، فطريق الخلاص إنما بدأ بشق مردخاي ثيابه ولبس المسوح وخروجه إلى المدينة ليصرخ صرخة مرّة تهز أبواب السماء، فتخلص أستير الملكة وشعبها من الابادة. هكذا خلع السيد المسيح مجده مخليًا ذاته من أجلنا (تمزيق الثياب)، حاملاً جسدنا (لبس المسوح)، وحالاً في وسطنا على أرضنا (خروجه إلى المدينة) وصرخ على الصليب ليسلم روحه من أجل خلاصنا. وكما يقول الأب أفراهات: [إذ جلس مردخاي والتحف بالمسوح أنقذ أستير وشعبها من السيف، إذ لبس المسيح جسدًا... خلص الكنيسة وأولادها من الموت[20]]. في كل كورة وصل إليها أمر الملك تحولت حياة اليهود إلى مناحة وصوم وبكاء كما فرش الكثيرون المسوح ممتثلين بمردخاي... إنها صورة حية للمؤمنين الذين يتأملون يوم الرب العظيم وإذ يدركون عمل الخطية فيهم ينوحون مقدمين توبة صادقة ليغتصبوا مراحم الرب. أخيرًا جاء مردخاي إلى قدام باب الملك لكنه لم يدخل بسبب المسوح؛ هكذا كان الملوك يعيشون في قصورهم لا يريدون أن يلتقوا بالمتألمين والمظلومين إذ يهتموا براحتهم النفسية دون مبالاة بالشعب. أغلقوا الأبواب أمام لابس المسوح لكي ينزل ملك الملوك نفسه لابسًا المسوح، ويشاركهم آلامهم، وينطلق بهم بروحه القدوس لا إلى باب الملك أو داخل قصره، وإنما إلى حضن الآب عينه. هكذا أغلق العظماء أبواب قصورهم في وجه المحتاجين لينزل العظيم إليهم ويحملهم إلى سمواته. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
إن كان مردخاي واجه أستير بصراحة وشجاعة |
مردخاي يحث أستير |
لم تخبر أستير عن شعبها وجنسها كمشورة مردخاي |
( أستير 3: 6 ) وازدري في عينيه أن يمد يده إلى مردخاي وحده |
أستير تعانف مردخاي |